صورٌ كثيرة تتزاحم في ذهن المرء، في نهاية كلّ عام، عندما يهمّ باختيار أكثر ما أثّر فيه ممّا شاهده في 12 شهراً. بين أفلامٍ مُشَاهَدة في مهرجانات سينمائية وصالات فنية وتجارية، وأخرى مُكتشفة في المنزل بواسطة أقراص وروابط ومنصّات عبر النّت، أجد نفسي أمام قدر كبير من الأعمال، يختلط فيها الجيّد بالمتواضع فنياً، واللافت للانتباه بغير المثير للاهتمام، والمُجدِّد بذي المقاربة الاعتيادية. حتّى أنّ الاختيار الكلاسيكي لأفضل 10 أفلام للعام يبدو منفذاً من صعوبة الاختيار، بقدر ما أنّه تمرين جمالي مفيد.
لكنْ، لأنّ الذاكرة انتقائية، والاحتفاظ بكلّ تفاصيل الأفلام يكاد يكون مستحيلاً، يوازي في العمق عدم تذكّر أيّ منها، فما يؤثّر فينا أحياناً عدّة، ويرسخ في ذاكرتنا الروحية والسينفيلية، ليس فيلماً بكامله، بل مشهداً أو مَشَاهِد معيّنة، أو جملة حوار، أو جوّاً استثنائياً يلفّ الفيلم، أو نظرة من عين ممثّل ـ ممثلة، أو شخصية ثانوية لافتة للانتباه، أو موسيقى، أو لحظة صمت. ربما يتعلّق الأمر أيضاً بحدثٍ، أو موقف سينمائي معيّن، فالسينما لا تنحصر في الأفلام، لأنّها أيضاً ما يُقال ويُعاش في محيط هذه الأخيرة، خاصةً في المهرجانات.
جملة حوار من "أستيرويد سيتي" لِوس أندرسون
في أحد أفضل المَشاهد، يتقدّم أوغي (جيسن شوارتزمن)، نحو خلفية المسرح، ويجد نفسه أمام الممثلة (مارغو روبي)، التي أدّت سابقاً دور زوجته في المسرحية، تطلّ عليه من شرفة مسرح مجاور. بغضّ النظر عن رجع الصدى الذي يخلقه هذا المشهد، مع تقابل أوغي ـ ميتش في مشهد سابق، يبدو كلقاءٍ بين رجلٍ وزوجته المنبعثة من عالم الأموات. يناديها أوغي بجملةٍ، مؤثّرة بتلعثمها الصادق: "أنتِ الزوجة التي أدّت دور ممثلتي".
"عنوان مؤقّت" لمصطفى الدرقاوي
في يونيو/حزيران، حظيتُ، بفضل الدورة الثانية لـ"المهرجان الدولي للسينما المستقلّة للدار البيضاء"، بفرصة الإدلاء بقراءة في "عنوان مؤقّت" (1974)، في حضرة مبدعَيه مصطفى الدرقاوي مخرجاً، وأخيه عبد الكريم مديراً للتصوير. حين تطرّقت إلى مشهد النهاية ـ الذي تقفز له الدموع إلى عينيّ أصلاً في كلّ مرة أشاهده ـ اقتبستُ منه جملةً ـ مانيفستو، تُدوّي في الضمائر كقنبلةٍ من صدقٍ وجمال: "الفنّ كياكل مولاه، كيشرب دمّو إلى آخر نقطة. ما كيأثّتش المكاتب ويضاعف الأرباح. هذا ما كان. إما السينما كيفما كنتي كتشوفها ديما وإما احفر قبرك وتردم فيه". نظرتُ إلى مصطفى، فتفاجأت بدمعتين تنسابان من عينيه. أنْ تحتبس الكلمات في حنجرتك، وتتعطّل لغة الكلام. أنْ يكون هذا من أنبل المواقف التي عشتها في مسارك.
"باربنهايمر"
لحظة وقوف المتفرّجين، صفوف انتظار طويلة، أمام القاعات، لمشاهدة "باربي" لغريتا غيرويغ، و"أوبنهايمر" لكريستوفر نولان، وظاهرة الـ"ميمز" التي واكبت ترقّب خروجهما في يومٍ واحد. يقول فرنسيس فورد كوبولا: "لم أشاهدهما بعد (باربي وأوبنهايمر). لكنْ، حقيقة أنّ الناس يملأون الصالات لمُشاهدتهما، وأنّهما ليسا (بريكوِل)، أو تتمّتين لأجزاء سابقة، ولا يوجد أيّ رقم يتبع عنوانيهما، (هذا كلّه) يعني أنّهما يُمثّلان انتصاراً للسينما".
موسيقى "أوبنهايمر"
الموسيقى العظيمة التي لحنّها لودفيغ غورنسون لـ"أوبنهايمر". لا شيء يُمكن قوله هنا أفضل من توصيةٍ بالإنصات إلى شريط الموسيقى الأصلية، المتوفّر على منصّة "يوتيوب"، وتبلغ مدّته ساعةً و35 دقيقة.
"كتاب الحلول"
تقديم "كتاب الحلول" لميشال غوندري في سينما "كاميرا"، في مكناس. نهاية أسبوع جميلة أمضيتها رفقة غوندري ومساعدته صبرينا، وصديقي محمد بيوض، المُشرف على برمجة "كاميرا"، تخلّلها حوار مع المخرج، ولحظات إنسانية رائعة، أسرّت لنا بعدها صابرينا على أنّها من أفضل التجارب في جولة التقديم، المخُصّصة بـ"كتاب الحلول". بعدها بشهرين ونيّف، حدّدت صابرينا موعداً لي في "مونمارتر"، تزامناً مع وجودي في باريس، لتسلمني هدايا مُوقّعة كعربون محبة وعرفان من غوندري. ربما تكون مهنة النقد جاحدة، أحياناً كثيرة، لكنّ لحظات كهذه تكفي لتمنحك طاقةَ المُواصلة في طريق هذه المهمة النبيلة والمثيرة للشغف والتحدّيات.
نظرات عائشة التباع
نظرات عائشة التباع، في "المحكور ما تيبكيش" لفيصل بوليفة. ممثّلة غير محترفة أطلّت علينا من العدم، في أداء كبير، يحفّه الاقتصاد والتعبير بلغة العيون، استحقّت عنه جائزة "المهرجان الوطني للفيلم بطنجة". من أرسخ لحظات الفيلم مشهد تخلّي سائق الشاحنة عنها وسط كورنيش طنجة، وتبدّل نظراتها من الفرح إلى الحزن بعد "تقهقرها" الفجائي من وضع سيّدة مقبلة على الزواج، إلى امرأة متبرّجة، تبحث عن "زبون" عابر.
المهرجان الوطني للفيلم
افتتاح "المهرجان الوطني للفيلم" واختتامه بحفلين، كان تنظيمهما الجيّد محطّ إشادة كثيرين، نظراً إلى جودة تنظيمهما وإيقاعهما السلس. من ألِفوا الخطابات الطويلة للمسؤولين والمنتخبين المحليين، التي تُثقل كاهل الحفلات، ويتأفّف منها الجمهور الحاضر، يعلمون حجم التقدّم الذي تنطوي عليه هذه الخطوة، رغم بساطتها الظاهرة.
"يا لها من حقبة"
المشهد الافتتاحي من "مملكة الحيوان"، لتوما كايْيّ. مراهق ووالده يتجادلان في السيارة، بانتظار الضوء الأخضر، ينشب صراع في سيارة إسعاف قربهما، قبل خروج كائن مزيج من آدميّ وبومة، يصرع الحراس، ثم يفرّ. "يا لها من حقبة"، تكفي هذه الجملة البسيطة، التي يقولها الأب لسائق سيارة مُجاورة، ليضعنا المخرج وكاتب السيناريو كايْيّ في قلب التصوّر العبثي لفيلمه.
"حيوات سابقة"
دقيقة الصمت التي تسبق افتراق بطلي "حيوات سابقة"، لسيلين سونغ، مُعطيةً الانطباع أنها تدوم الدهر كلّه، حين تشحذ توتّراً وترقّباً يحاكيان أفلام التشويق. رغم أنّ مآل فشل العلاقة يبدو نوعاً ما بديهياً، لكنّ شيئاً ما في المُشاهِد يظلّ يهفو لإمكانية تحقّقها في اللحظة الأخيرة. نوع من ازدواجية المشاعر التي تصنع الأفلام الجيّدة.
رحيل ميشال سيمان
وفاة ميشال سيمان في 13 نوفمبر/تشرين الثاني. ناقدٌ كبير، وأحد ممن رافقوا مجلّة "بوزيتيف" الفرنسية المتخصّصة في السينما منذ بداياتها. أشعر كأنّي فَقَدتُ فرداً من عائلتي، من فرط تأثير كتاباته عليّ، خاصة مؤلَّفه المرجعي عن ستانلي كوبريك، أحد مخرجيّ المفضلين منذ سينفيليتي الأولى.
صدف سرنديبية
كلّ لحظات الحوار مع ضيوف الصف الأول، من ممثلين ومخرجين، يحضرون "المهرجان الدولي للفيلم بمرّاكش"، تستحقّ أنْ تبقى في الذاكرة. لكنّ لحظة الحوار مع المخرج الروسي أندري زفياغنسيف، في الدورة الـ20 (24 نوفمبر/تشرين الثاني ـ 2 ديسمبر/كانون الأول 2023)، كانت مميزة لسبب خاص. في الحوار مع المخرج، شاركني جويل، المترجم من الفرنسية إلى الروسية والعكس، ومندوب مجلة "فرايتي". بسبب ضيق الوقت، ثم الزمن الثمين المُستَهلَك في الترجمة، تعيّن عليّ، في نهاية الحوار، أنْ "أقامر" باختيار أحد سؤالين، ظللتُ مُتردّداً إزاءهما إلى آخر لحظة: الأول، عن تأثير نظريات المونتاج التي بلورها أيزنشتاين في التناغم الإيقاعي المُدهش لأفلام زفياغنسيف؛ والثاني، عن التأثّر بإيقاع مايكلآنجلو أنتونيوني، وعدم ارتكازه على السرد، الذي لمسته شخصياً في أفلامه، من دون أنْ أقرأ عنه في أيّ مرجع. في نهاية المطاف، طرحتُ الأول، وإذْ بزفياغنسيف يبتسم، ويهزّ رأسه غير موافق، قائلاً إنّه يكاد لا يعرف أيّ شيء عن نظريات أيزنشتاين، وإنْ كان لا بُدّ من البحث عن تأثّر، فإنّه يُقرّ بتأثير إيقاع سينما أنتونيوني عليه. عضضتُ على شفتي مُتحسّراً على المقامرة "الخاطئة". لكنّ بسمةً علت وجهي، غير مُصدّق هذه الصدف السرنديبية المُدهشة التي تنتجها تمارين الحوار، حين يحفّها صدقٌ وشغفٌ من الجانبين.
تكريم فوزي بن السعيدي
التكريم المؤثّر لفوزي بن السعيدي، في مهرجان مرّاكش نفسه، وتتويجه بعرض فيلمه الأخير الاستثنائي "الثلث الخالي". حركة وجدت امتدادها في اختياره حضور ثلّة من الممثلين المخلصين له، لمنحه النجمة الذهبية، قبل أنْ يخطف قلوب الجميع بكلمة ملهمة، تمتح من الحبر نفسه الذي يبدع منه أفلامه. أبرز ما قاله إنّ إنجاز فيلمه القصير الأول "الحافة" (1999)، بعد معاناة وانتظار طويلين، كان ولادة حقيقية بالنسبة إليه. بعملية حسابية صغيرة، يكون عمره الحقيقي اليوم ليس 55 عاماً، بل 25، وسيكون بالتالي مُستعداً لإنجاز فيلمه الأول عن 26 عاماً مباشرة بعد هذا التكريم، اقتداءً بنموذجه الأسمى أورسون ويلز. خيّم صمت مطبق وخشوع على "قاعة الوزراء"، حين ختم كلمته بأبيات من قصيدة محمود درويش: "لماذا تركت الحصان وحيداً".
"الثلث الخالي"
المشهد الأنطولوجي من "الثلث الخالي" يعرِج فيه الهارب ومحبوبته في السيارة، التي تجرّ وراءها سحابة من الغبار، إلى الشمس المشرقة، المواجهة للكاميرا، فيغمر ضوؤها عين المشاهِد في الوقت نفسه الذي تحجب عنه الموسيقى حواراً للعاشِقَين، يعاتب فيه كلّ منهما الآخر على تركه. ابتداءً من هذا المشهد، ينزلق الفيلم نحو راديكالية شكلية، وحبكة تربك أوراق الحكي، متوغّلة في إيقاع شعري صرف، وسينما خالية من كلّ شوائب القصة.
"باي باي طبريا"
حركة هيام عباس في "باي ياي طبريا"، للينا سويلم، حين وقفت مع ابنتها على شرفة بيت والدتها لتضع المشاهد، وفق تقليد راسخ في الأفلام الوثائقية الجيّدة، يرمي إلى رسم معالم الفضاء، في تصوّر موقع فلسطين في خريطة الشرق الأوسط: "هناك البحر. هناك لبنان. هناك سورية. وهناك الأردن. ونحن هنا في الوسط". لفتة مؤثّرة، لأنّها تعطيك الانطباع بأنك تسمع أسماء هذه الأقطار العزيزة لأول مرة، وأنّها ينبغي أنْ تنعم بالسلم نفسه الذي تعيشه بلدانٌ أخرى في مختلف بقاع العالم، بدل ما تعيشه من حروب وتدمير منذ عقود.
"عصابات"
شخصية البحّار الثانوية في "عصابات" لكمال الأزرق. شيخٌ، مدمنٌ على شرب الكحول، يناقض بجمالية الثرثرة، أو المونولوغ الهزلي، الوجومَ المفرط في جدّية الثنائي الرئيسي، ويحمل بمآله السوداوي الفيلم خطوة أخرى إلى الليل البهيم، المتوغّل فيه. نسق "البيكاريسك" والطيف الواسع من الشخصيات المختلفة، التي يلتقيها "البطلان المضادّان"، تحمل كلّ منها بصمة مختلفة تضفي على الفيلم لمسةً خلّاقة، تخرج به من طابع المهمة ـ البرنامج.
"مروكية حارة"
هدم الجدار الرابع في "مروكية حارة" لهشام العسري. في أقصى لحظات عزلتها، وتوالي المصائب عليها، تنفجر كاتي (فدوى طالب) باكية، وتجتاز شاشة السينما لتتوجّه مباشرة إلى متفرّجين في قاعة سينما، يبدون غير آبهين بمأساتها. تلومهم على قلوبهم المتحجّرة، وتصفهم بـ"جمهور حوادث السير"، قبل أنْ "تهديهم" إصبعها الوسطى. المزيج اللّاذع نفسه بين السخرية السوداء والإنسانية المتوحّدة مع مصير الشخصيات الهامشية، الذي يصنع تفرّد العسري.
"حول العشب الجاف"
الصوت الداخلي في الفصل الـ3 من "حول العشب الجاف" لنوري بيلغي جيلان. بينما أنت مُنغمسٌ في متابعة عملٍ استثنائيّ بقدرة مخرجه على بلوغ أعالي ستراتوسفيرية في التقاط تعقيد النَفْس البشرية، وازدواجية تصرّفاتها، انطلاقاً من مثلث حبّ في ميكروكوسم مدرسة ابتدائية صغيرة، في قرية في ربوع الأناضول؛ يعالجك الفيلم بالصوت الداخلي للشخصية الرئيسية. تدبيرٌ لم تتعوّد عليه من المخرج، يغوص عبره في جوانب أخرى من شخصيته، مُبلوراً لحظة حقيقة وتوحّد نادرة ومفرطة في التأثير، لم أتمالك نفسي أمامها، فذرفت لها دموع الـ"كاتارسيس". محظوظون نحن بأنْ نعيش في زمنٍ يُنجز فيه نوري بيلغي جيلان سينما.
"لاكيميرا"
مشهد تحديق أرتور (جوش أوكونور)، في رأس تمثال من "لاكيميرا" (رؤى)، لآليتشي رورفاكر، والصمت المطبق الذي يلفّه قبل أنْ يُقدم على ردّة فعل متوقّعة، لكنها تلمس رغم ذلك المُشاهد بصدقها وضروريتها، وخاصة كيفية إخراجها. شاب إنكليزي يحتكّ بعصابات نهب قبور الحضارة الإترورية، في منطقة توسكانا، شمالي إيطاليا، مُستبطناً ذاكرة اختفاء عشيقته في فترة وجوده في السجن، تقاربها المخرجة الإيطالية بشعرية التفاصيل الجانبية، وخيط أحمر روحاني يربط الحبيبين، وينهل من أسطورة أريادني.
"النهر"
نَفَس الحرية، الذي يعبر "النهر"، وثائقي دومينيك مارشي عن أنهار "الغاف" (مجاري ماء قوية تصبّ من سلسلة جبال بيرينيه نحو المحيط الأطلسي). رغم طرحه الإيكولوجي القوي، عن مخاطر تدنّي صبيب الأنهار وتلوّث مجاريها على التنوّع البيولوجي والسمكي، يكاد الفيلم يخلو من أسلوب الأطروحة. سرّ ذلك إيقاعٌ سلس، يلتصق بعيش الشخصيات التي يلتقيها المخرج وطاقمه الصغير على ضفاف النهر.
"أعلم أنّها كذبة، لكنْ ينبغي أنْ أرى"
في رائعته "الصبي ومالك الحزين"، يلخّص هاياو ميازاكي روح السينما الحقّة في جملتين، إحداهما كُتبت فوق بوّابة عالم الأحلام، فحواها أنّ "من يسعون إلى الفهم سيهلكون"، والأخرى يغمغم بها الصبيّ ماهيتو أمام مرافقته، قبل أن يجتاز البوابة، فيبدو ناطقاً رسمياً باسم جميع السينفيليّين: "أعلم أنّها كذبة، لكنْ ينبغي أنْ أرى". الفيلم يستمدّ اقتباسه وعنوانه الأصلي باليايانية من رواية لجينزابورو يوشينو: "وأنتم كيف تعيشون؟".
هناك أيضاً تلك اللائحة، للأفلام المفضّلة عندي في العام المنصرم:
- "حول الأعشاب الجافة" لنوري بيلغي جيلان.
- "الصبي ومالك الحزين" لهاياو ميازاكي.
- "لا كيميرا" لأليتشي رورفاكر.
- "أستيرويد سيتي" لوَسْ أندرسن.
- "تشريح سقوط" لجوستين ترييه.
- "الثلث الخالي" لفوزي بن السعيدي.
- "النهر" لدومينيك مارشي.
- "كتاب الحلول" لميشال غوندري.
- "تفسير لكلّ شيء" لغابور ريز.
- "ريكاردو والرسم" لباربيت شرودر، و"أوبنهايمر" لكريستوفر نولان.