الصحافي المصري خالد داود: زرت خالد يوسف بسبب اتصالاته مع الأمن

08 سبتمبر 2021
داوود: حضرت الزيارة من أجل تسليم قائمة بأسماء معتقلين إلى يوسف (فيسبوك)
+ الخط -

قدم الكاتب الصحافي والقيادي السابق في حزب "الدستور" خالد داوود ما يشبه الاعتذار عن حضور حفل العشاء الذي دعا له المخرج المصري خالد يوسف، الذي عاد من منفاه في فرنسا بعد تنسيق مع الأجهزة الأمنية.
وبعد حملة الهجوم على الشخصيات التي زارت يوسف بمنزله في القاهرة، علق داوود، الذي كان ضمن زوار يوسف قبل أيام، وقال إنه حضر الزيارة من أجل تسليم قائمة بأسماء معتقلين إلى يوسف من أجل الإفراج عنهم باستخدام اتصالاته مع الأمن.
وقال خالد داوود في بيان على صفحته في فيسبوك: "انزعج الكثير من الصديقات والأصدقاء لمشاركتي في عشاء دعا له المخرج خالد يوسف بعد عودته من فرنسا. أنا بتقدم باعتذاري لهؤلاء، وأرجو توضيح النقاط التالية: ذهبت أساساً لتسليم قائمة بأسماء المحبوسين احتياطياً منذ عامين أو أكثر لعل وعسى أن يستطيع الأستاذ يوسف المساهمة في إطلاق سراحهم بما له من اتصالات سمحت له بالعودة من فرنسا".
وأضاف: "شخصياً، أنا على يقين أن فيديوهات خالد يوسف لم تكن لتنتشر وتتسرب بهذه الطريقة لولا مواقفه الرافضة للتنازل عن جزيرتي تيران وصنافير، وكذلك رفض تعديل الدستور لكي يتم السماح للرئيس السيسي بالبقاء في الحكم لفترة تبلغ ضعف ما نص عليه دستور 2014، وهو ما حدث أيضاً مع نائب آخر صديق من مجلس النواب بعد إعلانه رفض تعديل الدستور. وكل ذلك يؤكد أن الأمر لم يكن مصادفة بالطبع بالنسبة لخالد يوسف".
وقال القيادي السابق بحزب "الدستور" إن "هذه الممارسات جزء من الوضع المرعب الذي يعيشه المعارضون في مصر، حيث إنه من المؤكد أن النواب المؤيدين للنظام لديهم ممارسات لا نعرف عنها شيئاً وأوجه فساد لا يتم الكشف عنها إلا لمن تقرر الأجهزة المعنية حرقه".
وتابع داوود: "أخطأ الأستاذ خالد يوسف كثيراً حين صرح في مقابلته التلفزيونية أنه لم يرتكب أي خطأ أخلاقي وأن "صفحته بيضاء". 
وأضاف "كنت أتمنى لو أعرب يوسف عن شعور بالندم أو حتى التعاطف مع السيدات اللاتي تعرضن للسجن وتشويه السمعة والاغتيال المعنوي، بينما هو عاش حياة رغدة في باريس كما قال، وعاد إلى مصر سليما معافى دون أن يمسه سوء، بل وتلقى عرضا لإخراج فيلم ومسلسل تنتجه الشركة المتحدة".
وهاجم مغردون ونشطاء التبرير الذي قدمه داوود بشأن زيارته للمخرج خالد يوسف الذي غادر مصر بعد فضيحة نشر فيديوهات جنسية مع فتيات اتهمتهن النيابة بعد ذلك بممارسة الفسق والفجور، كما هاجموا حضور بعض السياسيين والنشطاء السابقين أمثال حمدين صباحي وإسراء عبد الفتاح بمنزل خالد يوسف بعد عودته من باريس باتفاق مع الأمن.
وكتبت أميرة الرفاعي تعليقاً على بيان خالد داوود تقول: "لا يوجد عذر لحضورك في منزل رجل قام باستخدام نفوذه في مجال العمل للحصول على رشوة جنسية من بنتين نظير العمل معه وقام بتصويرهما كأي مريض شاذ جنسياً دون علمهما والباقي تفاصيل لا تهم أي إنسان يحترم نفسه".


وكتبت سناء عطية: "هذه حجج متناقضة وغير مستساغة، تذهب إليه طالباً المساعدة للإفراج عن السجناء، إن صح هذا الكلام وأصبح خالد يوسف ضلعاً في النظام يتم اللجوء إليه ليستعطف النظام ليفرج عن السجناء، فهل عدمت القاهرة الأماكن التي يمكن أن تقابله فيها إلا منزله وفي يوم الاحتفال بإنجازاته الرائعة، وهل سمح لك شبابنا النظيف الحر وقبل أن يكون خالد يوسف شفيعاً لهم لدى النظام، محاولة التنصل مكشوفة وجميل أن تزول كل الأقنعة الكاذبة من على الوجوه ليعرف الشعب الحقيقة".
وكتب إيهاب لملوم: "يعنى حضرتك رايح تتوسط من شخص أنت عارف ومتأكد أنه أمنجي ومعندكش مشكلة في كده".
أما الإعلامي عامر الوكيل فكتب معلقاً على منشور داوود: "أنا بحبك عشان كده واجبي أني أقولك أنك غلطان والأفضل تعتذر"، فرد عليه داوود قائلاً: "بعتذر".
وكان خالد يوسف من السياسيين والفنانين المدللين من قبل السلطة، بعد الخدمة الكبرى التي قدمها للانقلاب في الثلاثين من يونيو/حزيران 2013، وتصوير مشاهد التظاهرات، وما ترتب عليها من احتفاء به وجعله عضواً في مجلس النواب، ولكن فجأة تغير الوضع تماماً، إذ ظهرت فيديوهات جنسية بطلها يوسف، ثم ألقي القبض على الفتيات اللاتي ظهرن في تلك الفيديوهات بتهمة إشاعة الفحش، ثم فردت المواقع الصحافية المصرية المساحات لتلك القضية، وأصبح يوسف هو المتهم باستغلال أولئك الفتيات جنسياً عن طريق اللعب على طموحهن في مجال السينما.
وفي الأثناء سافر المخرج إلى فرنسا، ولم يعد إلى مصر سوى أخيراً وبعد 3 سنوات، عندما توفي شقيقه وعاد ليدفنه بعدما سمحت الأجهزة الأمنية له بذلك.
حصل يوسف على مكافأته بعد نجاح الانقلاب وبدء خطوات ما أطلق عليها "خريطة الطريق" التي بدأت بالاستفتاء على تعديل الدستور ثم الانتخابات الرئاسية التي كانت أشبه بمسرحية هزلية، والتي أعلن فيها يوسف تأييده لعبد الفتاح السيسي، متخلياً عن رفيقه التاريخي الذي لطالما دعمه، المرشح حمدين صباحي. 
وهو ما رفع رصيد يوسف أكثر لدى الأجهزة المحيطة بالسيسي، باستثناء جهاز الأمن الوطني الذي أكد مصدر سابق فيه، رفض ذكر اسمه، لـ"العربي الجديد"، أن الجهاز لم يكن يثق بيوسف كثيراً، وأن فكرة تسريب الفيديوهات الفاضحة نبتت من داخل الجهاز لمحاربته.
أصبح يوسف بعد فيلم الانقلاب وتأييده للسيسي رقماً مهماً في الحياة السياسية، بعد ما وصل إلى عضوية البرلمان كممثل عن كفر شكر في محافظة القليوبية، مسقط رأسه.

المساهمون