وجهت شرطة العاصمة الهندية نيودلهي إشعاراً إلى مكاتب شركة "تويتر" في وقت متأخر من مساء أمس الاثنين، سعياً للحصول على معلومات بشأن شكوى عن تصنيف إحدى تغريدات المتحدث باسم الحزب الهندوسي القومي الحاكم على أنها "وسائط تم التلاعب بها".
التوتر تصاعد بين الحكومة الهندية ومنصة التواصل الاجتماعي "تويتر" بعد إقدام الأخيرة على إلغاء حظر عدد من حسابات المنتقدين لقوانين الزراعة الجديدة في نيودلهي، بعدما كانت قد حظرتها استجابة لطلب الحكومة الهندية.
وكانت السلطات الهندية قد اعتقلت ناشطة في مجال المناخ في فبراير/ شباط الماضي، زُعم أنها ساعدت في إعداد دليل لاحتجاجات المزارعين على القوانين، ونشرته الناشطة البيئية المعروفة غريتا تونبرغ عبر حسابها على "تويتر". كما أمرت الحكومة، الشهر الماضي "فيسبوك" و"تويتر" بحذف عشرات المنشورات التي تنتقد إدارة رئيس الحكومة ناريندرا مودي لأزمة وباء فيروس كورونا في البلاد.
جاء الخلاف الأخير في أعقاب تصنيف تويتر لتغريدة من قبل المتحدث باسم حزب "بهاراتيا جاناتا" الحاكم، سامبيت باترا، بأنها "وسائط تم التلاعب بها"، يوم الثلاثاء.
شارك باترا في تغريدته وثيقة زعم أنها تُظهر الخطة الرئيسية لـ"حزب المؤتمر الوطني" المعارض، لمقارنة جهوده بتلك الخاصة بحزب "بهاراتيا جاناتا"، في مكافحة وباء "كوفيد-19". وغرّد الكونغرس معلناً أنه وجّه رسالة إلى مقر "تويتر" في الولايات المتحدة، دعا فيها إلى تعليق حساب باترا وآخرين من ممثلي حزب "بهاراتيا جاناتا". كما قال الحزب المعارض إن الوثيقة المنشورة زائفة.
أكدت شرطة العاصمة الهندية لوكالة "فرانس برس" أنها توجهت إلى مكاتب "تويتر" لإرسال الإشعار بشأن التغريدة، لكنها وصفت الخطوة بأنها جزء من "عملية روتينية". وقالت الشرطة في بيان إنها "تحقق في شكوى تطلب توضيحات من (تويتر) بشأن تصنيف تغريدة سامبيت باترا على أنها (وسائط تم التلاعب بها)".
تضيف "تويتر" تصنيف "وسائط تم التلاعب بها" على التغريدات التي تشتمل على وسائط (مقاطع فيديو وصوت وصور) تم تغييرها أو تزييفها بطرق تضلّل الأشخاص أو تخدعهم بشأن مصداقية تلك الوسائط.
تواجه حكومة ناريندرا مودي انتقادات حادة، بسبب استجابتها البطيئة لموجة جديدة من إصابات "كوفيد-19" التي دفعت نظام الرعاية الصحية في الهند إلى نقطة الانهيار. وردّ حزب "بهاراتيا جاناتا"، عبر جيش من الحسابات على وسائل التواصل الاجتماعي، وألقى باللوم على حكومات الولايات وغيرها، لتجاهلها لما وصفه بتحذيرات مودي المتكررة من الموجة الثانية.
وتشير بيانات وزارة الصحة إلى أن إجمالي إصابات فيروس كورونا في البلاد بلغ 26.95 مليون، بينما بلغ عدد الوفيات 307231. يعتقد الخبراء أن الأعداد الحقيقية للإصابات والوفيات أكبر بكثير. ويبدو أنه قد تسبب بالفعل في خسائر مروعة في المناطق الريفية الشاسعة في البلاد، حيث يعيش غالبية السكان وحيث تكون الرعاية الصحية محدودة.