الروبوت الطباخ: محاكاة عملية التذوق لدى البشر

08 مايو 2022
يجب أن يكون رخيصاً بما يكفي لاستخدامه في المطبخ (سام تارلينغ/ Getty)
+ الخط -

نجح باحثون من جامعة كامبريدج، في تدريب طاهٍ آلي "روبوت" على تقييم ملوحة الطعام في مراحل مختلفة من عملية المضغ، ومحاكاة عملية التذوق لدى البشر. ومن خلال العمل بالتعاون مع شركة Beko لتصنيع الأجهزة المنزلية، قام الباحثون بتدريب الروبوت الطاهي الخاص بهم على تقييم جودة طهي الطعام. يمكن أن تكون نتائج الدراسة مفيدة في تطوير إعداد الطعام الآلي أو شبه الآلي من خلال مساعدة الروبوتات على معرفة ما هو طيب المذاق وما هو غير ذلك، مما يجعل من الروبوتات طهاة بمستوى أفضل، وفق نتائج الدراسة التي نشرت يوم الأربعاء 4 مايو/ أيار في مجلة Frontiers in Robotics & AI.

وفقاً للدراسة، فإن الطاهي الآلي، الذي تم تدريبه بالفعل على صنع عجة بيض بناء على ملاحظات ومعايير تذوق الإنسان العادي، تذوق تسعة أنواع مختلفة من البيض المخفوق والطماطم في ثلاث مراحل مختلفة من عملية المضغ، وأنتج "خرائط مذاق" للأطباق المختلفة. ووجد الباحثون أن هذا النهج أدى إلى حدوث تحسن كبير في قدرة الروبوت على تقييم ملوحة الطبق بسرعة وبدقة أعلى من تقنيات التذوق الإلكترونية الأخرى، والتي تختبر عينة واحدة متجانسة. من خلال محاكاة العمليات البشرية للمضغ والتذوق، ستتمكن الروبوتات في النهاية من إنتاج طعام يستمتع به البشر، ويمكن تعديله وفقاً للأذواق الفردية. وفي تصريح لـ"العربي الجديد" قال المؤلف الرئيسي للدراسة، غريزغورز سوشاكي، الباحث في قسم الهندسة في جامعة كامبريدج إن "الاكتشاف الأكثر أهمية هو أنه يمكننا باستخدام خوارزميات التعلم الآلي والعميق، وباستخدام مستشعر صغير وسريع بما يكفي للإنسان الآلي، تطوير عملية تشبه المضغ لزيادة قدرة الإنسان الآلي على تذوق الطعام".

تكنولوجيا
التحديثات الحية

أما عن أهمية نتائج الدراسة، يضيف سوشاكي أن النتائج تقدم مستشعراً منخفض التكلفة إلى مستوى معقول. تسمح النتائج باستخدام مستشعرات سريعة بما يكفي لاستخدامها أثناء الطهي (عادة ما يتم التذوق في المعامل الكيميائية). "سيكون معظم الطهاة في المنزل على دراية بمفهوم التذوق أثناء التنقل، فحص الطبق طوال عملية الطهي للتحقق مما إذا كان توازن النكهات مناسباً. إذا كان سيتم استخدام الروبوتات في جوانب معينة من إعداد الطعام، فمن المهم أن يكونوا قادرين على (تذوق) ما يقومون بطهيه"، كما يضيف المؤلف الرئيسي للدراسة. ويستطرد أنه "عندما نتذوق، فإن عملية المضغ توفر أيضاً تغذية راجعة مستمرة لأدمغتنا. لا تأخذ الأساليب الحالية للاختبار الإلكتروني سوى لقطة واحدة من عينة متجانسة، لذلك أردنا تكرار عملية أكثر واقعية للمضغ والتذوق في نظام آلي، والتي يجب أن تؤدي إلى منتج نهائي ألذ وأجود". يركز المؤلفون في مختبر الروبوتات الحيوي في جامعة كامبريدج على تدريب الروبوتات على تنفيذ ما يسمى بـ"مشكلات العداد الأخير" التي يجدها البشر سهلة، ولكن الروبوتات تجدها صعبة.
وقال سوشاكي: "كنا بحاجة إلى شيء رخيص وصغير وسريع لإضافته إلى الروبوت الخاص بنا حتى يتمكن من تذوق الطعام. يجب أن يكون رخيصاً بما يكفي لاستخدامه في المطبخ، وصغيراً بما يكفي للروبوت، وسريعا بما يكفي لاستخدامه أثناء الطهي". لتقليد العملية البشرية للمضغ والتذوق في الروبوت الطاهي، قام الباحثون بربط مسبار التوصيل، الذي يعمل كمستشعر الملوحة، بذراع إنسان آلي. وقاموا بإعداد البيض المخفوق والطماطم، وتغيير عدد الطماطم وكمية الملح في كل طبق. باستخدام المسبار، "تذوق" الروبوت الأطباق بطريقة تسلسلية، وأعاد القراءة في بضع ثوان.
ولمحاكاة التغيير في القوام الناجم عن المضغ (في العملية البشرية)، وضع الفريق مزيج البيض في الخلاط وقام الروبوت باختبار الطبق مرة أخرى. أدت القراءات المختلفة في نقاط مختلفة من "المضغ" إلى إنتاج خرائط طعم لكل طبق. أظهرت نتائجهم تحسنا كبيرا في قدرة الروبوتات على تقييم الملوحة على طرق التذوق الإلكترونية الأخرى.

المساهمون