الحيتان وكيف تغنّي... دراسة جديدة تشرح وتحذّر

21 فبراير 2024
تختلف الحيتان عن الثدييات البرية (Getty)
+ الخط -

تمتلك الحيتان البالينية صندوقاً صوتياً خاصاً لمساعدتها على الغناء تحت الماء، لكن هذا قد يجعل عدوها هو التلوث الضوضائي البشري، وفقاً لبحث جديد نُشر اليوم الأربعاء.

ومن المعروف أن ألحان الحيتان المعقدة، التي سُجّلت لأول مرة منذ حوالى 50 عاماً، تلعب دوراً رئيسياً في التواصل الاجتماعي والإنجابي لهذه الثدييات البحرية الضخمة.

بنية صوتية مختلفة

في حين أن الحيتان المسننة تمتلك عضواً صوتياً أنفياً، فإن الحيتان البالينية التي تتغذى بالترشيح تستخدم الحنجرة، على الرغم من أن العلماء لم يتوصلوا بالضبط إلى كيفية إنشاء هذه الأصوات.

وفي دراسة جديدة نُشرت في مجلة نيتشر العلمية، فحص علماء من الدنمارك والنمسا وأميركا حنجرة ثلاثة من هذه المخلوقات العملاقة باستخدام تقنيات المسح والنمذجة لإعادة بناء كيفية إنتاجها للصوت.

ووجد العلماء اختلافات عدة عن الثدييات البرية، بما في ذلك بنية تأخذ شكل حرف U بدلاً من الحبال الصوتية، ما يسمح لها بتوليد أغانيها منخفضة التردد.

وقال المؤلف الرئيسي للدراسة، كوين إليمانز، أستاذ الصوتيات الحيوية في جامعة جنوب الدنمارك، لوكالة فرانس برس: "لم نَرَ هذا من قبل في أي حيوان آخر"، "هذا تكيف جديد تماماً، ونعتقد أن هذا سمح لهذه الحيتان الكبيرة بإصدار صوت في الماء أثناء حبس أنفاسها".

البشر يؤذون تواصل الحيتان

لكن العلماء وجدوا أيضاً تحدياً خطيراً محتملاً أمام الحيتان، وهو النضال من أجل إسماع صوتها أثناء التلوث الضوضائي الناجم عن السفن.

وأظهرت نماذج الكمبيوتر أن أغانيها يمكنها السفر لمسافات طويلة عبر الماء، ولكن على عمق أقصى يبلغ 100 متر وبتردد يصل إلى 300 هرتز، أي ضمن نطاق الضوضاء التي تصدرها سفن الشحن.

وهذا يشبه محاولة الحديث في طريق سريع مزدحم أو في حفلة صاخبة، فكلما كنتَ بعيداً كلما قلت قدرتك على السمع.

ويعلّق إليمانز: "من المحزن حقاً أن تتداخل أصوات الحيتان البالينية تماماً مع الأصوات التي نصدرها، وفي الغالب مع ضجيج الشحن، ولا توجد طريقة للحيتان للغناء بصوت أعلى، أو بتردد أعلى، أو أعمق في الماء"، "هذه الحيوانات لا يمكنها حقاً الهروب من هذا، ونحن بحاجة حقاً إلى تخفيف الضوضاء التي نحدثها".

المساهمون