الحكومة الباكستانية تلاحق الفنانين الأفغان على أراضيها

12 يونيو 2022
يخاف الفنانون الأفغان في باكستان من الاعتقال وملاحقة الشرطة (يافيد تانفير/فرانس برس)
+ الخط -

منذ أشهر يهرب المطربون الأفغان من قبضة طالبان إلى باكستان، طمعًا في متابعة مسيرتهم المهنية. ولكن يبدو أن هؤلاء لم يدركوا أنّ القانون الباكستاني لا يقلّ صرامة عن قانون طالبان. أخيرًا، سجنت الشرطة الباكستانية أربعة مغنين أفغان في مدينة بيشاور بدعوى أنّهم دخول البلاد من دون أوراق رسمية. وقررت المحكمة ترحيلهم إلى أفغانستان، وسط مخاوف كبيرة بسبب سياسات طالبان المتشددة تجاه الفن والفنانين.

المطربون الأربعة هم: نور الله وسعيد الله وأجمل ياد ونديم شاه. وقال أجمل ياد، في بيان نشرته وسائل إعلام محليّة، إنّ المطربين الأفغان لم يرتكبوا أي جريمة، واعتقالهم غير مبرر. وأثارت الخطوة موجة غضب شديدة بين أهل الفن والطرب في باكستان، إذْ نظّموا احتجاجات في مدينة بيشاور شمال غرب باكستان، مطالبين الحكومة الباكستانية أن تتعامل بمرونة مع كل من يهرب من أفغانستان بسبب الظروف السائدة، وخصوصًا الفنانين والمطربين. ولاقت القضية ترحيبًا أيضًا من نقابات الفنانين في شمال غرب باكستان، إذ ضغطت من أجل أن تعيد الحكومة الباكستانية النظر في سياساتها الحالية.

وفي ذات السياق، قال رئيس النقابة المشتركة للفنانين الأفغان الباكستانيين راشد أحمد خان في بيان، إن الأمر مؤسف للغاية، إذ في حين العالم بأكمله مشغول بإيواء الأفغان الهاربين عن بلادهم، بسبب الوضع السائد هناك، تلاحق حكومة باكستان الفنانين الأفغان، في حين أنَّ لهم علاقات بالشعب الباكستاني، تحديداً قبائل شمال غرب باكستان. وأضاف: "نحن نطلب من الحكومة بشدة أن تراجع سياساتها الحالية، لأنها ليست في صالح الشعبين، ولا في صالح باكستان، ونحن بدورنا سنواصل الاحتجاجات".

بالإضافة إلى قصة هؤلاء المطربين الأفغان الأربعة الذين تعرضوا للاعتقال، يواجه عدد من الفنانين الهاربين إلى باكستان مشاكل كبيرة، منها الخوف من ملاحقة الشرطة والأمن. يقول أحد المطربين الأفغان ويدعى هفته لـ "العربي الجديد: "أتينا بسبب الظروف الصعبة إلى باكستان، ولجأنا هنا لنعيش في جوٍ من الأمن ونبحث عن عمل، لكن مع الأسف الشديد، هنا نواجه كل هذه المشاكل، الشرطة تلاحقنا، نحن نطلب منها أن تتعامل معنا كبشر".

ويقول المطرب الأفغاني، بيدار شاه، أحد المشاركين في التظاهرات: "ليس لنا علاقة بأي حكومة في أفغانستان، نحن مهنيون نتابع مهنتنا وعملنا. ونطلب من الأمم المتحدة أن توفر لنا حياة هادئة ومستقرة أينما تكون، لأننا فئة مظلومة، لا نملك حتى قُوْت يومنا، وتلاحقنا الشرطة أينما ذهبنا".

كذلك عبّر الأفغان اللاجئون في باكستان عن بالغ حزنهم حيال تعامل السلطات الباكستانية مع المطربين الأفغان. وقال خان محمد أحد التجار الأفغان في مدينة بيشاورلـ"العربي الجديد"، إن هذه "إساءة لجميع اللاجئين الأفغان، ولا أدري لماذا السلطات الباكستانية تتصرف بهذا الشكل".

المساهمون