أعلنت وسائل إعلام إيرانية، اليوم الأربعاء، عن صدور حكم بالحبس بحق مغني راب معارض، إضافةً إلى اعتقال صحافي ومصور.
وقالت وكالة "تسنيم" الإيرانية المحافظة، إنّ المغني توماج صالحي حكم عليه بالسجن بعد تخفيف عقوبة الإعدام الصادرة بحقه سابقاً، مرجعةً ذلك إلى "تعاونه المؤثر" مع السلطات المعنية.
وأشارت "تسنيم" إلى أنّ صالحي واجه تهماً بـ"الترويج الواسع للعنف خلال أعمال الشغب العام الماضي"، في إشارة إلى الاحتجاجات التي شهدتها إيران منذ السابع عشر من سبتمبر/أيلول 2022، واستمرت لثلاثة أشهر، في أعقاب وفاة الشابة مهسا أميني بعد أيام من احتجازها لدى شرطة الآداب في طهران بتهمة خرق قواعد الحجاب.
وأضافت الوكالة أنّ صالحي كان قد لعب دوراً في مختلف الدعوات الصادرة عبر شبكات التواصل للمشاركة في تلك الاحتجاجات، لافتةً إلى أنه اعتقل في أكتوبر/تشرين الأول الماضي أثناء "محاولة الهروب من البلاد"، ويقبع حالياً في سجن أصفهان.
من جهتها، نفت محامية المغني، رزا اعتماد انصاري، في تصريح لشبكة الشرق الإعلامية الإيرانية، صحة ما أوردته وكالة تسنيم حول إصدار الحكم بحق موكلها، قائلةً إنّها راجعت محكمة أصفهان الأولى بعد نشر الخبر، وعلمت أن الخبر "غير صحيح وملف توماج القضائي لم يصل بعد إلى مرحلة إنشاء الحكم".
وانتهت محاكمة صالحي يوم الأحد الماضي، مع انتشار توقّعات على منصات التواصل الاجتماعي بصدور حكم الإعدام ضدّه بتهمة "الإفساد في الأرض".
ونشر صالحي أغنية ذات مضامين سياسية تنتقد السلطات الإيرانية، وحظيت بانتشار واسع على شبكات التواصل الاجتماعي في إيران.
وسبق لوكالة "تسنيم" أن نشرت مقطعاً مصوراً للمغني يعترف فيه بأنّه "أخطأ"، معتذراً عن "استخدام الموسيقى لنشر العنف". لكن الناشطين على منصات التواصل اعتبروا أنّ هذه الاعترافات انتزعت منه "تحت الضغط والتعذيب".
وسبق أن اعتُقل صالحي في سبتمبر/أيلول 2021 لعشرة أيام، بتهمة "ممارسة الدعاية ضد النظام"، والإساءة إلى المرشد الإيراني علي خامنئي، وصدر بحقه حكمٌ بالحبس لستة أشهر مع غرامة مالية، لكنّ تنفيذ الحكم عُلّق لمدة عام.
وفي سياق متصل، أعلن موقع انتخاب الإيراني أنّ الصحافي في مدينة أصفهان، ومدير قناة "إيران تايمز" على "تليغرام"، حسين يزدي، اعتُقل أمس الثلاثاء.
ونقل الموقع عن ابنة يزدي، صبا، قولها إنّ والدها متهم بـ"الدعاية ضد النظام"، مشيرةً إلى أنه نُقل إلى سجن أصفهان.
وكان يزدي قد اعتُقل خلال الاحتجاجات في ديسمبر/كانون الأوّل الماضي، وحكم عليه بالسجن لعام واحد، لكن أطلق سراحه في شهر فبراير/شباط الماضي، بعدما شمله العفو الصادر عن خامنئي.
كذلك، تحدثت وسائل إعلام إيرانية عن اعتقال المصور والناشط البيئي حر منصور عبد الملكي، يوم أمس الثلاثاء، خلال مشاركته في مؤتمر صحافي للمدير التنفيذي لمصنع بتروكيميائيات ميانكاله في قضاء بهشهر، بمحافظة مازندران، شمالي إيران.
وكان عبد الملكي من الناشطين البيئيين المعارضين لإنشاء مصنع بتروكيميائيات على بعد 20 كيلومتراً من أراضي ميانكاله الرطبة، بسبب الأضرار التي سيتركها على البيئة. وأدت معارضة هؤلاء الناشطين إلى سحب الحكومة الإيرانية الترخيص الصادر لبناء هذا المصنع.
وفيما قال موقع شبكة الشرق إنّه تمّ الإفراج عن عبدالملكي اليوم بكفالة مالية، نفت وكالة "إرنا" الرسمية، اليوم الأربعاء، اعتقال أيّ مراسل أو ناشط بيئي خلال المؤتمر الصحافي، متهمةً "وسائل إعلام معارضة بإثارة ضجة ونشر معلومات ناقصة".