تعاني بعض النساء من حساسية المجوهرات التي تنتج في الواقع عن حساسية من مواد معينة موجودة في المجوهرات كالنيكل والكوبالت، بحسب ما يوضح الطبيب الاختصاصي في الأمراض الجلدية الدكتور حسين ياسين.
بعكس ما تعتقد كثيرات، لا تصنع المجوهرات الذهببية من الذهب الخالص: الذهب عيار 24 قيراطاً، تكون نسبة الذهب فيه 99,9 في المائة، كما يحتوي على 0,1 في المائة من معادن أخرى مختلفة. أما إذا كان الذهب عيار 18 قيراطا، تكون نسبة الذهب فيه 75 في المائة، وتكون نسبة الـ 25 في المائة المتبقية من معادن أخرى. وبالتالي قد تعتقد المرأة أنها تضع مجوهرات من الذهب، إنما في الواقع الحساسية التي يمكن أن تعانيها أحياناً هي من المعادن الأخرى التي تحتوي عيها المجوهرات التي تعتمدها، وإن كانت من الذهب. مع الإشارة إلى أن البعض يعتمد مجوهرات من الذهب الأصفر، الذي يحتوي عادةً على الفضة أو النحاس. أما الذهب الأبيض فيخلط بالنيكل، وهي من المواد التي يمكن أن تسبب الحساسية لدى البعض.
حتى أن الحساسية قد تظهر لدى البعض في موضع الحزام، وتكون على مادة النيكل التي يمكن أن يحتوي عليها الحزام، فتسبب حساسية في الموضع المعني عند ملامسة الجلد ويظهر فيها احمرار وتقشر. يقول الدكتور حسين ياسين لـ "العربي الجديد": "في حال استمرار هذا النوع من الحساسية، وأعراضها ولم تعالَج في الوقت المناسب، ولم يتم التخلص من المادة المسببة للحساسية، قد تتحوّل إلى حالة حساسية مزمنة فيحصل تغيير في طبيعة الجلد في الموضع، ويصبح أكثر خشونة وسماكة، وتحصل تصبغات جلدية تميل إلى اللون البني أو الأسود وتسبب حكاكاً مستمراً، ويمكن أن تنتشر إلى مواضع أخرى في الجسم. كما أن الحكة المستمرة للموضع تزيد خطر التقاط البكتيريا والإصابة بالتهابات جرثومية".
تجدر الإشارة إلى أنه يمكن اعتماد مجوهرات معينة أو أكسسوارات دون أن تسبب مشكلة. لكن في المدى البعيد على أثر تقشرها وملامسة الجلد للمعدن المسبب للحساسية في الطبقة الثانية، تحصل ردة الفعل الحساسية. ويعتبر بعض الأشخاص أكثر عرضة لهذا النوع من المشاكل، وهم أولئك الذين يعانون من الحالة التي يكون الجلد فيها أكثر ميلاً للجفاف، وبالتالي تكون البشرة حساسة وأكثر عرضة للإصابة بالإكزيما وأيضاً للحساسية على المجوهرات. علماً أنها من المشكلات التي قد تبدأ من الطفولة، إذْ يعاني البعض من هذا الجفاف والتقشر في الجلد والحكة، وتتطور المشكلة مع الوقت.
ففي مثل هذه الحالة تكون البشرة رقيقة، ويعتبر من يعانون الإكزيما أكثر عرضة للمشاكل الناتجة عن اختراق مواد معينة لجدار الجلد بسبب جفافه. لكن أياً كان سبب المشكلة، يوضح الدكتور ياسين، أنه ما من عمر محدد لمواجهة هذه الحالة، بل يمكن أن تظهر الحساسية في أي عمر كان، سواء في مرحلة مبكرة أو في سن متأخرة بحسب ردة الفعل المناعية على هذه المواد التي يلامسها الجلد فتسبب ردة فعل حساسية فيه.