"الجزيرة" وأقرباء صحافيَّين استشهدا في غزة يرفضون مزاعم الجيش الإسرائيلي

12 يناير 2024
سيارة حمزة الدحدوح ومصطفى ثريا (عبد الرحيم الخطيب/ الأناضول)
+ الخط -

نفت شبكة الجزيرة وحركة حماس وأقرباء الصحافيَّين الفلسطينيين حمزة وائل الدحدوح ومصطفى ثريا اللذين استشهدا بضربة إسرائيلية الأحد في قطاع غزة اتهامات جيش الاحتلال الذي وصفهما بأنهما "عنصران إرهابيان".

وقال مدير مكتب "الجزيرة" في غزة ووالد الصحافي الشهيد حمزة الدحدوح، وائل الدحدوح: "هذه فبركات واضحة ومحاولات للدفاع عن النفس وتبرير ما يجري".

وأضاف الدحدوح الذي سبق أن قتلت قوات الاحتلال الإسرائيلي في عدوانها على غزة زوجته وولدين آخرين وحفيداً، بقصف استهدفهم في نهاية أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، أن "استهداف الصحافيين رتّب ضغوطاً كبيرة على إسرائيل وعلى الإدارة الأميركية، لذلك يريدون حرفها إلى مسار آخر، ويختلقون الذرائع".

وكان وائل الدحدوح نفسه قد أصيب بشظايا جراء قصف إسرائيلي استهدف خانيونس، في ديسمبر/ كانون الأول الماضي. وفي القصف نفسه، استشهد زميله مصور "الجزيرة" سامر أبو دقة. وأعلنت شبكة الجزيرة حينها أنها قررت إحالة ملف اغتيال مصورها في قطاع غزة سامر أبو دقة إلى المحكمة الجنائية الدولية.

وصرح محمد ثريا، نجل عم الصحافي الشهيد مصطفى ثريا، لوكالة فرانس برس، بأن "ما يقوله الاحتلال محض اتهامات كاذبة". وأضاف أن مصطفى ثريا الذي كان يتعاون مع وسائل إعلام دولية عدة، من بينها وكالة فرانس برس، "كان يعمل في الصحافة كمصور تلفزيوني وفوتوغرافي منذ عدة سنوات ولديه درون للتصوير، وهو معروف بين الصحافيين بعمله المهني". وأكد أن "لا علاقة له بالتنظيمات".

كما دانت شبكة الجزيرة الإعلامية، الخميس، اتهام جيش الاحتلال بأن صحافيها حمزة الدحدوح كان ينتمي إلى "تنظيم إرهابي".

وجاء في البيان: "تدين شبكة الجزيرة الإعلامية، وترفض بشدة، كما أنها تعرب عن استغرابها الشديد، من محاولات جيش الاحتلال الإسرائيلي الكاذبة والمضللة لتبرير قتله الزميل الصحافي حمزة وائل الدحدوح وغيره من الصحافيين". وأضافت الشبكة أن حمزة الدحدوح كان "برفقة مجموعة من الصحافيين من مؤسسات إعلامية مختلفة ومنهم مصطفى ثريا، في تغطية صحافية لآثار قصف مدمر نفذه الجيش الإسرائيلي على العائلات النازحة وأدى إلى القتل المأساوي وغير المبرر لعشرة فلسطينيين".

وتابعت "الجزيرة": "لقد استشهد حمزة، كالعديد من الصحافيين الذين سبقوه، لمجرد قيامه بعمله، ولتسليطه الضوء على الأحداث التي يسعى الجيش الإسرائيلي لطمسها".

وفي بيان مقتضب أكدت حركة حماس، ليل الأربعاء الخميس، أن الاتهامات الإسرائيلية بحق الصحافيين "فارغة وكاذبة".

وجاء في البيان الصادر عن مكتب الإعلام الحكومي في غزة أن "الاحتلال يكذب، ويختلق الذرائع الواهية، لتبرير مجازره وجرائمه بحق المدنيين والصحافيين".

استشهد حمزة الدحدوح ومصطفى ثريا، الأحد، بقصف على سيارتهما جنوب قطاع غزة، أثناء قيامهما بتغطية لصالح "الجزيرة".

كان الجيش الإسرائيلي قد أقر، مساء الأربعاء، باستهدافه المتعمد لحمزة وائل الحدوح ومصطفى ثريا اللذين قال إنهما كانا "يسيّران طائرات بدون طيّار بطريقة شكّلت خطراً على قواتنا"، زاعماً أنهما "كانا ينتميان إلى تنظيمات إرهابية". واتهم جيش الاحتلال مصطفى ثريا بأنه عنصر في حركة حماس، وحمزة الدحدوح بأنه عنصر في حركة الجهاد الإسلامي.

وردّاً على سؤال لوكالة فرانس برس عن نوع الطائرات المسيّرة التي كان الصحافيان يستخدمانها وطبيعة التهديد الذي شكّلاه على القوات الإسرائيلية العاملة في القطاع، قال الجيش الإسرائيلي الخميس بأنه "ليس لديه ما يضيفه".

يذكر أن قوات الاحتلال الإسرائيلي قتلت 115 صحافياً وعاملاً في مجال الإعلام في غزة منذ السابع من أكتوبر، وفقاً لمكتب الإعلام الحكومي في القطاع، آخرهم محمد جمال صبحي الثلاثيني، أمس الخميس.

وفي جنوب لبنان، قتلت القوات الإسرائيلية خلال الفترة نفسها 3 صحافيين: عصام العبدالله (رويترز) وفرح عمر (الميادين) وربيع المعماري (الميادين).

وهذه ليست المرة الأولى التي تطلق فيها سلطات الاحتلال الإسرائيلي مزاعم مماثلة. فبدعم من منظمات صهيونية تطارد الصحافيين والناشطين الفلسطينيين وكل من يعبّر عن تضامنه مع القضية الفلسطينية وإدانته لجرائم الاحتلال، لم يتردد المسؤولون الإسرائيليون في التحريض علناً على الصحافيين والدعوة إلى قتلهم، بزعم تعاونهم مع "حماس"، خلال عملية طوفان الأقصى التي نفذها مقاومو "القسّام"، الجناح العسكري للحركة.

ففي نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي، زعمت المنظمة الصهيونية "أونست ريبورتينغ"، رغم إقرارها أن لا أدلة لديها وقولها إنها كانت فقط "تطرح أسئلة"، أن مجموعة من الصحافيين في قطاع غزة الذين يتعاونون مع مؤسسات إعلامية غربية كانوا على علم مسبق بعملية طوفان الأقصى.

هذه المزاعم تلقفها سريعاً المسؤولون الإسرائيليون الذين لم يترددوا في الدعوة إلى قتل الصحافيين. وقال حينها المتحدث باسم حكومة الاحتلال، في بيان، إن إسرائيل تطالب بتوضيحات من المؤسسات الإخبارية في ما يتعلق بما نشرته "أونست ريبورتينغ"، مضيفاً أن ما وصفه التقرير "يتجاوز كل الخطوط الحمراء المهنية والأخلاقية". وأضاف أن "هؤلاء الصحافيين كانوا شركاء في جرائم ضد الإنسانية، وكانت أفعالهم تتنافى مع أخلاقيات المهنة". ودان سفير إسرائيل السابق لدى الأمم المتحدة داني دانون ووزير الدفاع السابق بيني غانتس "أي صحافي كان على علم مسبق" بالعملية، وقالا إن "أي شخص وقف مكتوف الأيدي" في ذلك اليوم "لا يختلف عن الإرهابيين، وتجب معاملته على هذا الأساس".

المساهمون