17 يونيو 2021
+ الخط -

تجلس ألكسندرا كيرليدو على كرسي متحرك على المسرح في أثينا، وبمجرد تحريك عينيها على شاشة كمبيوتر أمامها، تملأ الطالبة البالغة من العمر 21 عاماً الأجواء بموسيقى الهارب الساحرة.

تعزف الطالبة، المصابة بنوع من الشلل الدماغي يمنعها من استخدام يديها أو التحدث، عبر برنامج "آي-هارب" أو "هارب العين"، وهو برمجيات رقمية يتم التحكم فيها بالنظر وتسمح لمن يعانون من إعاقات بعزف الموسيقى، وهو أمر لم تكن تتخيل قط أن يصبح ممكناً.

وقالت ألكسندرا مستخدمة برمجيات للتحدث عبر الكمبيوتر، وهي تصف تجربة "آي-هارب" للمرة الأولى في منزلها في ليسبوس مع مصممه زكاراياس فامفاكوسيس "شعرت بالغرابة... لم أتخيل قط مثل هذا الأمر".

وفكر فامفاكوسيس، وهو عالم في تكنولوجيا الحاسب الآلي وموسيقي، في تصميم هذا البرنامج عندما أصيب صديق موسيقي له في حادث دراجة نارية قبيل حفل كان من المفترض أن يعزفا فيه سوياً.

وقال عن صديقه الذي كان يعزف على القيثارة الكريتية "في البداية، لم يكن من الواضح إن كان سيستطيع تحريك ذراعيه ويديه ويعزف الموسيقى مرة أخرى... كان الأمر صادماً لي، وأدركت أن هناك حاجة لمثل هذه التكنولوجيا".

وتُستخدم تكنولوجيا تتبع حركة العين رقميا على نطاق واسع في مجال الألعاب الإلكترونية والأمن والطب، وهي تراقب حركات العين لتنفيذ أوامر. وتستقر العين على كل نغمة موسيقية على عجلة مرسومة على الشاشة، ويمكن في المتوسط أن تعزف ثلاث أو أربع نغمات في الثانية. ويمكن لهذا البرنامج أن "يعزف" على 25 آلة موسيقية.

ويقوم فامفاكوسيس بتدريس البرنامج في مدارس ذوي الاحتياجات الخاصة في برشلونة، حيث درس هو، ويقول إن أكثر من ألفي شخص قاموا بتنزيل البرنامج.

وقال والدا ألكسندرا إن الدموع غالبتهما عندما سمعا ابنتهما تعزف باستخدام (آي-هارب) للمرة الأولى.

أما ألكسندرا فتقول إنها لا تتخيل الحياة دون موسيقى، وتقول "عندما أكون حزينة أو سعيدة.. أشغل الموسيقى".

(رويترز)

المساهمون