التحقيق مع مذيعة تركية شهيرة "شكّكت" بتفجير أنقرة

03 أكتوبر 2023
أعلنت "خلق" وقف برنامج المذيعة ودعم القوى الأمنية (إكس)
+ الخط -

بدأت النيابة العامة في إسطنبول، اليوم الثلاثاء، تحقيقات مع المذيعة التركية الشهيرة عائشة نور أرسلان، العاملة في قناة خلق تي في المعارضة، بسبب "شكوك" أطلقتها حول العملية الانتحارية المسلحة التي استهدفت وزارة الداخلية الأحد الماضي. كذلك أعلنت المؤسسة العليا للراديو والتلفزيون التحقيق في تصريحات أرسلان، فيما أعلن رئيس مجلس إدارة "خلق تي في" إيقاف البرنامج الذي تقدمه.

وكان حزب العمّال الكردستاني قد استهدف، عبر تفجير انتحاري، مقرّ مديرية الأمن العامة التابعة لوزارة الداخلية في العاصمة أنقرة، الأحد، ما أدى إلى مقتل المهاجمين الاثنين، وجرح شرطيين بإصابات طفيفة.

وأطلت أرسلان (73 عاماً) في برنامجها أمس الاثنين، وقالت: "منفذ الهجوم الانتحاري الذي قيل إنه فجر نفسه يبدو أنه لم يكن يعلم بأن القنبلة ممكن التحكم فيها عن بعد، لأن لا معنى لموت المهاجم من دون فعل شيء. إنه مسلح إرهابي في حزب العمال الكردستاني ويريد الانتقام، فمن غير المعقول أن يموت من دون عمل أي شيء".

وعلقت على سرقة المهاجمين قبل وصولهما إلى أنقرة سيارة تقني البيطرة ميكايل بوزلاغان بعد قتله، قائلة: "الأساس أن تسرق السيارة في أنقرة وتشغل وتحمّل بالقنابل وتتجه مباشرة إلى الهدف. وبدل عمل ذلك في أنقرة، يُقتل شخص في ولاية قيصري. كأنهما يقولان: ها نحن قادمان والقنابل على ظهرينا والأسلحة في أيادينا، فما هذا التصرف؟".

النيابة العامة في إسطنبول أصدرت بياناً اليوم الثلاثاء، أفادت فيه بفتح تحقيق "في تهمتي الدعاية لمنظمة إرهابية والإشادة بالجريمة والمجرم، في ما يتعلق بالتصريحات التي أدلت بها عائشة نور أرسلان أمس، بشأن الهجوم الذي نفذته منظمة حزب العمال الكردستاني الإرهابية الانفصالية".

وقال رئيس المؤسسة العليا للراديو والتلفزيون، أبو بكر شاهين، في منشور له على منصة إكس: "من المستحيل أن نتسامح مع هذه العقلية اللاأخلاقية المحبة للإرهاب، وهذه التعليقات الغريبة على الشاشات". وأضاف: "نحن ضد هذه العقلية المنحرفة مثل شعبنا بأكمله الذي يشعر بالحزن، لأن مذبحة محتملة منعت من خلال رد فعل عناصر الشرطة وتدخلهم المبكر، ولهذا فتح التحقيق اللازم ضد قناة خلق التي بثت هذه الألفاظ المريضة (...)، ونعلن ذلك للرأي العام".

كذلك أعلن رئيس مجلس إدارة "خلق تي في" ومالكها، جعفر ماهر أوغلو، إنهاء البرنامج الذي تقدمه أرسلان "حي الإعلام"، وبالتالي إنهاء عملها مع القناة. وقال عبر منصة إكس: "نحن في قناة خلق نولي أهمية كبيرة للصمت من أجل استقرار الديمقراطية في البلاد، وكان هناك ثمن كبير لذلك، وعلى الرغم من الضغط والعقوبات، فلم نتراجع أمام إعطاء الفرصة للأصوات من مختلف أطياف المعارضة". وأضاف: "القناة باتت متنفساً لا يمكن التخلي عنه في البلاد، وخطنا الأحمر الوحيد فيه هو الدولة الواحدة الموحدة التي أسسها مؤسس الدولة مصطفى كمال أتاتورك ورفاقه، ولهذا فإن القناة تقف إلى جانب القوى الأمنية في مكافحتها للإرهاب من دون أي قيد أو شرط".

وتابع: "لسوء الحظ، استُخدمت كلمات غير مناسبة في برنامج حي الإعلام المباشر، وعلى الرغم من لعن الإرهاب في البرنامج نفسه، فإن هذه الكلمات تجاوزت موقف القناة المذكور، ولهذا اتخذ قرار إنهاء البرنامج، ونعلن ذلك للرأي العام".

تشهد تركيا حالة استقطاب سياسي حاد بين الحكومة والمعارضة، ومن الواضح انتقالها إلى الإعلام أيضاً، حيث سادت شكوك حول الهجوم في أوساط المعارضة التي رأت أنه يفيد الأجندة السياسية للحكومة. وتنتظر تركيا في نهاية مارس/ آذار المقبل انتخابات محلية تكمل مرحلة الانتخابات البرلمانية والرئاسية التي جرت في مايو/ أيار الماضي، ما يجعل التجاذبات بين الأطراف السياسية والإعلامية أكثر بروزاً.

المساهمون