بقدر ما كان يتوق اليمنيون للعودة إلى السلام واستعادة مصادر السعادة في حياتهم مع إقرار الأول من يوليو/تموز يوماً للأغنية اليمنية العام الماضي، جاء إحياء المناسبة للعام الثاني على التوالي حاملاً الكثير من الأنغام عبر الفضاءات الإلكترونية والقليل من الفعل.
منذ الساعات الأولى من صباح الجمعة، تواترت تدوينات عبر وسائل التواصل الاجتماعي تستعيد من الذاكرة أغاني وصور كبار المغنين والملحنين اليمنيين الذين كان صدى أعمالهم يسبقهم إلى مختلف جنبات "اليمن السعيد"، وبثت بعض محطات الإذاعة المحلية والقنوات التلفزيونية ما لديها من أغانٍ شهيرة.
ولاقت هذه التدوينات تفاعلاً كبيراً من المستخدمين، سواء من داخل اليمن أو خارجه، وانقسمت التعليقات بين الحديث عن الفن والأمنيات الجميلة بعودة السلام وبين صبّ اللعنات الحرب وتبعاتها التي أثرت بجميع الأطراف.
كذلك خصصت مواقع إخبارية إلكترونية مساحات لنشر تقارير ومقالات عن رموز الأغنية اليمنية، أمثال أحمد عبيد قعطبي ومحمد جمعة خان ومحمد مرشد ناجي ومحمد سعد عبد الله وعلي بن علي الآنسي ومحمد حمود الحارثي وأمل كعدل.
وأثنى الفنان التونسي لطفي بوشناق، في تسجيل مصور قصير، على مبادرة "يوم الأغنية اليمنية"، متمنياً "انتهاء الحرب في اليمن في أقرب وقت ممكن ونبذ الخلافات وإعادة توحيد الصفوف".
تتمتع الأغنية اليمنية بخصوصية شعرية ولحنية إيقاعية عززت من حضور أصواتها المتميزة في مختلف ألوانها، مثل الصنعاني والحضرمي والتهامي والتعزي والعدني واللحجي وغيرها.
ويرى باحثون أن جميع هذه الألوان انبثقت من نبع واحد، إلا أن اختلاف الإيقاعات من منطقة إلى أخرى أفرز تنوعاً لونياً في اللحن والأداء، وهو ما انعكس تنوعاً في الرقصات، إذ لكل منطقة إيقاعاتها ورقصاتها وأغانيها.
في المقابل، لم تكن هناك فعاليات أو أنشطة فنية على الأرض، بسبب ظروف الحرب الدائرة منذ إطاحة حركة الحوثي الحكومة المنتخبة في صنعاء أواخر سبتمبر/أيلول عام 2014 وتدخل تحالف عسكري إقليمي تقوده السعودية في أواخر مارس/آذار 2015 لإعادة الحكومة الشرعية للعاصمة صنعاء بعدما نقلت مقرها مؤقتاً إلى عدن.
وجاءت مدينة تعز، العاصمة الثقافية لليمن والواقعة ضمن نفوذ الحكومة المعترف بها دولياً، الاستثناء الوحيد، حيث أقام مكتب الثقافة مهرجاناً بمناسبة يوم الأغنية اليمنية، تحت شعار "جذور النغم الأصيل" حضره عشرات المواطنين.
وقال وزير الإعلام والثقافة والسياحة اليمني، معمر الإرياني، لوكالة رويترز إن "احتفاء اليمنيين بتفاعل واهتمام بالأغنية اليمنية في مناسبة سنوية للعام الثاني على التوالي يؤكد مدى تمسك اليمنيين بهويتهم وتراثهم الحضاري والثقافي والفن الغزير والمتنوع الضارب بجذوره في عمق التاريخ، رافضين الحملة الشرسة التي تشنها حركة الحوثي المدعومة من إيران على الفن والفنانين ومنعها لإقامة الحفلات الموسيقية الغنائية في مناطق سيطرتها شماليّ البلاد".
وبحسب الأمم المتحدة فإن اليمن، الذي يبلغ عدد سكانه 30 مليوناً، يعاني حالياً من أسوأ أزمة إنسانية في العالم، إذ يحتاج نحو ثلثي السكان للمساعدات لتلبية احتياجاتهم الأساسية والبقاء على قيد الحياة، بمن فيهم أكثر من 160 ألف شخص يواجهون ظروفاً كارثية.
إحتفاءا بـ #يوم_الأغنية_اليمنية ، نهديكم هذا النغم كجزء من موروثنا الفني الزاخر بمختلف الألوان ، لتبقى الاغنيه لغتنا والنغم واحتنا، مهما تنوعت افكارنا وتعددت اهتماماتنا.https://t.co/Tbb5dXYDH3 pic.twitter.com/VABbI6o3Jz
— احمد سيف (@a7mdsif) July 1, 2022
يا عم منصور يا مروح البلد..
— صدام الكمالي Saddam Alkamali (@saddam_alkamali) July 1, 2022
رائعة العندليب الأسمر محمد علي ميسري#يوم_الأغنية_اليمنية pic.twitter.com/LU0WsbHcoQ
إنها ليلية عيدنا وعيدكم المجيد
— علي محمد عايش (@aliayesh62) June 30, 2022
طبتم وطابت ذكراكم عظماء #اليمن #يوم_الأغنية_اليمنية pic.twitter.com/ll1aaYBH5W
في #يوم_الأغنية_اليمنية اهديكم على مسيري من حفل #نغم_يمني pic.twitter.com/ceNgbx9a3q
— محمد القحوم | Mohamed Alghoom (@MohamedAlghoom) July 1, 2022
(رويترز)