وجد باحثون أن العديد من النساء الحوامل لديهن مستويات منخفضة أو أقل من الاحتياج الطبيعي من العناصر الغذائية الرئيسية اللازمة لهن ولأطفالهن، وأن الأنظمة الغذائية النباتية يمكن أن تزيد من المشكلة.
أبلغ كل من مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها ومنظمة الصحة العالمية عن زيادة كبيرة في وفيات الأمهات في الولايات المتحدة الأميركية وبلدان أخرى. وفي حين أن الوصول إلى الرعاية الصحية الجيدة أمر ضروري للتخفيف من هذه الأزمة المتنامية، فإن التغذية الكافية قبل الحمل وأثناءه يمكن أن تساعد أيضاً في تقليل النتائج السلبية لكل من الأمهات والأطفال.
في الدراسة التي نشرت يوم 5 ديسمبر/ كانون الأول الحالي في مجلة PLoS Medicine، وجد باحثون يدرسون صحة الأمهات قبل الحمل وأثناءه وبعده في البلدان ذات الدخل المرتفع، بما في ذلك المملكة المتحدة ونيوزيلندا وسنغافورة، أن 90% منهن تفتقر أجسامهن إلى الفيتامينات الأساسية اللازمة لحمل صحي ورفاهية الأطفال الذين لم يولدوا بعد.
نقص الفيتامينات بين النساء الحوامل
استطلع المؤلفون آراء أكثر من 1700 امرأة تتراوح أعمارهن بين 18 و38 عاماً، ووجدوا أنهن، بمعظمهن، يفتقرن إلى العناصر الغذائية الأساسية الموجودة بكثرة في اللحوم ومنتجات الألبان.
ووجدوا أن أكثر من 90% من النساء الحوامل، موضوع البحث، لديهن مستويات منخفضة جداً من فيتامينات مثل B12 وB6 وD وحمض الفوليك والريبوفلافين الضرورية لنمو الأجنة في الرحم. العديد من هذه العناصر الغذائية متوفر بكثرة في اللحوم ومنتجات الألبان.
وقال المؤلف الرئيسي للدراسة وأستاذ علم الأوبئة في جامعة ساوثامبتون البريطانية كيث غودفري: "إن شيوع حالات نقص الفيتامينات بين النساء اللاتي يحاولن الحمل في البلدان الغنية يعد مصدر قلق بالغ".
وأوضح غودفري، في تصريح لـ"العربي الجديد"، أن الضغط من أجل تقليل اعتمادنا على اللحوم ومنتجات الألبان لتحقيق "صافي انبعاثات كربونية صفرية"، من المرجح أن يؤدي إلى "استنفاد العناصر الغذائية" الحيوية من الأمهات الحوامل، الأمر الذي يمكن أن تكون له آثار دائمة على الأطفال الذين لم يولدوا بعد.
وأشار الباحث إلى أنه يوصى بحمض الفوليك للنساء اللواتي يخططن للحمل وأثناء الحمل، كما يجب إعطاء النساء الحوامل الفيتامينات المتعددة المتاحة من دون وصفة طبية لتقليل نقص المغذيات. وشدد على أن صحة الأم قبل الحمل وأثناءه لها تأثير مباشر على صحة الطفل ونموه البدني مدى الحياة وقدرته على التعلم.
نقص التغذية بين النساء
من أهم النتائج التي تقدمها الدراسة هو لفت النظر إلى أن مشكلة نقص التغذية لم تعد مشكلة البلدان الفقيرة أو غير المتطورة وحدها، فقد أظهر هذا البحث أن هذا النقص يؤثر أيضا على النساء في البلدان المتقدمة والغنية.
ومع ذلك، يرى فريق البحث أن مكملات الفيتامينات المتاحة من دون وصفة طبية يمكن أن تقلل من نقص العناصر الغذائية إذا جرى تناولها قبل الحمل، ومن ثم تنتقل للمولود من خلال الرضاعة الطبيعية.
وأضاف المؤلف الرئيسي للدراسة أن النتائج تظهر أن كل امرأة تقريباً تحاول الحمل لديها مستويات غير كافية من واحد أو أكثر من الفيتامينات الضرورية لسلامة نمو الجنين.
وتوقع غودفري أن يزداد هذا الأمر سوءاً مع اتجاه العالم نحو الأنظمة الغذائية النباتية. "يعتقد البعض أن نقص المغذيات يؤثر فقط على الناس في البلدان المتخلفة، ولكنه يؤثر أيضا على غالبية النساء اللاتي يعشن في الدول ذات الدخل المرتفع"، كما أوضح الباحث.
تحتاج النساء إلى كميات كافية من فيتامين C، وحمض الفوليك، والحديد، والكالسيوم، وفيتامين D، والكولين، وفيتامينات B، وأحماض أوميغا 3 الدهنية في أثناء فترة الحمل، وفقاً للكلية الأميركية لأطباء التوليد وأمراض النساء (ACOG) التي توصي النساء الحوامل بتناول الفيتامينات ما قبل الولادة يومياً لمنع النقص في هذه الفيتامينات الضرورية.