22 يناير 2024
+ الخط -

تواصل وكالة الأناضول تصوير فيلم وثائقي باسم "الشاهد"، يسلّط الضوء على الصعوبات التي عاشها صحافيّوها في فلسطين، ممن كان لهم دور في توثيق "جرائم" إسرائيل خلال حربها المدمرة على قطاع غزة منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023.

ويأتي فيلم "الشاهد" بعد فترة قصيرة من إصدار الأناضول كتاباً بعنوان "الدليل"، يحتوي صوراً تبرز "الجرائم الإسرائيلية" في غزة كانت من بين الأدلة المقدمة في قضية "الإبادة الجماعية" التي رفعتها دولة جنوب أفريقيا ضد إسرائيل أمام محكمة العدل الدولية.

وفي هذا الإطار، واصلت الأناضول تصوير الفيلم الوثائقي في إسطنبول، بإجراء مقابلات مع صحافييها الذين أجْلَتهم من غزة مؤخراً.

مصطفى حبوش، مدير مكتب الأناضول في قطاع غزة، قال إن مشاعرهم كانت مختلطة أثناء التغطية الصحافية داخل القطاع. وأضاف: "مزيج متضارب من المشاعر، شعور بالخوف والمسؤولية وأحياناً بالفرحة والفخر لأدائنا الدور الصحافي الذي يعكس الصورة في غزة".

واستذكر حبوش زميله مصور الأناضول منتصر الصواف الذي استشهد في قصف إسرائيلي على غزة، واصفاً إياه بـ"المتفاني في العمل لأبعد الحدود".

وأعرب عن شعوره بالحزن حيال الفراغ الكبير الذي تركه الصواف في فريق عمله، مردفاً: "لم أكن أشعر بالعجز ومنتصر معي".

حبوش الذي فقد قرابة 40 شخصاً من أفراد عائلته جراء قصف إسرائيلي، أكد أنه تواصل مع الصواف صبيحة اليوم الذي استشهد فيه، مبيناً أن الأخير استشهد بعد أن نَزَف لوقت طويل جراء عدم وجود معدات طبية وأطباء يسعفونه في المستشفى الذي نُقِل إليه، عقب انتظار طويل أيضاً ريثما حضرت سيارة إسعاف لنقله.

مراسلو الأناضول يحكون التحديات

أشارت مراسلة الأناضول في غزة، نور أبو عيشة، إلى التحديات التي تواجه العمل الصحافي في القطاع، في ظل عدم تمييز القصف الإسرائيلي بين عنصر مدني وآخر عسكري.

ومُستشهدة بالظروف الصعبة هذه، تقول أبو عيشة إنها كانت تكتب تقارير إخبارية على الورق، وتصوّرها بكاميرا الهاتف المحمول ومن ثم ترسلها إلى مركز الأخبار عبر "واتساب"، نظراً لانقطاع التيار الكهربائي وفقدان المعدات اللازمة.

وأضافت: "عدنا إلى الطرق البدائية التي كنا عليها قبل 20 عاماً في الصحافة".

أبو عيشة التي تحمل بجنينها في الشهر الثامن، أوضحت أنها كانت تقطع مسافات طويلة في بعض الأحيان، لنقل حدث ما، مخاطرةً خلال مهمتها بصحتها وبحياة جنينها.

وأفادت بأنها كانت تشعر أحياناً بدوار خلال المشي متجهة نحو تغطية الحدث، تضطر على إثرها للجلوس لنصف ساعة على الرصيف قبل إكمال المسير.

وأشارت إلى أن إسرائيل وبجانب "تعمّدها استهداف الصحافيين وتغييب الحقائق وقتل الرواية الفلسطينية"، كانت أيضاً "تحاول كيّ وعي الفلسطينيين إزاء المجتمع الصحافي الفلسطيني". وتابعت: "إسرائيل حاولت عزل الصحافيين عن باقي المجتمع".

أما مراسل الأناضول في غزة، محمد ماجد، فيعتبر هو الآخر أن مواصلة العمل الصحافي تحت الهجمات الإسرائيلية "واجب علينا لنقل الرسالة الإنسانية والمعاناة التي يتعرض لها القطاع".

ماجد أكد أنه لم يتردد "ولو للحظة في مواصلة العمل الصحافي" رغم استهداف إسرائيل للمدنيين والعزّل. يُذكر أنه وفي إطار تصوير العمل الوثائقي زار مراسل الأناضول سركان كايا والمصوران عليجان أوجاك ومحمد يشار كوردميرجي، مؤخراً، القدس المحتلة والضفة الغربية، ووثقوا عن كثب كيفية عمل الصحافيين هناك وأجروا مقابلات معهم.

ولم يتمكن الفريق الصحافي من الذهاب إلى غزة بسبب الحظر الإسرائيلي على دخول الصحافيين إلى القطاع، حيث لجأ إلى تسجيل شهادات موظفي الأناضول هناك من قبل بعضهم البعض وإضافتها إلى الفيلم الوثائقي بهذه الطريقة.

(الأناضول)

المساهمون