الأكلات التراثية تتسيّد المائدة الفلسطينية في رمضان
علاء الحلو
تُسيطر الأكلات الشعبية والتراثية الفلسطينية على مائدة الإفطار الرمضاني، وتُعتبر أحد المكونات الرئيسية للوجبات التي تُرافق الفلسطينيين على مدار شهر الصوم، وحتّى حلول عيد الفطر.
وتواظب الأسر الفلسطينية على طبخ الأكلات ذات الطابع الشعبي القديم، على اعتبار أنّها أحد أهم مكونات التراث الفلسطيني التي ورثت النساء طرق طهيها عن الجدات، ويعتبرن أن التمسك بمثل هذه الأكلات جزء من التمسك بالحضارة والهوية الفلسطينية الأصيلة.
ويُعتبر شهر الصوم موسماً لطبخ مختلف الأكلات ذات الطابع الفلسطيني، والعديد من أصناف الحلويات التراثية.
وتتضمن سُفرة الإفطار الرمضاني العديد من الأكلات الفلسطينية الدسمة، أبرزها أكلة المقلوبة، وهي أرز مبهر مرفق ببعض الخضار، أهمها الباذنجان، وقد يضيف البعض إليها القرنبيط أو الحمص أو البصل.
وتقول الشيف الفلسطينية سِهام أبو شعبان من مدينة غزة إنّ المقلوبة أكلة متوارثة منذ زمن طويل، ولا يُمكن أن يمُر رمضان من دون تقديمها لأفراد الأسرة، على اعتبار أنها من "ألذ الأكلات"، حسب تعبيرها، إضافةً إلى أنّها "صحية".
وتعتبر أبو شعبان، في حديثها مع "العربي الجديد"، أنّ الطعام يحتل أهمية موازية للتطريز وحياكة الصوف وصناعة الفخار وغيرها من العناصر المكوّنة للتراث الفلسطيني.
كذلك، لا يغيب طبق المسخن عن مائدة رمضان، وهو من الأكلات التُراثية، المكونة من الدجاج المُرفق بزيت الزيتون والبصل والسماق البلدي. ويعتبر الفلسطينيون المسخن من الأكلات الفاخرة، إلى جانب الفتة الفلسطينية التي تُعتبر من أهم مكونات السفرة الرمضانية، وتتكوّن من الأرز الأبيض الذي يوضع فوق خبز الطابون المجفف والمغطس بمرقة الدجاج أو اللحم.
أما وجبة القِدرة، فتعتبر كذلك من الأكلات التراثية الفاخرة، والتي يتم طهيها غالباً باللحم أو بالدجاج، وتحظى باختلاف بسيط في طريقة الطهي بين المُدن الفلسطينية، حيث تعتمد في مدينة الخليل على السمن البلدي، فيما تُركّز القدرة الغزاوية على الحُمص والثوم والبصل، وتُطبخ بشكل أساسي في قِدر مصنوع من الفُخار.
وتُعتبر وجبة ورق العنب أو الدوالي، باللهجة الفلسطينية، من أشهر وجبات الشهر، وتتكوّن من ورق العنب المحشو بالأرز واللحم والبهارات والبقدونس.
وتجاورها في المكانة المجدرة، وهي أرز مع عدس، يُزين بالبصل المقلي.
وتحجز المعجنات مكانة خاصة على السفرة الرمضانية الفلسطينية، وتعتبر من أهم المُقبِلات، وتضم مناقيش الزعتر، والجبن والسبانخ، وأصابع الدجاج بالسمسم وأصابع المسخن، والكبيبة المحشوة بالبصل والكفتة والسماق.
وتتزيّن السفرة بأصناف الحلوى الرمضانية، وفي مقدمتها القطايف المحشوة بالتمر أو الجوز والقشطة، وأصناف التمور المزينة بالمكسرات.
وتوضح شيف المأكولات الشرقية والغربية، سمر النباهين، لـ"العربي الجديد" أنّ الأكلات التُراثية الفلسطينية هي الوجبات التي تغلُب على مائدة الافطار الرمضاني، والتي يتم تقديمها كذلك في أيام الجُمعة، وفي الأعياد أو "اللمات العائلية".
وتقول النباهين: "أي سؤال للعائلات في غزة عن الوجبات اللذيذة التي يُمكن تقديمها للزوار أو الضيوف، سيقابل بإجابات تضمّ أكلات مثل المقلوبة أو المسخن، أو الفتة، أو القِدرة أو المفتول، أو السُماقية، والتي تُعتبر أساسية في المُناسبات ويتم طهيها مع اقتراب عيد الفطر".
وتشدّد النباهين على ضرورة الحفاظ على الأكلات ذات الطابع والهوية الفلسطينية، المتوارثة عن الأمهات والجدات، وتعليمها للأجيال الجديدة، حتى تبقى حاضرة بشكل دائم على المائدة".
وتضيف: "يجب إتقان صنعها، وتصويرها، وترويجها على مواقع التواصل الاجتماعي، بهدف حمايتها من مُحاولات التهويد والسرقة الإسرائيلية".