اكتشف علماء من معهد "ألفريد فيغنر" للأبحاث القطبية والبحرية ومركز "هيلمهولتز" للأبحاث القطبية والبحرية، عالماً تحت الأرض يعج بالحياة في أعماق الجرف الجليدي "برنت".
وانفصلت كتلة ضخمة من الجليد عن القطب الجنوبي في أواخر فبراير/شباط من هذا العام، ما كشف عن بيئة مخبأة تحت الجليد على مدار الخمسين عاما الماضية، وتُظهر لقطات القمر الصناعي للجبل الجليدي (A74) الذي تبلغ مساحته 490 ميلا مربعا، ينفصل عن جرف /برنت/ الجليدي.
وتمكن الباحثون على متن كاسحة الجليد الألمانية "بولارشتيرن" من الانزلاق إلى الفجوة بين الجبل الجليدي والقطب الجنوبي، لإجراء أبحاثهم.
وصورت كاميراتهم في قاع البحر عالما رائعا من الرخويات والإسفنج وشقائق النعمان ذات المظهر الفضائي، حيث كانت المخلوقات تزدهر تحت غطاء جليدي يبلغ سمكه 490 قدما (150 مترا).
وقال العلماء في بيان "الصور الأولى من قاع البحر تكشف عن مستوى مذهل من التنوع البيولوجي، في منطقة غطاها الجليد السميك لعقود".
ووجد الباحثون أيضا خمسة أنواع على الأقل من الأسماك، واثنين من الحبار.
وجمع العلماء عينات من الرواسب من قاع البحر، ويعتقدون أنها ستوفر مزيدا من التبصر في النظام البيئي.
وقالت وزيرة التعليم الألمانية، أنيا كارليشيك "إنها فرصة فريدة متاحة للباحثين على متن "بولارشتيرن" لاستكشاف الصفيحة الجليدية في القطب الجنوبي، أنا ممتنة لطاقم الكاسحة الجليدية السفينة لتحملهم المصاعب والمخاطر المرتبطة بذلك، تقدم الأبحاث القطبية مساهمة حاسمة في تحسين فهم وتوقع تغير المناخ وعواقبه على كوكبنا، ونحن بحاجة إلى هذه المعرفة حتى نتمكن من اتخاذ تدابير مضادة فعالة ضدّ تغير المناخ".
وتتأثر غرب أنتاركتيكا بشكل خاص بارتفاع درجات الحرارة في جميع أنحاء العالم، حيث لم يتعرض شرق القارة القطبية الجنوبية بعد للاحتباس الحراري، ومع ذلك، تشير النماذج المناخية إلى أن درجات الحرارة ستبدأ في الارتفاع في شرق القارة القطبية الجنوبية هذا القرن.
ووفقا للعلماء، تفقد القارة القطبية الجنوبية الجليد بالفعل بمعدلات أعلى مما كانت عليه قبل عام 2021. وقال الدكتور هارتموت هيلمر، عالم المحيطات الفيزيائي وقائد الرحلة الاستكشافية إنه "لمن حسن الحظ للغاية أننا تمكنا من الاستجابة بمرونة واستكشاف حدث الولادة في "برنت" بمثل هذه التفاصيل، ومع ذلك، أنا أكثر سعادة لأننا نجحنا في استبدال عدد من المراسي، والتي ستستمر في تسجيل البيانات الأولية حول درجة الحرارة والملوحة واتجاهات وسرعات تيار المحيط بمجرد مغادرتنا، وتشكل هذه البيانات أساس عمليات المحاكاة التي أجريناها لكيفية استجابة الغطاء الجليدي لتغير المناخ".
(قنا)