اكتشاف بقايا ضاحية سكنية من العصرين اليوناني والروماني في الإسكندرية

27 اغسطس 2021
الضاحية المكتشفة كانت تحتوي على سوق تجاري (وزارة السياحة والآثار المصرية/فيسبوك)
+ الخط -

أعلنت البعثة الأثرية المصرية، الجمعة، اكتشاف بقايا ضاحية سكنية وتجارية من العصرين اليوناني والروماني أثناء أعمال الحفائر بمنطقة الشاطبي في محافظة الإسكندرية، ما يلقي الضوء على الأنشطة المختلفة عند الأسوار الخارجية للعاصمة المصرية في هذين العصرين، والتي كانت تضم أماكن لاستراحة المسافرين، وزائري المدينة، لحين الحصول على التصاريح اللازمة للدخول، وكذلك أماكن لفحص وتحديد الضرائب على السلع الواردة للمدينة من جهة الشرق.

وقالت وزارة السياحة والآثار المصرية، في بيان، إنّ الدراسات الأولية التي تمت على بقايا الضاحية المكتشفة، أوضحت أنها كانت تتكون من شارع رئيسي تتعامد عليه شوارع فرعية، مرتبطة جميعها بشبكة صرف صحي، مضيفة أنّ استخدام هذه الضاحية استمر لفترة طويلة، امتدت تقريباً ما بين القرن الثاني قبل الميلاد، والقرن الرابع بعد الميلاد.

وأضافت أنّ البعثة الأثرية كشفت عن عدد من آبار المياه المنحوتة في الصخر، بالإضافة إلى شبكة ضخمة من الصهاريج النفقية، مُغطاة بطبقة من الملاط الوردي، لتخزين مياه الآبار والأمطار والفيضان، وذلك لاستخدامها في مواسم الجفاف، مستطردة بأنها تخطت الأربعين بئراً وصهريجاً، وعُثر بداخلها على عدد من الأواني الفخارية والمسارج وبعض التماثيل، بما يشير إلى الكثافة السكانية لهذه الضاحية.

اكتشاف بقايا ضاحية سكنية وتجارية من العصرين اليوناني والروماني (فيسبوك)

وتابع البيان أنّ الكشف شمل بقايا مقصورة بها حوض، ربما تم تكريسها للمعبودتين "أثينا" و"ديميترا"، واللتين عرفتا كربتين للصيد والصيادين، حيث عُثر على أجزاء من تماثيل لكل منهما، إلى جانب العثور على بقايا حجرة ملاصقة للمقصورة، تحتوي على مجموعة من الأفران الصغيرة المستخدمة في حرق الأضاحي والطهي للقائمين على المقصورة، بخلاف بقايا أمفورات وأجران صغيرة لتخزين الحبوب.

وأفاد مدير عام آثار الإسكندرية خالد أبو الحمد بأنّ الضاحية المكتشفة كانت تحتوي على سوق تجاري به ورش ومحال لبيع الأواني النذرية، وصناعة وبيع التماثيل للمعبودات، والأبطال الأسطوريين، والأباطرة، والمشاهير، إذ عُثر على قوالب صناعة هذه التماثيل، وتمثال نصفي من الألباستر رائع الصنع لأحد الأباطرة الرومان.

اكتشاف بقايا ضاحية سكنية وتجارية من العصرين اليوناني والروماني (فيسبوك)

وأضاف أبو الحمد أنه تم العثور على عدد كبير من بقايا أمفورات (حامل من الجانبين)، وتمائم ومشغولات معدنية، وما يقرب من 700 عملة أثرية وأطباق وأوان مختلفة الأشكال والأحجام، علاوة على كميات كبيرة من الأدوات المرتبطة بأنشطة صناعية، مثل أثقال النول، وشباك الصيد.

بدوره، قال رئيس البعثة المصرية، الأثري إبراهيم مصطفى، إنّ اللقى الأثرية المكتشفة بهذه الضاحية تشير إلى ارتباطها بشكل كبير بحركة التجارة الوافدة إلى المدينة، وأنشطة الصيد، وصناعة الأدوات المرتبطة بها، لأن أغلب المكتشفات في ورشة صناعة التماثيل توضح أن أغلب زبائنها كانوا من الصيادين، لا سيما مع العثور على تماثيل المعبودات المرتبطة بالصيد، والأبطال الأسطوريين، والإسكندر الأكبر، والتي اعتبرت تمائم لرعاية المحاربين، فضلاً عن بيع القرابين والأواني النذرية، التي كانت تقدم عادة للمتوفين في مقابرهم في الجبانة الشرقية.

وأضاف رئيس البعثة أن أعمال الحفائر بالموقع استمرت على مدار تسعة أشهر، وتجري حالياً الأعمال النهائية لتوثيق الموقع باستخدام التصوير ثلاثي الأبعاد، وتقنيات الرفع الطبوغرافي الحديثة، تمهيداً لنقل اللقى الأثرية إلى معامل الترميم التابعة لوزارة السياحة والآثار، لإجراء أعمال الترميم اللازمة لها، ومحاولة إعادة تجميع بقايا التماثيل المكتشفة.

المساهمون