حمّل الـ"يوتيوبر" المصري المُقيم في الولايات المتحدة الأميركية، علي حسين مهدي، السلطات في بلاده المسؤولية كاملة عن صحة وسلامة والده المُسن، بعد اعتقاله فجر الجمعة من محافظة الإسكندرية واقتياده إلى مكان غير معلوم، في العاصمة القاهرة.
وغرّد مهدي اليوم السبت: "اقتيد أبي المُسن المريض فجراً من الإسكندرية إلى القاهرة وحيداً، في حملة أمنية مكونة من سيارة ترحيلات، وعربتين (بوكس) للعساكر، وسيارة (ميكروباص) لمجموعة من الضباط في جهاز الأمن الوطني".
وأضاف: "تم إبلاغي بواسطة محام حقوقي في مصر، وأحمّل النظام المصري كاملاً، وجهاز الأمن الوطني في وزارة الداخلية بصفة خاصة، المسؤولية كاملة عن حياة والدي".
يأتي اعتقال والد مهدي رداً على نشره تسريبات تفضح جرائم التعذيب داخل السجون ومقار الاحتجاز في مصر، عبر قناته في موقع "يوتيوب"، في إطار ممارسات النظام المصري للتنكيل بأسر المعارضين السياسيين المقيمين في الخارج، من أجل تهديدهم وإجبارهم على السكوت.
وقبل نحو عام، اتهم مهدي قوات "الأمن الوطني" والشرطة المصرية باقتحام منزل أسرته، وترويعها، وتكسير وتدمير محتويات المنزل، وسرقة بعض الأوراق، واعتقال زوج عمته ونجل عمه الشاب، فضلاً عن مطاردة عمه المريض بالسرطان، وحرمانهم جميعاً من حقهم في تلقي الدواء والعلاج.
وذكر مهدي، في فيديو نشره حينها على صفحته في "فيسبوك"، أن "أسرته ليست لها علاقة بالسياسة، وهم ضحايا، اعتقلهم الأمن المصري من أجل الضغط عليه للسكوت"، مؤكداً أنه وصلته رسائل تهديد من الأمن المصري من قبل، لمطالبته بعدم الحديث في الشأن الداخلي مجدداً.
والأمثلة عدة في ملف اعتقال أقارب المعارضين السياسيين في مصر، ومنها القبض على والد المدون والإعلامي المصري المعارض من الخارج، عبد الله الشريف، البالغ من العمر 74 عاماً، إثر اقتحام منزله في محافظة الإسكندرية، رداً على حلقة لابنه عبر قناته في موقع "يوتيوب".
ولاحقاً، أطلقت السلطات سراح والد الشريف، بعد تعهده بالسكوت حيال ممارسات نظام الرئيس عبد الفتاح السيسي، في أعقاب نشره تسجيلاً صوتياً منسوباً لبعض الأشخاص الذين ادعوا عملهم مستشارين في مؤسسة الرئاسة واتفاقهم على عقود تخص تنفيذ بعض مشروعات الدولة، مقابل رشاوى مالية تصل إلى ملايين الجنيهات.
وفي مارس/آذار عام 2020، ألقت قوات الأمن القبض على شقيقي الشريف، وهما عمرو وأحمد الشريف، بعد اقتحام منزلهما من دون سند قانوني، في الإسكندرية، وتحطيم محتوياته، بسبب مقطع فيديو نشره الشريف يظهر أحد ضباط الجيش المصري وهو يمثل بجثمان شاب عشريني من أهالي شمال سيناء، قبل أن يُشعل فيه النيران داخل حفرة في الصحراء.
هناك أيضاً العديد من المعتقلين تعسفياً، مثل معاذ ومعتصم ومهند مطر، والثلاثة أشقاء الإعلامي المعارض من الخارج معتز مطر، وإسلام ويوسف محمد نجيب، وهما شقيقا المعارضة المُقيمة في تركيا غادة نجيب، فضلاً عن خمسة من أقرباء الحقوقي المُقيم في الولايات المتحدة محمد سلطان الذين اعتقلوا عقب قضية رفعها ضد رئيس الوزراء السابق حازم الببلاوي، بتهمة المسؤولية والإشراف على وقائع تعذيبه خلال فترة احتجازه عام 2013.