شهدت محافظة كرمانشاه، التي تقطنها غالبية كردية غربي إيران، حدثين مثيرين للجدل خلال الأيام الأخيرة، أثارا تحفظ السلطات ووسائل الإعلام والصحافة المحافظة في البلاد، فكان الحدث الأول استخدام متجر ملابس لفتيات كعارضات أزياء على واجهاته، بدلاً من التماثيل. أما الحدث الثاني، فكان انتشار فيلم دعائي للموضة من قبل عارضات أزياء على شبكات التواصل الاجتماعي، وبدا أن عملية التصوير كانت في موقع ديني في مدينة كرمانشاه، ما أثار اعتراضات.
وفي ما يتعلق بالحدث الأول، نشرت وكالة "فارس" الإيرانية، ووكالات أنباء أخرى، يوم الجمعة، تقريراً عن متجر لبيع الملابس في مدينة كرمانشاه استخدم فتيات "من دون التزام الحجاب الإسلامي" كعارضات أزياء، ونشر صاحب المتجر صوراً ومقطعاً مصوراً عن ذلك على "إنستغرام"، ووصفت "فارس" هذا التصرف بأنه محاكاة لـ"الصهيونية"، في إشارة إلى وقوع حالات مشابهة في الأراضي المحتلة.
وإلى ذلك، أعلن رئيس شرطة الأمن العام في محافظة كرمانشاه، العقيد حسن حيدري، حسب وكالة "إيسنا" الإيرانية، إغلاق المكان، قائلاً إن هذا التصرف "كان يتعارض مع الآداب الأخلاقية والإسلامية والثقافية" في البلاد.
ساخت کلیپ در فضای تکیه معاون الملک کرمانشاه و پخش آن در شبکه های اجتماعی با واکنش دادگستری کرمانشاه روبه ور شد. رییس دادگستری استان کرمانشاه اعلام کرد که با تولید کلیپ مبتذل در معاون الملک برخورد خواهد شد! pic.twitter.com/udnqeNwtHI
— Vip (@ShvipA380) December 6, 2020
أما الحدث الآخر، الذي كان أكثر إثارة للجدل وسلطت عليه وسائل الإعلام الإيرانية بشكل واسع، فكان انتشار مقطع مصور على شبكات التواصل، لعرض موضة، أظهر أن عملية التصوير قد جرت في مكان ديني يعرف بزاوية "معاون الملك"، يقيم فيه المواطنون الشيعة في المحافظة طقوساً دينية، غير أن الشرطة نفت لاحقاً أن يكون التصوير قد حصل في هذا المكان، معلنة أن المصورين استخدموا الفوتوشوب وصوراً لهذا الموقع في الفيلم.
ويظهر الفيلم عارضات قمن بعرض موضات من دون الحجاب، واتهم إعلاميون ووسائل الإعلام وشخصيات في المحافظة بأن الفيلم يخدش الحياء العام ويحمل إهانات للمشاعر الدينية، وسط اتهامات بأن هذه الحوادث تأتي استكمالاً لما اعتبروه مشروع "الاختراق الثقافي" في إيران.
وأعلن النائب العام في محافظة كرمانشاه، شهرام كرمي، لوسائل الإعلام الإيرانية اعتقال عارضتين ومصورين شاركوا في إنتاج الفيلم، مشيراً إلى أن الاعتقال جاء "بعد انتشار الفيلم غير الأخلاقي"، وأكد كرمي أن السلطات "لن تسمح بأن تكون كرمانشاه مسرحاً لهؤلاء المخدوعين"، محذراً من تكرار مثل هذه التصرفات.