استقالة رئيس "بي بي سي" ريتشارد شارب على خلفية ترتيب قرض لجونسون

28 ابريل 2023
سيظل شارب في المنصب حتى يونيو (هنري نيكولز/رويترز)
+ الخط -

أعلن رئيس هيئة الإذاعة البريطانية (بي بي سي) ريتشارد شارب، اليوم الجمعة، استقالته، بعد تحقيق وجد أنه انتهك القواعد لعدم الإفصاح عن دوره في ترتيب قرض لرئيس الوزراء السابق بوريس جونسون.

وقال شارب في بيان له: "أشعر بأنّ هذا الأمر قد يصرف التركيز عن العمل الجيد الذي تقدّمه المؤسسة إذا بقيت في المنصب حتى نهاية فترة ولايتي".

وشارب كان مدير رئيس الوزراء البريطاني حالياً ريشي سوناك خلال فترة عملهما في مؤسسة الخدمات المالية والاستثمارية غولدمان ساكس.

كانت تقارير إخبارية أفادت بأنّ شارب ساعد رئيس الوزراء السابق بوريس جونسون في الحصول على ضمان لقرض أواخر عام 2020، وذلك قبل أسابيع من تزكية جونسون له لتولي منصبه في "بي بي سي". وكشفت صحيفة صنداي تايمز أنّ شارب لعب دوراً في ترتيب ضامن لقرض يصل إلى 800 ألف جنيه إسترليني لجونسون.

وقال شارب سابقاً إنه قام "ببساطة بتوصيل" أشخاص بعضهم ببعض، وإنه لم يكن هناك تضارب في المصالح. وقال المتحدث باسم جونسون إنه لم يتلق مشورة مالية من شارب.

لكن التحقيق الذي نشرت نتائجه اليوم الجمعة وجد أنّ شارب فشل في الكشف عن "تضاربين محتملين في المصالح: أولاً بإخبار جونسون أنه يريد التقدم لوظيفة في (بي بي سي) قبل قيامه بذلك، وثانياً، بإخبار رئيس الوزراء أنه ينوي عقد اجتماع بين سام بليث وسيمون كيس".

إعلام وحريات
التحديثات الحية

كان شارب قد أكد أنه قدّم صديقه رجل الأعمال الكندي الملياردير سام بليث إلى الأمين العام للحكومة سيمون كيس، في أواخر 2020، أي قبل مدة قصيرة من تعيينه على رأس مجلس إدارة "بي بي سي". وعلى الرغم من أنه اعترف بأنه كان "وسيطاً" بين بليث ومكتب رئيس الوزراء، فإنه قال: "لم أقدم أي استشارة مالية شخصية لرئيس الوزراء. ولا أعرف شيئاً عن شؤونه المالية. ولم يكن هناك أي دور في تسهيل القرض".

وسيظل شارب في المنصب حتى يونيو/ حزيران حتى تعيين خلف له، أي قبل سنتين من نهاية ولايته التي كانت مقررة في العام 2025، ما سيمنح الرئيس الجديد أربع سنوات إضافية حتى العام 2027، وبالتالي ستخيب آمال زعيم حزب العمّال المعارض كير ستارمر، إذ لن تتاح لحكومة عمّالية محتملة تزكية أي رئيس لـ"بي بي سي" حتى منتصف العام 2027.

خضع موقف شارب لمزيد من التدقيق في مارس/ آذار، بعد تعليق عمل غاري لينيكر في "بي بي سي"، بسبب تغريدة له انتقد فيها سياسات الحكومة في التعاطي مع اللاجئين، في خطوة أثارت جدلاً أوسع حول حيادية المؤسسة البريطانية.

قارن المنتقدون طريقة تعامل "بي بي سي" مع قضية لينيكر بتعاملها مع الادعاءات التي طاولت شارب، مشيرين إلى أنّ الأخير ظل في منصبه على الرغم من التحقيقات الجارية بحقه.

وكان متحدث باسم جونسون قد نفى هذه "المزاعم السخيفة"، مشيراً إلى أنّ رئيس الوزراء السابق "لم يتلق ولم يطلب أي مشورة مالية من شارب"، بينما اعتبرت الحكومة البريطانية حينها أنّ المزاعم تحتاج إلى "التحقيق والتدقيق"، وأن شارب "شخص ناجح يمتلك ثروة من الخبرة" وعُين في "بي بي سي" على أساس "الجدارة".

يُذكر أنّ شارب هو أحد أبرز ممولي ومانحي حزب المحافظين الحاكم، وبلغت تبرّعاته أكثر من 400 ألف جنيه إسترليني، كما أنه صديق شخصي لجونسون. واستقالة شارب لن تكون معزولة عن غيرها من الاستقالات والفضائح التي يعيشها حزب المحافظين منذ عامين، وكانت آخرها استقالة وزير العدل ونائب رئيس الحكومة دومينيك راب، بعد أن أثبتت التحقيقات سلوكه "المتنمّر" على موظّفي الخدمة المدنية.

إلى ذلك، قال المدير العام لـ"بي بي سي" تيم ديفي، اليوم الجمعة، في بيان: "أود شكر ريتشارد شارب على عمله في هيئة الإذاعة البريطانية (...) كان العمل معه على مدار العامين الماضيين مجزياً، وقد ساهم بشكل كبير في تحول بي بي سي ونجاحها".

المساهمون