استمع إلى الملخص
- قبل هادي السيد، استشهد ثلاثة صحافيين لبنانيين آخرين على يد الاحتلال الإسرائيلي. الاحتلال حظر عمل قناة الميادين وتعرض صحافيوها للتحريض. "مراسلون بلا حدود" دعت لدعم التحقيق في مقتل عصام العبدالله.
- تحقيقات وكالات الأنباء أكدت أن القذيفة التي قتلت العبدالله أُطلقت من دبابة إسرائيلية. في غزة، قتل الاحتلال أكثر من 170 صحافياً منذ السابع من أكتوبر. الأمم المتحدة دانت الاعتداءات على الصحافيين في الضفة الغربية.
استشهد الصحافي العامل في موقع الميادين الإلكتروني هادي السيد، بقصف إسرائيلي استهدف بلدته برج رحال جنوبي لبنان أمس الاثنين، وفقاً لما أعلنته شبكة الميادين الإعلامية اليوم الثلاثاء، ليرتفع عدد الصحافيين اللبنانيين الذين قتلتهم قوات الاحتلال، منذ السابع من أكتوبر/تشرين الأول الماضي، إلى أربعة.
وأعلن وزير الصحة اللبناني فراس الأبيض، اليوم الثلاثاء، ارتفاع حصيلة الغارات الإسرائيلية على جنوب لبنان وشرقه الاثنين إلى 558 شهيداً وأكثر من 1800 جريح، في أعلى حصيلة تسجّل في يوم واحد منذ حرب 2006. وقال الأبيض، في مؤتمر صحافي، إن الحصيلة المحدثة لغارات الاثنين بلغت "558 شهيداً، بينهم 50 طفلا و94 امرأة غالبيتهم العظمى من العزل الآمنين الذين كانوا في منازلهم"، إضافة إلى "1835 جريحاً". واعتبر أن هذه الأعداد "تنافي كل الكذب الإسرائيلي بأن الاستهداف يطاول قوات مقاتلة".
وقبل هادي السيد، استشهد ثلاثة صحافيين لبنانيين على يد الاحتلال الإسرائيلي: المصور الصحافي في وكالة رويترز عصام العبدالله، والمراسلة في قناة الميادين فرح عمر وزميلها المصور ربيع معماري. وكان الاحتلال الإسرائيلي قد حظر عمل قناة الميادين، فيما تعرض صحافيوها للتحريض بسبب عملهم ومواقفهم.
وفي 13 سبتمبر/أيلول الحالي، وجَّهت "مراسلون بلا حدود" وعشر منظمات أخرى رسالة إلى لجنة التحقيق الدولية المستقلة التابعة للأمم المتحدة المعنية بالأرض الفلسطينية المحتلّة، لدعم الذي تقدمت به عائلة عصام العبدالله إلى اللجنة، داعية إلى إجراء تحقيق في هذه الجريمة.
وقال مدير مكتب الشرق الأوسط في "مراسلون بلا حدود" جوناثان داغر: "لقد قُتل عصام العبدالله على يد الجيش الإسرائيلي، بينما كان يحمل الكاميرا في يده، مرتدياً خوذة صحافية وسترة تحمل علامة الصحافة. ففي سياق العنف المتزايد ضد الصحافيين في المنطقة، يجب ألا تمر هذه الجريمة من دون عقاب، لا سيما وأنها موثَّقة على أتم وجه في العديد من التحقيقات. ذلك أن إحقاق العدالة في قضية عصام (العبدالله) من شأنه أن يُرسي أساساً متيناً لإنصاف جميع الصحافيين. وفي هذا الصدد، فإننا نحث اللجنة على النظر في هذه القضية ومساعدتنا في محاسبة مرتكبي هذا الهجوم الشنيع بحق صحافيين شجعان ومحترفين".
ووفقاً للنتائج التي توصلت إليها وكالتا الأنباء رويترز وفرانس برس والمنظمتان غير الحكوميتين هيومن رايتس ووتش والعفو الدولية، فقد تبيَّن أن القذيفة التي أسفرت عن مقتل العبدالله وإصابة زملائه في وكالتي فرانس برس ورويترز وقناة الجزيرة في 13 أكتوبر أُطلقت من دبابة إسرائيلية. كما خلص تحقيق سادس أجرته قوة الأمم المتحدة المؤقتة في لبنان (يونيفيل) إلى أن "دبَّابة إسرائيلية قتلت عصام العبدالله بإطلاق قذيفتين من عيار 120 ملم على مجموعة من الصحافيين الذين يمكن التعرف إليهم بوضوح، معتبراً أن إطلاق النار على المراسلين يشكل انتهاكاً للقانون الدولي".
أما في قطاع غزة، فقد قتل الاحتلال الإسرائيلي أكثر من 170 صحافياً وعاملاً في المجال الإعلامي منذ السابع من أكتوبر. كما دانت المقررة الخاصة المعنية بالحق في حرية الرأي والتعبير، أيرين خان، والمقررة الخاصة لحقوق الإنسان في الأرض الفلسطينية المحتلة منذ عام 1967، فرانشيسكا ألبانيز، في بيان مشترك هذا الشهر، الاعتداءات المتزايدة على الصحافيين في الضفة الغربية المحتلة.
ووفقاً للبيان، فقد دانت المقررتان "حوادث العنف والمضايقات والترهيب والعرقلة ضد الصحافيين في الضفة الغربية المحتلة، التي تصاعدت، أخيراً، في ظل العملية العسكرية الإسرائيلية المفاجئة التي بدأت في 27 أغسطس/آب" الماضي. وأضاف: "نستنكر بشدة الهجمات والمضايقات التي يتعرض لها الصحافيون، في الضفة الغربية الخاضعة للاحتلال بشكل غير قانوني". ووصفت المقررتان تلك الاعتداءات بأنها ليست سوى "محاولات فجة" من الجيش الإسرائيلي لمنع التغطية الصحافية المستقلة "لجرائم الحرب المحتملة".