إيمان البيومي: الموت بعيون مصورة

14 اغسطس 2014
الشهيد حسن ابن الصحافية إيمان البيومي أثناء تشييعه
+ الخط -
ما إن استنشقت المصورة الصحافية إيمان البيومي الهواء المفعم برائحة الموت، بعد خروجها من تحت ركام بيتها الذي تعرض لقصف من سلاح الطيران الحربي الإسرائيلي، حتى نادت على أولادها، وسرعان ما اكتشفت أن ما تنقله بكاميرتها هو بعض ما يعانيه الناس تحت القصف الوحشي.

نُقلت إيمان (37 عاماً) إلى مستشفى "شهداء الأقصى" وسط غزة، ورافقها على السرير ابنها كريم (عام وأربعة أشهر)، وهناك أُخبرت باستشهاد 14 فرداً من أقاربها وإصابة أبنائها بجروح متفاوتة. تقول إيمان، التي تعمل مصورة لقناة الأقصى الفضائية، "كان في البيت المكون من ثلاثة طبقات نحو 45 فرداً، بعضهم نزح جراء القصف على مناطق القطاع، وعند صلاة المغرب، سقط علينا صاروخ". نقْل ابنها أيمن لخبر عودة المياه إلى الحي أنقذ 21 فرداً من الموت، بعما خرجوا لتعبئة المياه، لكنهم أصيبوا بجروح متفاوتة، في الوقت الذي تصارع فيه الطفلة شهد (9 أعوام) الموت على أحد أسرة مستشفى المقاصد في مدينة القدس المحتلة، نتيجة إصابتها بشظية في الرأس.

علمت إيمان صباح اليوم التالي بأن زوجها بخير، وأن ابنها حسن (13عاماً) نقل إلى مستشفى الشفاء في مدينة غزة، وأيمن (12عاماً) وحنين (9 أعوام) يرقدان في القسم المجاور. ازداد قلق الأم على ابنها حسن، وبعد إلحاح شديد توجه أخوها إلى مجمع الشفاء لمعرفة أخباره، فوجد أيمن في المستشفى، ولا أثر لشقيقه، الذي تبين أن طواقم الدفاع المدني قد انتشلته بعد ساعات من تحت الأنقاض. تزاحمت صور الموت والحياة أمام ناظري إيمان خلال ساعات، المرة الأولى عندما حبست تحت الأنقاض، والثانية عندما ألقت النظرة الأخيرة على صغيرها، والثالثة عندما عادت بها الذاكرة إلى العائلات والأمهات اللواتي كانت تصورهم أثناء وداع أحد أبنائها، فأيقنت أن الكاميرا لا تنقل إلا بعض الأوجاع.
المساهمون