أشارت دراسة جديدة إلى أنّ من غير المرجح أن تحصل العالمات النساء على حقهن في التقدير، كمؤلفات لأوراق علمية، أو أن يُسمَّينَ على براءات الاختراع المتعلقة بالعمل الذي يقمن به، مقارنة بنظرائهن من الرجال، بما في ذلك مجالات مثل الرعاية الصحية، حيث تهيمن النساء.
ووفقاً للدراسة التي نشرت في 22 يونيو/ حزيران الماضي في مجلة نيتشر، قد تساعد هذه الفجوة بين الجنسين في تفسير التباينات الموثقة في المساهمات الواضحة للعلماء والعالمات، مثل مساهمة الفيزيائية البريطانية روزاليند فرانكلين (1920 - 1958، التي لم يجرِ التعرف إلى مساهمتها المحورية في اكتشاف البنية الحلزونية للحمض النووي في البداية، لأنه لم يُستشهَد بما جاءت به، ومن ثم حصل باحثون آخرون على جائزة نوبل على الإنجاز نفسه الذي حققته فرانكلين.
ووجدت الدراسة أنه في المتوسط، عبر جميع المسميات والمجالات الوظيفية، كان احتمال تسمية الرجال في مقال علمي أو براءة اختراع، من قبل فريق البحث لديهم، ضعف النساء. وثقت الدراسات في العديد من مجالات العلوم والتكنولوجيا والهندسة والرياضيات، وأشارت إلى أن النساء يؤلفن أوراقاً بحثية أقل من المتوقع، بناءً على النسبة المئوية للنساء في هذا المجال. ولكن، كان من الصعب معرفة سبب ذلك، ويرجع ذلك جزئياً إلى صعوبة تحديد من كان من المحتمل استبعاده من قوائم المؤلفين.
في الدراسة الجديدة، تغلّب المؤلفون على هذه العقبة، بالاعتماد على مجموعة بيانات مفصلة بشكل فريد مما يقرب من 10 آلاف فريق بحث علمي في الولايات المتحدة، و128 ألفاً و859 فرداً وظّفتهم تلك الفرق في الفترة من 2013 إلى 2016، إضافة إلى 39 ألفاً و426 مقالاً بحثياً نشرها هؤلاء المنضمون إلى الفرق البحثية.
باستخدام هذه البيانات، كان المؤلفون قادرين على ربط من قام بالعمل مع من حصل على التقدير في النهاية.
وقالت المؤلفة المشاركة في الدراسة جوليا لاين، الأستاذة في كلية فاغنر العليا للخدمة العامة في جامعة نيويورك الأميركية، إن الهدف من الدراسة لم يكن ما توصل إليه الفريق، بل هدفت الدراسة أساساً إلى النظر في مسألة المساواة في المنح لعملية إنتاج الأبحاث، وما هي العوامل التي أثرت بمعدلات النشر، وما هي المنح التي أدت إلى النشر، وما إلى ذلك.
وأضافت في حديث لـ"العربي الجديد": "أدركنا بعد ذلك أن الأمر يبدو مختلفاً بالنسبة إلى النساء. ويبدو أن هناك فجوة في من حصل بالفعل على حقوق التأليف/ الاختراع من ذات الفرق. ومن هناك، أدركنا أن بياناتنا سمحت لنا برؤية -لأول مرة- غير المرئيين في الأعمال المنشورة لتوثيق الاختلافات المنهجية في الإسناد، ما سمح لنا بالنظر في الفجوة بين الجنسين في الحصول على التقدير العلمي".
وذكرت أنه في حين أن النتائج لم تكن مفاجأة كاملة -هذه الأنواع من القصص شائعة- فقد فوجئت بمدى انتشار وشيوع هذه الظاهرة واستمرارها في مختلف المجالات البحثية، إذ "كانت النساء اللواتي عملن في مشروع بحثي أقل احتمالاً بنسبة 13 في المائة لأن يُسمَّين كمؤلفات في المقالات العلمية ذات الصلة مقارنة بزملائهن الذكور، ومن غير المرجح أن تُذكَر أسماء النساء في براءات الاختراع المتعلقة بالمشاريع التي عمل كلاهما على براءات اختراعها مثل الرجال تقريباً، حتى مع التحكم في جميع العوامل، كانت الفجوة 59 في المائة. الفجوة متسقة عبر المجالات والمهن المختلفة".
لكي تُسمى مؤلفة -وفقاً لإجابات الاستطلاع- يتعين على النساء بذل المزيد من الجهد، فيما تتوقف بعض النساء عن استكمال المشاريع بسبب التنمر، فقد كان السبب الرئيسي للتوقف "استخفاف الآخرين بمساهماتهن"، وذكرت 49 في المائة من النساء اللواتي استُبعِدن أن هذا هو السبب، وفقاً للدراسة.