استمع إلى الملخص
- رغم نجاحها الكبير، واجهت إليسا مشكلات عديدة، منها نزاعات قانونية وأداء سيئ في حفل "أعياد بيروت" الأخير، حيث بدت متعبة ولم تقم بالتمارين الكافية.
- أداء إليسا في الحفل الأخير كان مخيباً، مع فرقة موسيقية غير متناسقة، مما أثار استياء الجمهور ودفعهم لانتقادها بشدة.
في بداياتها الفنية، ينقل عن المغنية اللبنانية إليسا أنها سألت صديقتها المقربة، "كم من الوقت يُتاح لنا لنغنّي؟" ثم أجابت نفسها "سنوات قليلة ونعود إلى بيوتنا، علينا أن نعمل حالياً لنضمن مستقبلنا". تدرك إليسا منذ اليوم الأول لدخولها عالم الغناء أن موهبتها الفنية متواضعة، وأن صوتها سيخونها لا محال، على الرغم من استعانتها بأكثر من مدرّب للصوت.
لكن نجاح إليسا ونجوميّتها اللبنانية والعربية في التسجيلات والالبومات، لم تعفها مراراً من الوقوع في مشكلات أو إثارة الجدل الذي يفقدها تدريجياً من بريقها. وجاء حفلها الأخير في مهرجان أعياد بيروت الأسبوع الماضي ليؤكد أن إليسا ليست في أفضل أحوالها.
قبل ثلاث سنوات أعلنت صاحبة "أجمل إحساس" نيتها الاعتزال لأسباب كثيرة، بينها مشكلتها التي سُويت لاحقاً مع هيئة الترفيه السعودية. لكن مشكلة أخرى ظهرت قبل عامَين مع شركة وتري التي شنت حرباً على إليسا ومنعتها من إصدار أي عمل غنائي حتى البت القانوني النهائي بنزاع الملكية الفنية بينهما.
لكن كل ما سبق لا يبرّر لإليسا أداءها السيّئ (جداً) على المسرح في حفل "أعياد بيروت". بدا واضحاً أن إليسا متعبة صحيّاً، وأنها لم تقم بالتمارين الكافية لتفادي الأخطاء في الحفل المباشر. فمنذ اللحظات الأولى فقدت السيطرة على نفسها: السبب الأول في حذائها الذي تبيّن أنه سبّب لها آلاماً كما شكّل عائقاً أمام تحرّكها على المسرح، أما السبب الثاني فهو عدم التزامها بفرقة موسيقية خاصة بها، تحفظ وتبدع في عزف ألحانها. أطل في الحفل ثمانية موسيقيين أضاعوا النوتات منذ اللحظات الأولى، وعجزوا عن اللحاق بإليسا أو بالـ"دي جي" الذي رافقها على المسرح.
الفريق المرافق لإليسا على المسرح إذاً، أي الفرقة الموسيقية والـ"دي جي" إلى جانب الكورال (مؤلفة من ثلاثة أشخاص فقط) شكلت مشكلة أساسية في الحفل الأخير، وهو إن دلّ على شيء، فيدلّ على قلة خبرة إدارة أعمالها وحنكتها، التي ظهرت على المسرح لإعطائها كوب ماء، ثم لخلع حذائها، في مشهد تحوّل إلى "ترند" على مواقع التواصل الاجتماعي، كما سبب موجة غضب من المغنية اللبنانية، إذ وصفوا مشهد خلع الحذاء على المسرح بالـ"منفّر".
لا ظلم إذاً في لوم إليسا على أدائها الباهت والمستفزّ ربما في حفل "أعياد بيروت"، فالفنانة التي عُرفت بتشددها وحرصها على عملها،باتت تهرب من خيانة صوتها لها، بتوجيه الميكروفون إلى الجمهور، الذي يغني عوضاً عنها، رغم مشاعر الاستياء التي سادت بين الحاضرين في "أعياد بيروت"، إذ دفع الجمهور ثمن التذاكر بين 45 و150 دولاراً، وهو مبلغ كبير لبلد يعاني أزمة اقتصادية خانقة منذ خمس سنوات.
ببساطة يمكن وصف أداء إليسا في الحفل الأخير، الذي سبقته جملة دعائية ضخمة، بـ"الاستخاف" أو "الاستسهال"، وبات اسم المغنية اللبنانية مرتبطاً بالتصريحات والتصرفات الجدلية، بدل أعمالها وإنتاجاتها الغنائية، بينما يتّضح أكثر فأكثر، افتقارها إلى فريق عمل يحيط بها ويوجّهها ليكمل مسيرة نجاحاتها التي بدأتها قبل عقدين من الزمن، لتصبح واحدة من أشهر نجمات الغناء العربي.