أعلنت منصة إكس (تويتر سابقاً)، المملوكة لإيلون ماسك، أنها أزالت أو صنفت "عشرات الآلاف" من المنشورات في الأيام التي أعقبت بدء عملية طوفان الأقصى التي أطلقتها كتائب القسّام، الذراع العسكرية لحركة حماس، رداً على جرائم الاحتلال المستمرة بحق الفلسطينيين واقتحاماته المتكررة وعدوانه على المسجد الأقصى.
وكتبت الرئيسة التنفيذية للشركة ليندا ياكارينو، في رسالة مؤرخة الأربعاء ونشرت اليوم الخميس على "إكس"، رداً على انتقادات الاتحاد الأوروبي في هذا الشأن: "منذ الهجوم الإرهابي على إسرائيل، اتخذنا إجراءات لإزالة أو تصنيف عشرات الآلاف من المنشورات".
وأضافت ياكارينو: "نُذكّر كل يوم بمسؤوليتنا العالمية لحماية المحادثة العامة، عبر ضمان وصول الجميع إلى المعلومات لحظة بلحظة، وحماية النظام الأساسي لجميع مستخدمينا. رداً على الهجوم الإرهابي الأخير الذي شنته حماس على إسرائيل، أعدنا توزيع الموارد، وأعدنا تركيز الفرق الداخلية التي تعمل على مدار الساعة لمعالجة هذا الوضع سريع التطور".
وأكدت أن لا مكان على المنصة لـ"المنظمات الإرهابية، أو المجموعات المتطرفة العنيفة".
وكررت في رسالتها قواعد "إكس"، المتعلقة بـ"خطاب الكراهية" و"الوسائط الحساسة"، بالإضافة إلى المحتوى المفبرك أو المتلاعب به أو المقتطع من سياقه.
ورد مفوض الشؤون الرقمية في الاتحاد الأوروبي تييري بريتون على رسالة ياكارينو عبر "إكس"، حيث كتب: "تلقينا رد إكس على رسالتنا التي تثير المخاوف بشأن انتشار المحتوى غير القانوني والمعلومات المضللة المتعلقة بهجوم حماس الإرهابي ضد إسرائيل. سيحلل فريق إنفاذ قانون الخدمات الرقمية الرد، وسيتخذ قراراً بشأن الخطوات التالية".
كانت المفوضية الأوروبية قد هددت "إكس" بعقوبات، داعية ماسك لتقديم توضيحات خلال 24 ساعة حول تداول معلومات خاطئة وصور عنيفة مرتبطة بالعدوان الإسرائيلي.
وقال مفوض الشؤون الرقمية تييري بريتون في رسالة مؤرخة في 10 أكتوبر/ تشرين الأول: "بعد الهجمات الإرهابية التي شنتها حماس على إسرائيل، نملك معلومات تفيد بأن منصتكم تستخدم لنشر محتويات غير مشروعة وتضليلية داخل الاتحاد الأوروبي". وأضاف: "تلقينا من مصادر موثوقة تقريراً عن محتويات ربما تكون غير شرعية يتم تداولها على شبكتكم على الرغم من إشعارات من السلطات المختصة".
وذكّر بريتون ماسك بأنه "عندما تتلقون بلاغات عن محتوى غير شرعي في الاتحاد الأوروبي يجب التحرك بسرعة بجدية وموضوعية وسحب المحتوى عندما يكون ذلك مبرراً".
ويستند بريتون في ذلك إلى التشريع الأوروبي الجديد حول الخدمات الرقمية الذي يطبق منذ نهاية أغسطس/ آب على 19 منصة كبرى.
ورد الملياردير حينها على شبكته مباشرة، قائلاً إن "سياستنا هي أن يكون كل شيء مفتوحاً وشفافاً، وهي مقاربة أعرف أن الاتحاد الأوروبي يدعمها".
وكان مركز صدى سوشال قد أكد، الثلاثاء، أنّ إجراءات "إكس" تعكس انحيازاً لإسرائيل وهدفها إسكات الحسابات الفلسطينية.
وأشار المركز الذي يرصد ويوثق الانتهاكات الرقمية ضد المحتوى الفلسطيني إلى أنه "ينظر ببالغ الخطورة إلى الانحياز الواضح الذي اتخذته منصة إكس في ما يجري في فلسطين، وتأكيدها على إزالة المحتوى الفلسطيني بشكل خاص، في وقتٍ تغض فيه الطرف عن جرائم الاحتلال في قطاع غزة، والتي أظهرت مقاطع الفيديو والصور بشكل واضح استهداف المدنيين فيه".
وأضاف "صدى سوشال": "الإجراءات المتبعة في ظل الأحداث في الأراضي الفلسطينية هو بمثابة إعلان انحيازٍ رسمي وتام لإسرائيل ضد الفلسطينيين الموجودين تحت هجوم طائرات الاحتلال، وهو لا يقل خطورة عن المشاركة الفعلية العسكرية مع جيش الاحتلال في جرائمه".
وقال "صدى سوشال": "في وقتٍ يحتاج فيه العالم أن يرى حقيقة ما يجري من الجرائم المرتكبة ضد الفلسطينيين، يدين صدى سوشال إجراءات إكس التي تشكل معوقاً للوصول للمعلومات بشكلٍ حرّ، كما تشكل تهديداً للمؤسسات الصحافية الفلسطينية في تغطيتها مسار الأحداث الفلسطينية ونقل الجرائم، لا سيّما مع قتل إسرائيل صحافيين فلسطينيين".
وإيلون ماسك يؤكد باستمرار رؤيته لحرية التعبير ورفضه لأي "رقابة"، وإن كان يشدد على أن منصته تحترم قوانين كل بلد في هذا المجال.
وروّج ماسك شخصياً للتضليل، بعدما شجع متابعيه، البالغ عددهم 160 مليوناً تقريباً، على الاطلاع على ما يحدث في الأراضي الفلسطينية المحتلة، من خلال متابعة حسابين معروفين بنشر معلومات كاذبة.
وفي سياق متصل، حذّر الاتحاد الأوروبي الرئيس التنفيذي لشركة ميتا مارك زوكربيرغ من انتشار "معلومات مضللة" على منصتي "فيسبوك" و"إنستغرام". ومنح الاتحاد الأوروبي الشركة 24 ساعة للرد والامتثال للقانون الأوروبي.