استمع إلى الملخص
- بدأت الحملة بعد مصادقة الكنيست على قانون لقطع العلاقات مع "أونروا" ومصادرة مقرها في القدس، وتهدف لتصويرها كمنظمة تدعم "الإرهاب"، رغم تأكيد مراكز بحثية حياديتها.
- أعربت "أونروا" عن قلقها من الحملة، محذرة من خطرها على حياة موظفيها، ونفت الادعاءات الإسرائيلية مؤكدة أنها بلا أدلة.
يتعرّض الجمهور حول العالم للاستهداف بإعلانات إسرائيلية على محرك غوغل للبحث، تشوّه سمعة وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا). ورُصدت الإعلانات من أستراليا، جنوب شرق العالم، إلى بريطانيا، شمال غربه، مروراً بدول عدة وبلغات عدة. وتعرض الإعلانات الإسرائيلية صورة لما يبدو أنه شخص يرتدي ملابس عناصر المقاومة الفلسطينية في غزة، ثم عصابة رأس مكتوبة عليها حروف وكالة "أونروا" الأممية، وهي عينة من صور كثيرة مفبركة.
لاحظت تقارير عدة، منها تلك التي نشرها موقع هيئة البث الأسترالية "إيه بي سي نيوز" وموقع "ذا سكواوك بوكس" البريطاني، أن هذه الإعلانات تقود عند النقر عليها إلى موقع إلكتروني يحمل نطاقاً إسرائيلياً تابعاً مباشرة لحكومة الاحتلال، حيث تعرض الصفحة المزيد من الأكاذيب والاتهامات حول الوكالة. ويقول بعض هذه الإعلانات: "رواتب للإرهابيين أم مساعدات إنسانية؟"، بينما يقول آخر: "هناك بدائل لأونروا، يجب استبدالها".
ورصدت "إيه بي سي" بعض هذه الإعلانات في النسخة الإلكترونية من صحيفة "ذي أستراليان" و"كانبيرا تايمز" الأستراليتين، فيما رصد "ذا سكواوك بوكس" الإعلانات في صحيفة ذي إندبندنت البريطانية. وقُدّمت الإعلانات نفسها بلغات مختلفة، بما في ذلك الألمانية والإيطالية والفرنسية والإسبانية، ما يجعلها حملة حكومية إسرائيلية عالمية ضد الوكالة.
ذكرت الهيئة أن الإعلانات نُشرت في مكتبة إعلانات "غوغل" في 27 نوفمبر/ تشرين الثاني تقريباً، بعد أسابيع من مصادقة الكنيست على مشروع قانون يقضي بقطع العلاقات بين إسرائيل و"أونروا"، التي تلتها مصادرة مقرّ الوكالة في القدس لإقامة مشروعات سكنية للإسرائيليين في مكانها، تتويجاً لحملة مستمرة منذ بدء عدوانها على غزة في السابع من أكتوبر/ تشرين الأول 2023، أطلقتها إسرائيل لتشويه سمعة منظمة الأمم المتحدة ككلّ، من خلال تصويرها منظمةً منحرفةً تعمل على منعها من تحقيق أهدافها، وحماية حماس وحزب الله. وقد تزايد هجومها خصوصاً ضد "أونروا"، وتروّج كذباً لعلاقتها بالمقاومة، التي تصفها إسرائيل بـ"الإرهاب".
ادعاءات فضحت كذبها مراجعة مستقلة على مستوى الوكالة أجرتها ثلاثة مراكز بحثية مرموقة، وخلصت إلى أن الوكالة هي على العكس تماماً مما تقوله إسرائيل، وأنها "تمتلك نهج حياد أكثر تطوراً من الكيانات المماثلة الأخرى التابعة للأمم المتحدة أو المنظمات غير الحكومية".
من جانبها، نقلت الهيئة الأسترالية عن متحدثة باسم "أونروا" أنها لم تكن على علم بالإعلانات قبل الاتصال بها، وقالت إن "هذه الإعلانات هي الأحدث في سلسلة من حملة التضليل الأوسع نطاقاً ضد أونروا لحكومة إسرائيل. من خلال نشر المعلومات المضللة، تهدف هذه الحملة إلى تفكيك الوكالة". وحذّرت المتحدّثة من أن "الضرر يتجاوز سمعة الوكالة، فهو يعرّض حياة زملائنا في أونروا، بما في ذلك أولئك الموجودين على خط المواجهة الإنساني، لخطر جسيم".
في يونيو/ حزيران الماضي، رفضت "أونروا" الادعاءات "غير الواقعية" في الإعلانات الإسرائيلية التي تستهدفها على محرك البحث غوغل. وأكد المتحدث باسم "أونروا" جوناثان فاولر، لوكالة لأناضول، حينها، أن مزاعم "اختراق" حركة حماس للوكالة الأممية لا تعكس الحقيقة. وتظهر "الروابط الدعائية" التي تحتوي على ادعاءات الحكومة الإسرائيلية في أول نتائج البحث عن "أونروا" على محرك غوغل. وتتضمن روابط الموقع الإلكتروني ادعاءات "بلا أدلة"، مثل أن موظفي "أونروا" شاركوا في عملية "طوفان الأقصى" في السابع من أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، وأن "أونروا" اخترقتها "حماس" وجماعات أخرى.