منذ بدء عملية طوفان الأقصى في 7 أكتوبر/تشرين الأول الحالي، أطلقت حكومة الاحتلال الإسرائيلي حملة واسعة النطاق على منصات التواصل الاجتماعي في الدول الغربية، لحشد الدعم في عدوانها على الفلسطينيين.
وجزء من الاستراتيجية التي تعتمدها حكومة الاحتلال يعتمد على نشر صور دموية لاجترار التعاطف وسط مذابحها المتواصلة بحق الفلسطينيين، وذلك على منصات بينها "إكس" (تويتر سابقاً) و"يوتيوب"، وذلك وفقاً لبيانات اطلعت عليها صحيفة بوليتيكو الأميركية.
وأشارت "بوليتيكو"، الثلاثاء، إلى أن محاولة إسرائيل الفوز في حرب المعلومات عبر الإنترنت "هي جزء من توجه متزايد للحكومات في أنحاء العالم كافة، للتحرك بقوة عبر الإنترنت، من أجل تشكيل صورتها، خاصة في أوقات الأزمات. إن حملات العلاقات العامة في الحروب وما حولها ليست جديدة. لكن الدفع مقابل الإعلانات عبر الإنترنت التي تستهدف بلداناً وفئات سكانية محددة أصبح الآن إحدى الأدوات الرئيسية التي تستخدمها الحكومات لإيصال رسائلها إلى عدد أكبر من المتابعين".
خلال ما يزيد قليلاً عن أسبوع، عرضت وزارة الخارجية الإسرائيلية 30 إعلاناً شوهدت أكثر من 4 ملايين مرة على "إكس"، وفقاً لبيانات المنصة. وكانت مقاطع الفيديو والصور الممولة التي بدأت بالظهور في 12 أكتوبر تستهدف البالغين الذين تزيد أعمارهم عن 25 عاماً في بروكسل وباريس وميونخ ولاهاي، وفقاً لـ"بوليتيكو".
وصورت الإعلانات "حماس" على أنها "جماعة إرهابية شريرة" على غرار تنظيم داعش.
على "يوتيوب" نشرت وزارة الخارجية الإسرائيلية أكثر من 75 إعلاناً تضمّن بعضها مشاهد "حساسة جداً" لقتلى ورهائن إسرائيليين، ووجهت إلى المستخدمين في الدول الغربية، وبينها فرنسا وألمانيا والولايات المتحدة والمملكة المتحدة. وعرضت ما بين 7 أكتوبر وحتى الاثنين، وفقاً لقاعدة بيانات الشفافية الخاصة بـ"غوغل" المالكة لـ"يوتيوب".
وقال متحدث باسم بعثة إسرائيل لدى الاتحاد الأوروبي، فضل عدم الكشف عن هويته بسبب "مخاوف أمنية"، لـ"بوليتيكو": "لم نكن لننشر مثل هذا المحتوى الحساس من قبل. هذا ليس جزءاً من ثقافتنا. نحن نكنّ احتراماً كبيراً للقتلى، لكنّ الحرب ليست فقط على الأرض".
وجّه الاحتلال نحو 50 إعلاناً ممولاً باللغة الإنكليزية إلى دول الاتحاد الأوروبي، بينما وجه 10 إعلانات للمستخدمين في الولايات المتحدة، و13 للمستخدمين في المملكة المتحدة.
حذفت "غوغل" نحو 30 إعلاناً تحتوي على صور عنيفة من مكتبتها العامة بعد أن تواصلت صحيفة بوليتيكو معها للحصول على تعليق الاثنين، وأكدت أنها "لا تسمح بالإعلانات التي تحتوي على لغة عنيفة، أو صور مروعة أو مثيرة للاشمئزاز، أو صور بيانية أو روايات عن صدمة جسدية".
لا تزال بعض مقاطع الفيديو المصورة متاحة على قناة يوتيوب التابعة لوزارة الخارجية الإسرائيلية مع بعض التحذيرات.
لم تستجب "إكس" لطلب "بوليتيكو" الحصول على تعليق. وتجري المفوضية الأوروبية حالياً تحقيقاً مع "إكس" لاحتمال نشرها "معلومات مضللة" أو "محتوى عنيفاً ينطوي على إرهاب" أو "خطاب كراهية".
كانت "إكس" أعلنت أنها أزالت أو صنفت "عشرات الآلاف" من المنشورات في الأيام التي أعقبت بدء عملية طوفان الأقصى.
وفقاً لـ"بوليتيكو" لم تعرض إعلانات إسرائيلية مماثلة على "إنستغرام" و"فيسبوك" و"تيك توك" و"لينكد إن" حتى الاثنين.