إذاعة "عروج" الأفغانية: البرامج الدينية تبث وحدها

16 أكتوبر 2021
اضطر إبراهيم بارهار إلى تسريح الموظفين البالغ عددهم 18 (فرانس برس)
+ الخط -

كانت فرق من الصحافيين تتناوب على بث نشرات الأخبار في مقر إذاعة "عروج" في فرح، غربي أفغانستان، لكن منذ عودة حركة "طالبان"، ظل إبراهيم بارهار وحده يبث ساعات من البرامج الدينية.

بدأت إذاعة "عروج"، وتعني الصعود باللغة البشتونية مثل العربية، البث قبل ست سنوات مع مجموعة متنوعة من البرامج لجمهور حُرم من الإعلام فترة طويلة.

قال بارهار لوكالة "فرانس برس": "كانت لدينا برامج موسيقية ودينية وسياسية"، مشيراً إلى أنه حتى قبل شهرين كانت المحطة تبث 19 ساعة في اليوم. لكن عندما تولت الحركة السلطة منتصف أغسطس/آب، تبدل الحال.

بارهار: إذا استمر الحال هكذا، سنضطر إلى الإغلاق (فرانس برس)

وأوضح الرجل البالغ من العمر 35 عاماً، ذو الشعر الأسود القصير والعينين الزرقاوين، بينما كان يقدم الشاي في مكتبه "للأسف، من بين البرامج كلها لم يبق سوى واحد، هو البرنامج الديني". وأضاف "نعد قائمة في الصباح، ونبثها طوال اليوم، لأنه لم يعد هناك بث مباشر"، بعد أن اضطر إلى تسريح الموظفين البالغ عددهم 18، وبينهم ثماني نساء.

وأشار إلى أن "العقود والإعلانات لدينا ألغيت كلها. إذا استمر الحال هكذا، سنضطر إلى الإغلاق".

حطم وصول" طالبان" حلم المذيعة السابقة لنشرة الأخبار ماريا سلطاني بأن تصبح "صحافية مشهورة" في ولاية فرح.

قالت الشابة البالغة من العمر 25 عاماً، وهي تضع على رأسها منديلاً أسود، لوكالة "فرانس برس": "تمكنت من أن أصير صحافية، لكن الآن توقف كل شيء".

الصحافية ماريا سلطاني الآن "عاطلة عن العمل ومعزولة في المنزل" (فرانس برس)

جلست الشابة، التي كانت في زيارة لزميلها السابق، خلف الميكروفون في الاستوديو العازل للصوت حيث كانت تعمل. بعد خمس سنوات، صارت الآن "عاطلة عن العمل ومعزولة في المنزل"، وتخشى أن "يؤذيها شخص ما" لكونها صحافية.

أكدت حركة "طالبان"، التي اتبعت خلال حكمها السابق من العام 1996 حتى 2001 نهجاً متشدداً وقمعياً، أنها ستحترم حقوق المرأة بموجب الشريعة الإسلامية، لكنها ما زالت بعد نحو شهرين تمنع النساء إلى حد كبير من العمل.

إعلام وحريات
التحديثات الحية

وتقول منظمات مدافعة عن حرية الصحافة وحقوق الإنسان إنها فرضت قواعد جديدة على الصحافيين، بما في ذلك حظر جميع التقارير "المخالفة للإسلام"، أو "الإساءة إلى الشخصيات العامة"، أو "المواضيع التي لم تحصل على موافقة السلطات".

أغلقت أكثر من 70 في المائة من وسائل الإعلام في البلاد، وفقاً لـ"لجنة سلامة الصحافيين الأفغان". وفر العديد من الصحافيين من البلاد، أو يعيشون متوارين عن الأنظار، تاركين المشهد الإعلامي في البلاد عند أدنى مستوى له منذ عشرين عاماً، وفقاً للمصدر نفسه. وتعرض بعض الذين واصلوا العمل للاعتقال والضرب أثناء محاولتهم تغطية احتجاجات غير مصرح بها.

قال بارهار، بعد "استهدافه مرتين"، إنه "قلق لأن بعض موظفيه تعرضوا للتهديد".

قبل الهجوم الأخير الذي سمح لها بأن تصبح في غضون أيام قليلة الحاكم الجديد للبلاد، قامت "طالبان" بسلسلة اغتيالات استهدفت شخصيات عامة، بينها صحافيون.

كانت الحكومة السابقة قد أبلغت بارهار مرات عدة بأنه "هدف محتمل" كما قال، مضيفاً "لا أشعر بالأمان".

(فرانس برس)

المساهمون