إدانة الإبادة الإسرائيلية في غزة تشعل الجدل حول مهرجان برلين السينمائي

26 فبراير 2024
دعا رئيس بلدية برلين إلى محاسبة إدارة المهرجان (Getty)
+ الخط -

اشتعل الجدل حول مهرجان برلين السينمائي في ألمانيا، الأحد، بعدما طغت إدانة الإبادة الجماعية الإسرائيلية بحق الفلسطينيين في قطاع غزة على حفل توزيع الجوائز وكلمات المخرجين والفنانين الفائزين، السبت الماضي.

واستفزت الدعوة لوقف إطلاق النار وإنهاء الإبادة أنصار ومؤيدي إسرائيل الذين سارعوا لاستعمال الاتهام المعتاد لكلّ خصوم إسرائيل، أيّ معاداة السامية. وقال رئيس بلدية برلين كاي فيغنر، في منشور عبر منصة إكس، إنّ "معاداة السامية لا مكان لها في برلين، وهذا ينطبق أيضاً على الفنانين"، معتبراً "ما حدث في مهرجان برلين السينمائي اجتزاءً لا يُحتمل"، كما دعا إلى محاسبة إدارة المهرجان.

وعلى امتداد أيام مهرجان برلين، الذي أقيم بين 15 و25 فبراير/ شباط الحالي، عبّر عدد من الممثلين والمخرجين عن تضامنهم مع الشعب الفلسطيني ورفضهم للعدوان على قطاع غزة، إن كان من خلال ارتدائهم الكوفية وحمل العلم الفلسطيني أو عبر تصريحاتهم.

وتكرّر تعبير المشاركين عن دعمهم لفلسطين في حفل توزيع الجوائز، السبت الماضي، ومن بينهم المخرج الأميركي بن راسل، الذي صعد إلى المسرح واضعاً الكوفية الفلسطينية على كتفيه، واتهم إسرائيل بارتكاب جرائم إبادة جماعية، بحسب وكالة فرانس برس.

لكن الضجة الأكبر جاءت بعد فوز "لا أرض أخرى"، الذي أخرجه الفلسطيني باسل عدرا والإسرائيلي يوفال أبراهام، بجائزة أفضل وثائقي، والذي يتناول قضية التهجير القسري للفلسطينيين من قرية مسافر يطا في الضفة الغربية بسبب العنف الذي يرتكبه المستوطنون الإسرائيليون.

ومن على منصة التكريم، اتهم باسل عدرا دولة الاحتلال بارتكاب إبادة بحق الفلسطينيين وانتقد بيع ألمانيا الأسلحة لإسرائيل. قال عدرا: "إنني أحتفي بالجائزة هنا، ولكن في الوقت نفسه من الصعب جداً بالنسبة لي أن أقيم احتفالاً، فعشرات الآلاف من الناس يُقتلون من قبل إسرائيل في غزة"، مضيفا: "أريد شيئاً واحدا فقط من ألمانيا، وهو احترام نداءات الأمم المتحدة والتوقف عن إرسال الأسلحة إلى إسرائيل".

فيما قال أبراهام: "أنا أعيش في ظل نظام مدني وباسل في نظام عسكري. نقيم على بعد 30 دقيقة فقط من بعضنا بعضاً. أتمتع بحق التصويت، أما هو فلا، ويُسمح لي بالتحرك بحرية في هذا البلد، في حين أن باسل، مثل ملايين الفلسطينيين، مقيد في الضفة الغربية المحتلة. يجب أن تنتهي عدم المساواة هذه بيننا".

وقوبلت مواقف المخرجين بتصفيق كبير من الحاضرين، وفقاً لوكالة الأناضول، لكنّها أثارت السخط في الأوساط الألمانية المؤيدة لإسرائيل.

ووصف المسؤول في الحزب الديمقراطي الاشتراكي (SPD) الحاكم، هيلغه ليند، ردة فعل الحاضرين بـ"الصادمة".

وقال لصحيفة دي فيلت الألمانية: "أشعر بالخزي عندما أرى أن الناس في بلدي يصفقون لاتهامات موجهة إلى إسرائيل بارتكاب إبادة جماعية".

سينما ودراما
التحديثات الحية

وفي الوقت الذي دعت فيه بعض الأصوات إلى فرض مزيدٍ من القواعد والرقابة على البرليناله المموّل بشكل رئيسي من الحكومة الألمانية، قالت إدارة مهرجان في بيان تلقته وكالة فرانس برس إن تصريحات المخرجين تمثل "آراء فردية ومستقلة" عن المهرجان ولا تمثل رأي هذا الحدث السينمائي، وينبغي "تقبلها" طالما أنها "ضمن الأطر القانونية".

وأضافت أنها "تتفهم السخط" الذي أثارته التصريحات "التي بدت وكأنها متحيزة جداً" خلال حفلة توزيع الجوائز.

وفي سياق متصل، قام حساب تابع لقسم بانوراما في مهرجان برلين السينمائي على "إنستغرام" يحمل اسم Berlinale.panorama، بنشر صورٍ احتوت شعارات تقول بالإنكليزية: "فلسطين حرة من النهر إلى البحر" و"أوقفوا الإبادة الجماعية في غزة"، ما دفع بإدارة المهرجان لنفي مسؤوليتها، لافتةً إلى أنّ الحساب "تعرض للقرصنة".

وأضافت في بيان تلقته "فرانس برس": "نُشرت تعليقات تتعلق بالصراع في الشرق الأوسط ليست منبثقة عن المهرجان ولا تمثل مواقفه"، وأشارت إلى أنّه "من غير المقبول أن يستخدم الناس حساباً للمهرجان في مواقع التواصل الاجتماعي لنشر دعاية معادية للسامية"، مؤكدةً أنها حذفت الصور وتقدمت بشكوى ضد "هذا العمل الإجرامي".

ومنذ بدء العدوان الإسرائيلي على القطاع، أطلقت الحكومة الألمانية حملة لمطاردة الناشطين المؤيدين للفلسطينيين، كما قمعت التحركات المؤيدة لوقف إطلاق النار، واستعملت تهمة معاداة السامية بوجه منتقدي دولة الاحتلال.

المساهمون