"أيام قرطاج السينمائية": أفلامٌ متنوّعة وتكريم داود عبد السيد

02 نوفمبر 2022
غاب المخرج المصري عن التكريم بسبب "ظروف صحيّة قاهرة" (فيسبوك)
+ الخط -

ضمن فعاليات الدورة 33 لأيام قرطاج السينمائية، أقيم، يوم أمس الثلاثاء، حفل تكريم لأحد أبرز المخرجين المصريين والعرب، داود عبد السيد، في مدينة الثقافة الشاذلي القليبي، وسط العاصمة تونس.

وقالت مديرة الدورة سنيا الشامخي في كلمة الافتتاح: "داود عبد السيد أهل لهذا التكريم، لما أنجزه من أعمال بقيت عالقة في ذاكرة المشاهد العربي، وقدم لغة سينمائية جديدة أضافت للمدونة السينمائية العربية". وأضافت: "كان من المفترض أن يحضر (عبد السيد) هذا التكريم، لكن ظروفاً صحية قاهرة منعته من تشريف الدورة 33 لأيام قرطاج السينمائية بالحضور".

وبعدها، تحدث مؤسّس مهرجان الأقصر السينمائي، المخرج سيد فؤاد، عن تجربة عبد السيد السينمائية، والإضافات النوعية التي قدّمها للسينما المصرية والعربية، عبر 12 فيلماً تنوّعت بين الروائي الطويل والتسجيلي. كذلك، تطرّق فؤاد إلى تعاون عبد السيد مع عدد من أهم الممثلين المصريين، مثل نور الشريف وأحمد زكي وسعاد حسني ومحمود عبد العزيز، معبراً عن أسفه بسبب قرار عبد السيد الاعتزال لعدم توفر ظروف إنتاج سينمائي جيدة.

بدورها، تطرّقت الناقدة المصرية ناهد صلاح إلى الموجة الواقعية في السينما المصرية، والدور الذي لعبه عبد السيد في تطويرها.

وإثر التكريم، تمّ عرض فيلمين لداود عبد السيد، هما: "البحث عن السيد مرزوق" (1991) و"مواطن ومخبر وحرامي" (2001).

وتتواصل عروض أيام قرطاج السينمائية، الذي افتتح يوم السبت الماضي ويستمر حتّى 5 نوفمبر/تشرين الثاني 2022، وتتنوّع بين عروض الأفلام الروائية والوثائقية، داخل وخارج المسابقة الرسمية.

سينما ودراما
التحديثات الحية

ويبرز من بين هذه الأعمال، فيلمان هما: "ما بعد الحياة"، أوّل فيلم روائي طويل للمخرج الجزائري أنيس جعاد، و"فلسطين 87" للمخرج الفلسطيني بلال الخطيب.

ويتمحور الفيلمان حول المرأة، في بلدين مختلفين، إذ يتناول فيلم جعاد، "ما بعد الحياة" (105 دقائق) قصّة امرأة جزائرية تدعى هاجر، تجبرها اتهامات أخلاقية على مغادرة قريتها، والانتقال إلى المدينة. هناك تختبر هاجر عالماً جديداً وتقاوم محاولاتٍ كثيرةً لاستغلالها، رغبةً منها في الحفاظ على أسرتها وابنها.

وقال أنيس جعاد، في تصريح لـ"العربي الجديد"، بعد العرض، إنّ عمله "حاول تناول قضية المرأة وما تتعرض له من صعاب وتحرش جنسي ومعاملة دونية، مما يجعلها تقاوم للحفاظ على كيانها المستقل"، معبراً عن سعادته بعرض الفيلم في قرطاج، بعد مشاركته في عددٍ من المهرجانات الدولية منذ عام 2021.

أما فيلم "فلسطين 87" (13 دقيقة) فقد اختار مخرجه بلال الخطيب العودة إلى لحظة الانتفاضة الأولى عام 1987، حين يلجأ الشاب عاطف المطارد من قوات الاحتلال الإسرائيلي، إلى سيدة تؤويه في منزلها. وبينما يشتعل العالم في الخارج، تنشأ علاقة حبٍ بين عاطف وابنة صاحبة البيت، مريم.

وقال الخطيب، في حديث مع "العربي الجديد"، بعد العرض: "فيلمي هو تكريم للمرأة الفلسطينية التي تقدّم الكثير من أجل أن تظلّ جذوة النضال متّقدة، وليواصل الشعب الفلسطيني مسيرته نحو التخلص من الاحتلال الإسرائيلي".

وأضاف: "فيلمي هو جزءٌ من السينما الفلسطينية التي تحاول من خلال الفن التعبير عن آلام الفلسطينيين، وتذكير المجتمع الدولي من خلال الصورة بأنّ هناك شعباً يعاني الويلات بسبب سعيه للحصول على حريته".

وعُرض الفيلمان في مدينة الثقافة الشاذلي القليبي في العاصمة التونسية، وسط حضور جماهيري كبير.

المساهمون