أنتونيوني بالعربية: سيرة المستويات المتعدّدة للإنجازات الجمالية

20 مارس 2023
أنتونيوني: مستويات عدّة من الإنجاز السينمائي الجمالي (إدواردو فورنَتْشاري/Getty)
+ الخط -

 

للزميل العراقي الإيطالي عرفان رشيد كتابٌ مترجم عن اللغة الإيطالية، بعنوان "ميكيلآنجيلو أنتونيوني"، للناقد الإيطالي جورجو تيناتسي (السلسلة المعرفية، "مهرجان أفلام السعودية"، بالتعاون مع "دار رشم للنشر والتوزيع"، الطبعة الأولى، 2022).

تيناتسي أستاذ تاريخ السينما في "جامعة بادوفا" (شمالي إيطاليا). مولودٌ عام 1939. له مؤلّفات عن لويس بونويل وروبير بريسّون وفرنسوا تروفّو، وعن علاقة السينما بالأدب. له أيضاً "السينما الإيطالية في أعوام الخمسينيات"، و"السينما والأدب في الواقعية الإيطالية الجديدة" وغيرهما. يذكر تعريفٌ به، منشور في بداية الكتاب، أنّه يُشرف على سلسلة "بحوث سينمائية" في دار نشر "مارسيليو"، وأنّه عضو في اللجنة العلمية لـ"موسوعة تاريخ السينما الإيطالية"، التي تصدر عن "المركز التجريبي للفنّ السينمائي ـ معهد السينما الإيطالية"، و"دار مارسيليو" نفسها.

الترجمة العربية مستندة إلى "الطبعة المعدّلة" الصادرة عام 2013 عن "دار إل كاستورو للنشر" في ميلانو. الكتاب (128 صفحة، حجم صغير) يتألّف من فصلين اثنين: "ميكيلآنجيلو أنتونيوني برأي أنتونيوني"، وفيه مقاطع "مُولَّفة" (مونتاج) من كتابات للسينمائي الإيطالي (1912 ـ 2007)، ومن حوارات معه؛ ونصّ الدراسة. المترجم رشيد يضع في النهاية فصلاً بعنوان "فيلموغرافيا لا بُدّ منها".

"يعترف" الناقد الإيطالي تيناتسي، في بداية نصّه/الدراسة، أنّ أنتونيوني حاصلٌ على اهتمام نقدي وتأريخي أكثر من غيره، ما يجعل "المبادرة" بكتابة سيرة شخصية له، "سيرة أخرى" كما يقول (ص. 45)، أمراً غير سهلٍ أبداً، مُعتبراً فعلاً كهذا "مغامرة تحمل في طياتها مخاطر كثيرة"، إذ يُمكن "أن تجد نفسك إزاء إغواء مُغرٍ، يقودك إلى ابتداع سلسلةٍ من الثوابت والتحديدات الأساسية لمسار هذا المبدع، وستقتنع بأهميتها". يُضيف أنّ المبادرة نفسها "تُمثِّل الخطأ الأكبر على الإطلاق، فسينما اليوم تعيش وفق معايير عديدة، منها السرعة وقِصَر الوقت"، اللذان "يُحرقان ويستهلكان أياً من المنظومات والمعادلات المبتدعة، بذات السرعة وفي وقتٍ قصير".

لاحقاً، يكتب جورجو تيناتسي (ص. 47) أنّ الناقد، إنْ يرغب في النأي بنفسه عن المخاطرة بهذه المغامرة (يتوقّف هنا عند تساؤل، مفاده التالي: ألنْ تكون "المغامرة عنصراً من العناصر المرتبطة بكُنه العملية النقدية نفسها؟")، يُمكنه أنْ ينحو إلى "التضحية بتعدّدية مستويات الإنجاز الجمالي لأنتونيوني"، ويسعى إلى "استخلاص خيطٍ واحدٍ رابطٍ موحّد، رغم أنّ ذلك الخيط سيتسبّب في وأد ثراء إنجاز هذا المبدع، وفي الإساءة إليه، ويفضي، في نهاية المطاف، إلى خلاصاتٍ معروفة سلفاً، وقابلة للكشف من دون الاحتياج إلى خيالٍ خصبٍ"، مُشدّداً على أنّ "الإشارة إلى المصاعب لا تعني، بالضرورة، القدرة على تلافيها".

يصعب اختزال نصّ/دراسةٍ كهذه، وإنْ يكن حجمها صغيراً. الترجمة إلى العربية مشغولةٌ بمهنيّة ومعرفةٍ، يصعب العثور عليهما في ترجماتٍ عربية عدّة. "صناعة" الكتاب بسيطة، وغياب الصُور (طباعتها مُكلفة) عامل سلبيّ، رغم أنّ المهتمّين/المهتمات بسينما أنتونيوني يعرفون صُوراً كثيرة له، ومن أفلامه.

المساهمون