ألمانيا: التخريب يطاول الفنون المتضامنة مع الفلسطينيين

08 يناير 2025
العمل الفني "الأرض الحمراء، أرض الدم، أرض الأخ الشقيق" في هامبورغ (إكس)
+ الخط -

استمع إلى الملخص

اظهر الملخص
- يتعرض الفنانون المتضامنون مع الفلسطينيين لضغوط شديدة في ألمانيا، حيث تم تخريب عمل فني في متحف كونستفيرين في هامبورغ، مما أثار إدانة المتحف واعتباره جريمة كراهية.
- العمل الفني المستلهم من قصيدة إيمي سيزير، يبرز معاناة دول مثل فلسطين والكونغو والسودان من الاستعمار والمركزية الأوروبية، ويواجه تحديات في التعبير عن التضامن.
- انسحبت العديد من الأسماء الفنية من الفعاليات في ألمانيا احتجاجًا على التضييق على الفنون المتضامنة مع الفلسطينيين، مما يعكس التوتر المتزايد حول القضية الفلسطينية.

بعد عام وثلاثة أشهر من الإبادة الجماعية في قطاع غزة، يتواصل التضييق الشديد الذي يتعرّض له الفنانون المتضامنون مع الفلسطينيين حول العالم. أخيراً، أعلن متحف كونستفيرين للفنون في هامبورغ الألمانية عن تعرّض التركيبية الفنية المتضامنة مع الفلسطينيين وتحمل عنوان "الأرض الحمراء، أرض الدم، أرض الأخ الشقيق" للتخريب على يد أحد الزوار. وتأتي أخبار هذا التخريب في سياق فني ألماني، حيث تضغط السلطات في البلاد للتضييق على كل ما له علاقة بفلسطين أو ينتقد الجرائم الإسرائيلية.

وخلال الأسابيع الأخيرة استهدف تخريب العمل التركيبي الضخم، الذي صممته فيبي كولينغز جيمس، بالضبط الجزء الذي تظهر فيه كلمة فلسطين، حيث أقدم الفاعل على محو اسم فلسطين المكتوب بين أسماء دول أخرى تعاني من انعدام التوزان بين القوى العالمية. وقد دان متحف كونستفيرين هامبورغ "بشكل لا لبس فيه هذا العمل التخريبي بدوافع سياسية"، وأعلن أنه أبلغ السلطات التي تحقّق فيه باعتباره جريمة كراهية.

ويستلهم العمل الفني من قصيدة "العودة إلى وطني الأصلي" (1939)، للكاتب والسياسي المارتينيكي إيمي سيزير، ويعتمد على الرسومات والكتابات المعقدة المرسومة على طين زلق على أرضية المعرض. وحرصت كولينغز جيمس على مقارعة السرديات الأوروبية من خلال كتابة أسماء بلدان ومناطق تؤكد كولينغز جيمس أنها تعاني أكثر من غيرها من ثمن الاستعمار والمركزية الأوروبية، وهي الكونغو والسودان وفلسطين وهايتي.

ألمانيا تحارب الفنون المتضامنة مع الفلسطينيين

بالرغم من إدانة إدارة المتحف، تأتي هذه الجريمة بينما تعاني الفنون المرتبطة بفلسطين من حرب شديدة عليها في ألمانيا، إذ تواصل المؤسّسات الثقافية الألمانية إلغاء ومنع كل الفعاليات المتضامنة مع الفلسطينيين، أو تلك التي تدين العدوان الإسرائيلي، الذي خلّف حتى أول أمس الاثنين 45 ألفاً و854 شهيداً، و109 آلاف و139 مصاباً، وما يزيد عن 11 ألف مفقود فلسطيني.

نتيجة لذلك توالت انسحابات الأسماء الفنية المتضامنة مع الفلسطينيين من الفعاليات الفنية في ألمانيا، إذ انسحبت الفنانتان البصريتان بانو سينيت أوغلو وبيلفي تاكالا من معرض في متحف الفن المعاصر N.B.K بعد رفض تضمين الإشارات المتضامنة مع الفلسطينيين في غزة. كما انسحب المخرجان آيو تساليثابا وسونيل سانزغيري من مهرجان برلين السينمائي وسط الخلاف حول القضية الفلسطينية. هذا، وانسحب خمسة فنانين من مهرجان برلين للفن الرقمي، وانسحبت مورهشين آلاهياري من افتتاح عرض جماعي في معهد KW للفن المعاصر في برلين، وكذلك فعلت المخرجة مريم تفكري من معرض Portikus، والقائمة طويلة.

المساهمون