أكثر من 12 امرأة يتهمن "أفضل مدير تنفيذي في أميركا" بالاعتداء الجنسي

22 اغسطس 2022
حقّق برايس شهرة كبيرةً على منصات التواصل الاجتماعي (ليونارد أورتز/ Getty)
+ الخط -

اتهمت أكثر من 12 امرأة دان برايس بسوء السلوك الجنسي، بحسب ما نقلته صحيفة "نيويورك تايمز".

تشمل الاتهامات الموجّهة إلى برايس، وهو مدير تنفيذي اشتهر بعد إعلانه عن رفع الحد الأدنى لأجور الموظفين في شركته الواقعة في سياتل إلى 70 ألف دولار: خنق النساء اللواتي رفضن ممارسة الجنس معه، تصوير شريكاته أثناء ممارسة الجنس من دون موافقتهن، واغتصاب امرأة كان يواعدها أثناء نومها.

في بيان أرسله إلى "نيويورك تايمز"، قال برايس إنّه "لم يسئ إلى أيّ شخص جسدياً أو جنسياً" ووصف المزاعم بأنّها "خاطئة".

لكن، يوم الأربعاء الماضي، وبشكلٍ مفاجئ، استقال برايس من منصبه كرئيس تنفيذي لشركة غرافيتي بايمنتس، التي أسّسها مع شقيقه في عام 2004. وأعلن أنّ الهدف من استقالته هو "التركيز بدوام كامل على محاربة الاتهامات الكاذبة ضدي"، بحسب بيان نشره على موقع "تويتر".

وجّهت أولى الشكاوى العلنية ضد برايس بتهمة سوء السلوك في وقتٍ سابقٍ من هذا العام، وتحديداً في يناير/ كانون الثاني الماضي، حين حاول الرجل، البالغ من العمر 38 عاماً، تقبيل شيلبي ألكسندرا هاين، البالغة من العمر 26 عاماً، وخنقها بعد عشاء في مطعم في سياتل.

ودفعت الواقعة بالمرأة إلى تقديم محضرٍ لدى الشرطة، وفي الربيع اتّهم برايس بالاعتداء من الدرجة الرابعة بدافع جنسي، والاعتداء من الدرجة الرابعة، إضافةً إلى القيادة المتهورة. لاحقاً أسقط الادعاء التهمة الأولى، لكنّه تابع قضيتي القيادة المتهورة والاعتداء، وهما التهمتان اللتان نفاهما برايس.

ومن المقرر أن تجري المحاكمة في أكتوبر/ تشرين الأول المقبل.

وفقاً لصحيفة "نيويورك تايمز"، دفعت هذه القضية كاسي مارجيس، التي تقول إنّها واعدت برايس لمدة ثلاثة أشهر في أوائل العام 2021، إلى التقدم بشكوى. قالت المرأة إنّ علاقتهما انتهت بعد اتهامها له باغتصابها بينما كانا معاً في فندق بالم سبرينغز في ولاية كاليفورنيا في أبريل/ نيسان.

تقول مارجيس إنّها أخذت دواءً للأرق في تلك الليلة قبل أن تذهب إلى السرير، حيث حاول برايس ممارسة الجنس معها. وعلى الرغم من رفضها إلّا أنّه استمر بذلك، فيما غرقت هي في النوم.

تشير الشابة إلى أنّها واجهت برايس في وقتٍ لاحق، لكنّه قال لها إنّ أحداً لن يصدقها، ومع ذلك تقدّمت الفتاة ببلاغ وخضعت للفحوصات السريرية. يوم الاثنين الماضي، أحالت إدارة شرطة بالم سبرينغز قضية ماردجيس إلى النيابة العامة وأوصت بتوجيه الاتهام إلى برايس باغتصاب ضحية مخدّرة.

وزعمت نساء أخريات أنّهن تعرضن للإيذاء على يد برايس، بما في ذلك زوجته السابقة كريستي كولون. ففي العام 2015 في محاضرة في جامعة كنتاكي، قالت كولون إنّها تعرضت للإيذاء من قبل زوجها السابق، من دون أن تذكر اسم برايس. عقب المحاضرة، اتّصل محامو رجل الأعمال بإدارة الجامعة، وحذروها من أنّ كلام كولون يمكن اعتباره تشهيراً، ممّا دفع بالإدارة إلى عدم نشر محاضرتها.

في مقتطف حصلت عليه "نيويورك تايمز" من محاضرتها تقول كولون: "لقد غضب لتجاهلي إياه فشدّني وهزّني مرة تلو الأخرى. بدأ بلكمي في بطني وبصفع وجهي". كما زعمت أنّ طليقها قام بضربها وإيهامها بالغرق في وقتٍ سابق.

في ذلك الوقت، كان برايس يحظى بمزيدٍ من الاهتمام، خاصةً بعد إعلانه أنّه سيقتطع راتبه البالغ 1.1 مليون دولار من أجل رفع رواتب موظفيه إلى 70 ألف دولار على الأقل. حصل هذا الإعلان على تغطية دولية، وظهر برايس على غلاف مجلة إنك التي تساءلت عمّا إذا كان الرجل هو "أفضل رئيس في أميركا؟".

لاحقاً، نقلت وكالة "بلومبيرغ" مزاعم العنف المنزلي التي كشفتها الزوجة السابقة، كما بيّنت أنّ قصة الحد الأدنى للأجور لم تكن صحيحة بالشكل الذي قدّمت به. كذلك، رفع شقيقه دعوى قضائية قبل الإعلان عن أن برايس استحصل على أموال إضافية بشكلٍ غير مستحق، مستغلاً منصبه كرئيس تنفيذي للشركة.

ومع ذلك، نجح برايس بمرور الوقت في بناء سرد جديد وتنمية حساباته على وسائل التواصل الاجتماعي، فصار يحظى بمئات الآلاف من المتابعين. تمكن رجل الأعمال من فعل ذلك، عبر نشر مواقفه التقدمية ضدّ جشع الشركات وعدم المساواة في الدخل والتمييز العرقي، كما عبّر عن دعمه لحقوق المرأة والعديد من القضايا الاجتماعية والاقتصادية الأخرى.

أدّت شهرته المتزايدة إلى ظهور برايس في الإعلام والحملات السياسية. في وقتٍ سابق من العام 2020، وصفه وزير العمل السابق روبرت رايش بأنّه "المدير التنفيذي الأخلاقي الوحيد في أميركا"، لكنّ كلّ ذلك يبدو في طريقه إلى النهاية الآن.

المساهمون