أقوالٌ تعكس جوانب من شخصيات سينمائيين وسينمائيات

جانبٌ في المهنة ينقل كلاماً لسينمائيين وسينمائيات، عربٍ وأجانب، في شؤون مختلفة. الاشتغال السينمائي أولاً، وهذا طبيعي. لكنّ مقتطفات مختارة لنشرها تقول مسائل في الذات والهواجس والحياة خارج البلاتوهات مثلاً. فقرات صغيرة من أقوالٍ مأخوذة من هنا وهناك (الغالبية الساحقة مستندة إلى مراجع واضحة)، تكشف شيئاً من علاقة الفنان/الفنانة بمهنته وحياته، وبتفكيره وتأمّلاته، وبالحاصل في بلدٍ والعالم.

هذا يتطلّب متابعة، أي قراءة وبحثاً عن مشاعر وأفكار يقول بها عاملون وعاملات في صناعة السينما. هذا مفيدٌ، فأقوال هؤلاء تكشف جوانب من شخصياتهم/شخصياتهنّ، ومن كيفية تعاملهم/تعاملهنّ مع مهنةٍ، ومع ما يحيط بالمهنة من أعمال وعلاقات وحياة ومشاغل. كما تكشف آلية اشتغال، وجوهر انفعال إزاء المُختار من مواضيع.

هنا قولان اثنان لمخرج وممثلة لبنانيّين، بمناسبة العروض العربية والدولية (صالات ومهرجانات عدّة) لفيلميهما الأخيرين: وثائقي معنيّ بسرد حكاية الصالات السينمائية في طرابلس (شمالي لبنان)، وروائي يقرأ وقائع لبنانية بلغة مبسّطة وخفيفة:

(*) هادي زكّاك (مخرج لبناني): "أردتُ من "سيلما" البحث في التاريخ الشفهي لمدينة طرابلس عبر السينما. ظهرت أيضاً سِيرة الطبقات الاجتماعية والدينية المختلفة، توازياً مع سيرة صالاتها السينمائية. (كما أنّه) يندرج في سلسلة أفلامي الباحثة في تاريخ لبنان، المُدوّن الرسمي والشفهي المُوثَّق من وجهات نظر عدّة. فيه بحث شخصي أيضاً، لأنّي أنجزته وأنا في منتصف العمر، وما يرافقه من أسئلةٍ، كالبحث عن ترابط سيرتي الشخصية وحبي للسينما منذ الصبا مُشاهداً، إلى بداية عملي في الأفلام مخرجاً" ("المدن"، 2 ديسمبر/ كانون الأول 2024).

(*) ديامان أبو عبّود (ممثلة لبنانية): "أحب وأحترم شخصية أرزة (في فيلم "أرزة" لميرا شعيب). شعرت أنّي أعرفها، فهي امرأة تكسر الصورة النمطية غير الصحيحة للمرأة اللبنانية التي تُصدَّر إلى الخارج. فهذا حال اللبنانيات، يكافحن ويناضلن ويربّين أولادهن من دون الخضوع أو المساومة على مبادئهن وقناعاتهن. ورغم الصعاب، يظلّ إيمانهن بقضيتهنّ راسخاً، ولا يهربن من المواجهة ("النهار" اللبنانية، 5 ديسمبر/كانون الأول 2024).