أسوان... قبلة المشتاقين لشتاء دافئ

11 يناير 2021
وضِعَت أسوان عام 2005 في لائحة المدن المميزة في مجال الحرف والفنون (خالد دسوقي/فرانس برس)
+ الخط -

في محاولة لإنقاذ موسم الشتاء من مخالب الموجة الثانية من كوفيد-19؛ تفتح مدينة أسوان أبوابها لاستقبال الآلاف الذين يطمعون سنوياً في أيام من المتعة الدافئة في بقعة هي الأجمل في هذا الوقت من العام، إذ ارتفعت أعداد رحلات الطيران اليومية المتجهة إلى أسوان، وكذلك رحلات القطارات الاستثنائية والمراكب النهرية القادمة من القاهرة. 

أسماء مختلفة 
طوال التاريخ كانت أسوان هي بوابة مصر الجنوبية، وهي واحدة من الأسماء المميزة ضمن قوائم يونسكو للمواقع الأثرية منذ سنة 1979، كما أنها وضعت في 2005 ضمن لائحة المدن العالمية المميزة في مجال الحرف والفنون. كانت أسوان تفصل بين بلاد الصعيد وبلاد النوبة، وكان موقعها المميز قد جعلها محطة تجارية مهمة بين أعالي النيل ومصر، كما أنها كانت مستقراً للبضائع المتبادلة بين مصر والهند عبر ميناء عيزاب القديم على البحر الأحمر والذي يربط بينه وبين أسوان طريق قديم. ولذلك أطلقوا عليها قديماً اسم "سونو" بمعنى السوق، أما في عصر البطالمة فقد كانوا يلفظون الاسم "سين"، بينما أطلق عليها النوبيّون "يبا سوان"، وأسماها العرب "أسوان". واشتهرت عند النوبيين باسم "بلاد الذهب". ونظراً لموقعها المميز وتاريخها العريق، فإن أسوان تضم آثاراً ومعالم تنتمي لجميع العصور التاريخية التي مرت بها مصر. 

كانت أسوان تفصل بين بلاد الصعيد وبلاد النوبة، وكان موقعها المميز قد جعلها محطة تجارية مهمة بين أعالي النيل ومصر
 

الحنطور
أهم ما يميز أسوان في فصل الشتاء هو مناخها الدافئ المشمس، إذ تتراوح درجات الحرارة فيها نهاراً بين 23 إلى 26 درجة مئوية. وهو ما يجعلها محط أنظار السائحين القادمين من البلاد الباردة. أما في فصل الصيف فإن مناخها جاف جداً شديد الحرارة. لذلك تتنفس أسوان بالزوار في فصل الشتاء. تحتشد بالمدينة وما حولها معالم سياحية كثيرة جداً، ويمثل "الحنطور" أحد أشهر المواصلات القديمة الباقية بها، والحنطور عبارة عربة مرتفعة نسبياً تتسع لراكبين يجرها حصان. أما المعالم المتباعدة فيمكن الوصول إليها عبر السيارات أو من خلال المراكب النيلية والشراعية. 

أهم ما يميز أسوان في فصل الشتاء هو مناخها الدافئ المشمس، إذ تتراوح درجات الحرارة فيها نهاراً بين 23 إلى 26 درجة مئوية

 

معالم أثرية
من أبرز المعالم التي يهتم بها زوار أسوان معبد أبو سمبل الذي يعود تاريخه إلى سنة 1244 ق.م، ويقع على الضفة الغربية لبحيرة ناصر جنوبي غرب أسوان. وهو من مواقع "آثار النوبة" المدرجة ضمن قائمة يونسكو لمواقع التراث العالمي. وجزيرة ألفنتين التي توجد وسط نهر النيل وتبلغ مساحتها حوالي 1500 متر طولاً وعرضها 500 متر، وتضم عدداً من بقايا المعابد الفرعونية وزراعات النخيل. وهناك جزيرة فيلة التي تقع في منتصف نهر النيل وتفصله إلى قناتين، وكانت الجزيرة تضم معبداً لإيزيس، لكن تم نقله إلى جزيرة إجيليكا على بعد حوالي 500 متر من موقعه في أعقاب فيضان سنة 1902 وتعرضه للغرق. أما جبل قبة الهوا فينسب إلى ضريح سيدي علي بن الهوا الذي يميز المكان بقبته البيضاء، وهو يرتفع بحوالي 130 مترًا ولكنه ليس مجرد مزار صوفي؛ إذ يضم أكثر من 100 مقبرة منحوتة في الصخر لنبلاء وكهنة من العصر الفرعوني الحديث، إضافة إلى دير قبطي قديم. وتوجد المقابر الفاطمية التي يعود تاريخ القباب الموجودة بها إلى القرن الرابع الهجري. والمسلة الناقصة وهي مسلة من الغرانيت، تعود لعصر الملكة حتشبسوت، ويبلغ ارتفاعها 41.7 متراً، ويبلغ وزنها 1168 طن. ومسجد الطابية الذي يعود للقرن التاسع عشر، وضريح أغا خان زعيم الطائفة الإسماعيلية. 

من أبرز المعالم التي يهتم بها زوار أسوان معبد أبو سمبل الذي يعود تاريخه إلى سنة 1244 ق.م

متاحف
ومن المتاحف الموجودة بالمدينة: متحف النوبة الذي يضم أكثر من 5000 قطعة أثرية من آثار النوبة القديمة. ومتحف النيل الوثائقي الذي تبلغ مساحته 164 ألف متر ويوثق مشروعات النيل طوال التاريخ، ومتحف أسوان بجزيرة ألفنتين الذي يضم الكثير من تماثيل الملوك والأفراد وبعض المومياوات للكبش رمز الإله "خنوم" وأنواع مختلفة من الفخار وعناصر معمارية وزخرفية وعدد من التوابيت وأدوات الحياة اليومية وبعض اللوحات الجنائزية. وجزيرة النباتات التي تعد من أقدم الحدائق بالعالم، وتبلغ مساحتها 17 فداناً، وتعد متحفاً للحياة النباتية النادرة والمعمرة. كما يهتمُّ زوار أسوان بمشاهدة بعض المعالم الحديثة مثل خزان أسوان الذي افتتح سنة 1906، والسد العالي الذي افتتح سنة 1970. 

دلالات
المساهمون