دشّن الفيلم الفلسطيني "أسبوع غزاوي" للمخرج باسل خليل الدورة الرابعة من "مهرجان عمّان السينمائي الدولي - أول فيلم"، الذي يقام تحت شعار "حكايات وبدايات"، مساء الثلاثاء في العاصمة الأردنية عمّان، في أولى عروض المهرجان الذي يستمر حتى 22 أغسطس/آب الحالي، بمشاركة 56 فيلماً من 19 دولة، من إنتاج عامي 2022 و2023.
وانتزع الفيلم الحاصل على جائزة فيرزيسيبي من مهرجان تورنتو السينمائي الدولي في دورته الأخيرة 2022 إعجاب الحضور، نظراً للمفارقات الساخرة والناقدة في آن معاً، التي احتواها الفيلم المستوحى من الحس الفكاهي لدى أهل مدينة غزة المحاصرة، على الرغم ممّا يعيشونه من ظروف اجتماعية وسياسية قاسية.
ويحكي الفيلم مستنداً إلى فكرة خيالية قصة وباء يجتاح دولة الاحتلال ويهدّد سلامة العالم، ممّا يحتم على الأمم المتحدة فرض حجر صحي وإغلاق حدودها مع الدول المجاورة، لتصير غزة المكان الوحيد الآمن.
يجد بطل القصة، وليد، وهو رجل أعمال فاشل ومقيم في غزة، نفسه عالقاً في قبو بيته مع زوجين إسرائيليين بريطانيين هاربين من الوباء، ويسعى لتهربيهما خارج الأراضي المحتلة مقابل المال، فيما يسعى جيش الاحتلال لإيجاد الزوجين مستعيناً بمجموعة من المخبرين والمتلصصين والفضوليين، وهو الأمر الذي يواجهه وليد وضيوفه بمواقف ساخرة لا تخلو من النقد والفكاهة.
وتتنافس الأفلام المشاركة في مهرجان عمّان السينمائي على جائزة "السوسنة السوداء" في أقسامها الأربعة: أفضل فيلم عربي روائي طويل، وأفضل فيلم عربي وثائقي طويل، وأفضل فيلم عربي قصير، وأفضل فيلم أجنب. كذلك يمنح المهرجان جوائز لأوّل مرة في فئات أفضل ممثل، وأفضل ممثلة، وأفضل سيناريو وأفضل مونتاج.
ويقام على هامش عروض الأفلام، وللسنة الثالثة على التوالي، برنامج "موعد مع السينما الفرنسية"، والذي يعرض 7 أفلام فرنسية الإنتاج، كما تقام أيضاً "أيام عمّان لصناع الأفلام" التي تتضمن ندوات وورش عمل مع مختصين سينمائيين، من ممثلين وكتاب ومخرجين.
ومن أبرز الأفلام المشاركة في دورة المهرجان: "جنائن معلقة" لياسين الدراجي من العراق، و"الملكة الأخيرة" لعديلة بنديمراد وداميان أونوري من الجزائر، و"أرض الوهم" لكارلوس شاهين من لبنان، و"أشكال" ليوسف الشابي من تونس، و"ملكات" لياسمين بنكيران و"صيف في بجعد" لعمر مول الدويرة من المغرب، و"علم" لفراس خوري من فلسطين، و"جحر الفئران" لمحمد السمان من مصر، و"لد" لرامي يونس وسارة إيما فريدلاند من فلسطين، و"جولة ميم المملة" لهند بكر من مصر، و"نرجعلك" لياسين الرديسي من تونس، و"مرايا منكسرة" لعثمان السعدوبي و"شظايا السماء" لعدنان بركة من المغرب، و"قلق في بيروت" لزكريا جابر من لبنان، و"أجساد بطولية" لسارة سليمان من السودان، و"بغداد تثور" لكرار العزاوي من العراق.
واختارت إدارة المهرجان ثيمة "حكايات وبدايات"، للتوافق مع شعار "أول فيلم" الذي يرفعه المهرجان منذ انطلاقته، دعماً للمواهب المحلية والعربية الناشئة، موفراً لهم منصة لعرض أفلامهم الأولى فضلاً عن توفير منصة دعم للمشاريع التي لم تكتمل من خلال "أيام عمان لصناع الأفلام".
وسبق عرض فيلم "أسبوع غزاوي"، حفل الافتتاح الرسمي للمهرجان الذي قدمته الفنانة زين عوض، وحضره مندوب عن الملك عبد الله الثاني، رئيس مجلس مفوضي الهيئة الملكية الأردنية للأفلام، الأمير علي بن الحسين، إضافة إلى رئيسة ومؤسسة المهرجانات الأميرة ريم علي.
وأشارت الأميرة ريم في كلمتها إلى أنّ تطور السينما العربية وانتشارها عالمياً، "يزيد من عدد الناس الذين يعرفون همومنا كعرب وهواجسنا وأفراحنا واهتماماتنا".
وقالت: "تعميم الثقافة السينمائية مع حكايات تعبر عن آراء وأفكار مـختلفة ضرورية لإنشاء حوار بين شرائح المجتمع المختلفة وبين المجتمعات المختلفة أيضاً، لأنها تجعلنا نستمع لبعضنا البعض ونفهم بعضنا البعض ونرى بعضنا البعض من منظور الإنسانية والمساواة".
وأضافت: "تأتي الدورة الرابعة من مهرجان عمّان السينمائي، في وقت يهتز فيه عالم الثقافة والفن في جميعِ أنحاءِ العالم بسبب انتشار الذكاء الاصطناعي والقضايا الأَخلاقية التي يثيرها، فالذكاء الاصطناعي يستمد معلوماته من المحتوى الموجود على شبكة الإنترنت، وهذا المحتوى ما يزال حتى يومنا هذا غريباً في مجمله"، مشددة على أهمية استخدام الذكاء الاصطناعي "لتعزيز رواة الحكايات ودعمهم وليس لاستبدالهم".
وشاركت فرقة أوكتاف الموسيقية بتقديم فقرات موسيقية غنائية، من تراث وفلكلور الدول المشاركة في المهرجان، بحضور مجموعة من النجوم ضيوف المهرجان، منهم إياد نصار، وصبا مبارك، وزهير النوباني، وجورج خباز، وبشرى، وكارلوس عازر، ويسري نصر الله، وريتا حرب، وترا عبود، ومدير عام الهيئة الملكية للأفلام مهند البكري، ومديرة المهرجان ندى دوماني وآخرين.