"أخبار اليوم" المغربية تتوقف عن الصدور ورقياً

04 ديسمبر 2020
لم يتلق موظفو وصحافيو "أخبار اليوم" رواتبهم منذ سبتمبر (فاضل سنّا/فرانس برس)
+ الخط -

أعلن مالكو صحيفة "أخبار اليوم" المغربية التوقف عن طباعتها اعتباراً من يوم أمس الخميس، بعد أسابيع من صراعات إدارية ومالية باتت تشكل خطراً حقيقياً على حقوق ومكتسبات الصحافيين وبقية العاملين فيها.

وفي الوقت الذي لم يتلق فيه صحافيو وموظفو "أخبار اليوم" أجورهم منذ سبتمبر/أيلول الماضي، اتهم مدير نشرها، يونس مسكين، مالكي المؤسسة بـ"تعمد تخريبها والتنكيل بالعاملين فيها والسطو على الموارد التي تتأتى بفضل عملهم ومجهودهم"، على خلفية قرارهم بالتوقف عن طبع أعداد الصحيفة والاكتفاء بالصيغة الإلكترونية ابتداء من الخميس.

وقال مسكين، عبر موقع "فيسبوك": "إذا كان بالإمكان فهم عدم صرف أي مساعدة مالية للصحافيين وباقي العاملين لكون ذلك يعود إلى عدم الإفراج عن الدعم، فإن عدم دفع فاتورة الطبع أو محاولة الوصول إلى تسوية مع المطبعة لمواصلة الصدور، كل ذلك يجعلني أتحمل مسؤوليتي الأخلاقية والمعنوية، وأتهم مالكي المؤسسة بتعمد تخريبها والتنكيل بالعاملين فيها والسطو على الموارد التي تتأتى بفضل عملهم ومجهودهم".

كان مسكين تسلم مسؤولية إدارة نشر الصحيفة في مايو/أيار عام 2018 مكان توفيق بوعشرين الذي كان حينها يتابع في حالة اعتقال، بتهم "الاتجار في البشر" و"الاغتصاب" و"محاولة الاغتصاب".

وحمّل مسكين مالكي "أخبار اليوم" المسؤولية الكاملة عما سمّاه بـ"التحطيم الممنهج لمنبر إعلامي يحوز كل مقومات المهنية، ويساهم بفعالية وحيوية في تنوير الرأي العام بالأخبار والآراء المتنوعة، وله كامل القدرة على الصمود والاستمرار اقتصادياً بفضل مصداقيته وتمسك قرائه به، مع ما ينتج عن هذا التخريب من مآس اجتماعية واقتصادية".

وكشف مدير نشر "أخبار اليوم"، في حديث لـ"العربي الجديد"، أن الموسسة راسلت الجهات الحكومية المختصة، والنقابة الوطنية للصحافة المغربية، وفيدرالية الناشرين، منذ الأسبوع الأول لتأخر صرف الرواتب في سبتمبر/أيلول. وبعد تدخل الأطراف المعنية، ظل التأخير قائماً من دون أي مبرر رسمي.

في المقابل، أرجعت مصادر مقربة من مالكي الصحيفة، طلبت عدم ذكر اسمها، التوقف عن طبع أعدادها ابتداء من الخميس إلى رفض المطبعة القيام بذلك، جرّاء عدم استيفاء المستحقات التي تراكمت منذ أشهر، بسبب الأزمة المالية التي تمر بها المؤسسة.

واعتبرت المصادر نفسها، في حديث مع "العربي الجديد"، أن "اتهامات مدير النشر بتخريب المؤسسة والتنكيل بالعاملين لا تستحق الرد في ظل ما تعيشه من أوضاع وأزمة مالية خانقة".

ويأتي ذلك في وقت تسود فيه حالة احتقان في صفوف الصحافيين والعاملين في "أخبار اليوم"، جراء عدم حصولهم على أجورهم منذ سبتمبر/ أيلول الماضي، وحديث عن عزم إدارة المؤسسة تسريح عدد منهم، فضلاً عن تأخر الإفراج عن دعم وزارة الثقافة المخصص للمؤسسات الإعلامية.

وفي وقت سابق نددت النقابة الوطنية للصحافة المغربية بما "يعانيه ويكابده الصحافيون وبقية العاملين حتى اليوم من حيف وتعسف وتجاوز وخرق لأبسط المقتضيات والالتزامات القانونية تجاههم، وعلى رأسها صرف أجورهم في آجالها القانونية"، محملة الإدارة وملاك الصحيفة مسؤولية الحفاظ على مناصب العمل.

ومنذ اعتقال مؤسسها الصحافي بوعشرين عام 2018، تعيش "أخبار اليوم" على وقع أزمة مالية وصراعات بين أبرز صحافييها ومسؤوليها مع مالكيها من عائلته، مما يتركها وسط مصير مجهول.

المساهمون