أحلام و"روتانا"... حكاية طويلة

04 فبراير 2021
بعد خلاف استمر سنوات أحلام تُشيد بروتانا (Getty)
+ الخط -

أكثر من عشر سنوات قضتها المغنية الإماراتية أحلام الشامسي بعيداً عن شركة روتانا، التي انضمت إليها في بداية تأسيسها، ورسمياً عام 2005 في حفل كبير أقيم في بيروت.

بعد سنوات قليلة من التعاون المثمر بين أحلام وروتانا، لم يُكتب لهذا العمل المشترك الاستمرار، وذلك بسبب تمنّع أحلام عن التوقيع على عقد يلزمها بمنح الحق الحصري لتنظيم حفلاتها إلى شركة روتانا. كانت الشركة قد استحدثت عام 2008 "قسم الحفلات والمناسبات"، وأوكلت المهمة إلى مجموعة من اللبنانيين للإشراف على عقود الحفلات والمناسبات والمهرجانات للفنانين المنتسبين حصراً إلى الشركة. حينها، دخل بعضهم اللعبة، فيما امتنع آخرون عن التوقيع بسبب ما تضمنته العقود من "عمولة" خاصة بالشركة، تُحسم من أجرة الفنانين أنفسهم.

رفضت أحلام العرض "الروتاني" الخاص بالحفلات، ورددت في أكثر من مقابلة أن الحفلات مصدر رزقها، ولا تسمح لأحد بمشاركتها في ذلك. ورغم تصاعد حدة التصريحات بينها وبين مدير روتانا للصوتيات سالم الهندي (2013)، وفضح أحلام الوعود الكاذبة التي تلقتها من سالم الهندي في تلك الفترة، وتلكؤ واضح من الشركة، بحسب أحلام، في عدم تنفيذ الوعود المنصوص عليها ضمن العقد بين الطرفين، استعانت أحلام بمؤسس وصاحب شركة روتانا الأمير الوليد بن طلال، عن طريق الصداقة التي تربطها بعائلته. لكن الأمير اتخذ موقفاً محايداً وقتها، ولم يجبر مسؤولي روتانا ولا أحلام على تنازل أحد الطرفين للآخر، أو فضّ الاشتباك القائم، الأمر الذي دفع أحلام إلى تقوية حضورها على صعيد الحفلات والمناسبات خصوصا داخل المملكة، كرد على الحرب الباردة التي أدارها الهندي ومعاونيه ضدها.

في تلك الفترة (2013 - 2017)، انشغلت أحلام بعدد من برامج المواهب (لجان تحكيم)، لصالح محطة MBC. تجربة أغنت حضورها عربيًا.

MBC، كانت تؤسس لشركة إنتاج غنائية منافسة لشركة روتانا. وفعلا خرجت "بلاتينوم ريكوردز" في حملة إعلامية واسعة، وضمت مجموعة قليلة من خريجي برامج المواهب، وعدداً من الفنانين، بينهم أحلام وملحم زين، وكاظم الساهر، وعاصي الحلاني (غادرها بعد وقت قصير وعاد إلى روتانا).

بعد احتجاز الأمير الوليد بن طلال ومؤسس شبكة MBC وليد الإبراهيمي عام 2017 في الرياض، وخروجهما من الحجز، واتباع سياسة التأميم التي فرضتها السلطة السعودية على المؤسسات الإعلامية، لم يعد أمام أحلام سبب للهروب من قبضة روتانا، التي تحولت بعد قضية احتجاز مالكها الوليد بن طلال إلى مؤسسة محلية سعودية، تنضوي تحت مجموعة المؤسسات التي أصبحت في حضن السلطة، واتخذت من الرياض مركزاً لها، ولجأت السلطة عن طريقها إلى خط آخر عُرف بخط الانفتاح على عالم الترفيه التلفزيوني والغنائي الموسيقي.

وتحولت روتانا، بمباركة "حاسمة" من مدير هيئة الترفيه السعودي تركي آل الشيخ، إلى "المتعهد" الحصري لجميع الحفلات داخل المملكة. وهذا ربما ما دفع أحلام للعودة بعد سنوات طويلة إلى تسليم حقوق نشر أغانيها على المواقع البديلة إلى روتانا "فون بوكس"، وهو التطبيق الجديد الذي دشنته صاحبة "تدري ليش" قبل يومين بالاتفاق مع شركة ديزر الفرنسية التي نقلت الجزء الأول من الألبوم على منصتها الرئيسية. وبذلك، تكون أحلام أول فنانة عربية تدخل منصة روتانا المستحدثة لبث الأغاني.

المساهمون