"130 سنة سيد درويش": استعادة في "مترو المدينة"

30 مارس 2022
تشارك ساندي شمعون في العرض (يوسف إسكندر)
+ الخط -

في السابع عشر من الشهر الجاري، مرّت 130 عاماً على ميلاد الموسيقار المصري الراحل، سيد درويش (1892 - 1923). وتحت عنوان "130 سنة سيد درويش"، يقيم "مترو المدينة"، في بيروت، يومي الأول والخامس عشر من إبريل/نيسان المقبل، عرضين.
يتخذ العرضان طابعاً احتفالياً؛ إذ يشارك فيهما، غناءً، كل من ساندي شمعون، وياسمينا فايد، وزياد الأحمدية (غناء وعود)، وفراس عنداري (غناء وعود). كما يشارك في العرض كل من فرح قدّور (بزق)، ونور حمزة ومازن ملاعب وأيمن سليمان؛ ثلاثتهم على الإيقاع.
اللافت في عرض "130 سنة سيد درويش"، أن كل مغنّ فيه، ينتمي إلى ثقافة موسيقية مختلفة. على سبيل المثال، بينما تتوجّه ساندي شمعون، أخيراً، إلى الموسيقى الإلكترونية، إلى جانب عملها في فرقة "الراحل الكبير"، يمضي فراس عنداري إلى نمط غنائي مختلف كلياً؛ إذ يركّز على أداء الموشحات، والقدود، من أعمال سيد درويش نفسه، إلى جانب عمر البطش وسلامة حجازي، وغيرهم. هكذا، يؤدي أعمال سيد درويش أربعة أسماء، تختلف في توجهاتها الغنائية، إلا أنها تلتقي معاً حين يتعلّق الأمر بـ سيد درويش.

قدّم "مترو المدينة"، خلال الأعوام السابقة، استعادات مختلفة لسيد درويش

في سياق آخر، يبقى "مترو المدينة"، من جهته، مخلصاً لعدد من الأسماء الفنية العربية؛ فدائماً ما يستعيد الشيخ إمام، والسيدة أم كلثوم، وفيلمون وهبي، وزكي ناصيف، ونصري شمس الدين، وصباح، وغيرهم. وبطبيعة الحال، لا يفوّت ذكرى ميلاد الشيخ سيد درويش. وككل عام، يحضر فنانو المترو ليؤدّوا أغانيه.
رحل سيد درويش باكراً، عن 31 عاماً فقط. رحيله بهذه السنّ، جعل منه شخصية إشكالية، أو أكثر من ذلك؛ حدثاً فنياً تغيّر بعده شكل الموسيقى العربية، خصوصاً في مصر. وترك سؤالاً يُتداول كثيراً في الأوساط الفنية والنقدية في العالم العربي: ماذا لو عاش سيد درويش أكثر؟ طبعاً، هذا السؤال قائم على افتراض عاطفي، لا يمكن لأحد الإجابة عنه ضمن تصوّر فنيّ/علمي. الأهم من هذا السؤال، هو اقتفاء تأثير تجربة صاحب "الباروكة" على الموسيقى العربية من بعده، وتأمّلها، وقراءتها من خلاله. كان أسلوب سيد درويش اللحني فاتحة بالنسبة لموجة حديثة من الألحان العربية، فلولاه ربّما، لما كان لدينا تجارب مثل القصبجي والشيخ زكريا أحمد ومحمد عبد الوهاب؛ حيث بلغت الموسيقى العربية ذروة تطورها ومجدها.

إضافة إلى الحفلات، قدّم "مترو المدينة"، خلال الأعوام السابقة، استعادات مختلفة لسيد درويش، من أبرزها عرض حمل عنوان "عين الشيطان"، قُدّم في عام 2017. وضع رؤية هذا العمل هشام جابر؛ إذ مزج فيه البصري والغنائي والمسرحي. تناول العرض أغاني سيد درويش التي وضعها تحديداً للمسرح الغنائي. حينها، صنع بصريات العرض الفنان نديم صوما، وغنّت فيه مريم صالح، وتوزعت بقية الآلات على كل من مارك أرنست (بيانو) وبشار فران (باص إلكترك) وأحمد الخطيب (إيقاع) وفؤاد الكجك (درامز) والراحل عماد حشيشو (عود).

المساهمون