"مهرجان طرابلس للأفلام": معاندة المصاعب

12 اغسطس 2022
عفاف بن محمود في "أطياف": تمزّقات وآلام وبحث عن خلاص (الملف الصحافي)
+ الخط -

رغم مصاعب جمّة يعانيها لبنان وشعبه والمُقيمون فيه، يُعاند إلياس خلاط كلّ شيء، لتأمين استمرارية عملية لـ"مهرجان طرابلس للأفلام". بدايات متواضعة، والدورات اللاحقة تُثبِّت مكانة ما للمهرجان في المشهدين السينمائيين اللبناني والعربي. دورة ثامنة تُقام بين 22 و29 سبتمبر/ أيلول 2022، تؤكّد، مجدّداً، أنّ إلياس خلاط، مؤسّس المهرجان ومديره، يُثابر في عمله، متنقّلاً بين مهرجانات سينمائية عربية ودولية، باحثاً عن جديدٍ ومختلفٍ، عربياً وغربياً، وبعض الجديد ينال حظوةً، نقدية وشعبية، في عروضٍ دولية أولى، وأخرى لاحقة عليها.

"مهرجان طرابلس للأفلام" يُقام في عاصمة الشمال اللبناني، طرابلس، الغارقة منذ أعوامٍ في خرابٍ يُصيب اجتماعاً واقتصاداً وحياة وعمراناً. صالاتها السينمائية، التي تُنافس صالات بيروت في أزمنةٍ لبنانية منقرضة (بين أربعينيات القرن الـ20 وسبعينياته تحديداً)، مختفيةٌ كلّياً، وهذا كلامٌ يتكرّر عشية كلّ دورة للمهرجان، العاجز، إلى الآن، عن إعادة فتح صالة واحدة على الأقلّ، فهذا يحتاج إلى ميزانية كبيرة لتأهيل الصالة، الغارقة، كالصالات الأخرى، في العفن والغبار والاهتراء، في مقابل غيابٍ تامٍ لأي استثمار عمليّ في بعضها، على الأقلّ.

والمهرجان، إذْ يجهد في توسيع حيّزه الجغرافي في المدينة نفسها، يحاول دائماً جذب أناسٍ إلى صالة العرض الرئيسي ("مركز العزم الثقافي ـ بيت الفنّ" في منطقة الميناء)، وإلى أمكنةٍ أخرى أيضاً. هذا يتطلّب اشتغالاً أكبر، خاصة في لحظة الانهيار الكبير، الذي يُصيب لبنان منذ نهاية صيف 2019، أي عشية "انتفاضة 17 أكتوبر" ذاك العام، وطرابلس تعاني تأثيرات الانهيار أضعاف ما يُعانيه البلد، لانفضاض أثريائها عنها، ولارتفاع نسبة الفقراء فيها، ما يولّد ضغوطاً هائلة على أناسٍ، يستحقّون عيشاً كريماً.

 

 

الحالة المأسوية في طرابلس، ولبنان أيضاً، لن تحول دون استمرار إلياس خلاط، ابن المدينة، في تنظيم دورات سنوية، منذ عام 2014 (تفشّي كورونا مطلع عام 2020 دافعٌ إلى تأجيل دورة ذاك العام). وككلّ مهرجان سينمائي عربي، على الأقلّ، تُقام منتديات ولقاءات ونشاطات، يستفيد منها طلّاب ومهتمّون وعاملون/عاملات في صناعة السينما، محلياً وعربياً.

البيان الموزّع قبل يومين (10 أغسطس/ آب 2022) مُقتضب، ومُكتفٍ بنشر لائحة الأفلام المختارة للدورة الـ8 هذه، في المسابقات الـ4: الروائي الطويل، الوثائقي، التحريك، والروائي القصير. يؤكّد البيان أنّ مؤتمراً صحافياً سيُقام مطلع سبتمبر/أيلول المقبل، للإعلان عن كلّ ما سيحصل في دورة جديدة، يرى بعض المعنيين أنّها امتدادٌ لحرصٍ ثقافي وفني ومهني على تجاوز المآزق، بهدف الإبقاء على مساحة سينمائية في مدينةٍ، يشهد تاريخُها ارتباطَها المتين بالسينما، صالاتٍ وأفلاماً واشتغالاتٍ مختلفة.

الأفلام كثيرة. برنامج عروضها ومواعيد النشاطات المرافقة للعروض تُعلن لاحقاً. التنويع سمة، وبعض المختار معروضٌ سابقاً في بيروت. في مسابقة الأفلام الروائية الطويلة، مثلاً، هناك "أبو صدام" للمصرية نادين خان، و"بنات عبد الرحمن" للأردني زيد أبو حمدان، و"أطياف" للتونسي مهدي هميلي، و"فرحة" للأردنية دارين ج. سلّام، وغيرها.

المساهمون