"فسحة حوار"... مبادرة لدعم الفن في الرقة السورية

20 اغسطس 2022
الفسحة فكرة لنقل الحوار من مستوى السلطات إلى أفراد المجتمع (أسامة الخلف)
+ الخط -

يجتمع أدباء وفنانون ومثقفون وشعراء وإعلاميون يومياً في صالة "فسحة حوار" التي كانت تعرف سابقاً بـ"مقهى الفردوس"، في شارع الوادي في مدينة الرقة شمالي سورية، وذلك في مبادرة تحمل اسم "فسحة حوار". الهدف من المبادرة دعم الأعمال وتشجيع وتطوير العمل في هذه المجالات في المدينة.

تتنوع محاور العمل في الفسحة التي لم تستقطب فقط فنانين ومثقفين من مدينة الرقة، إنما من عدة مدن سورية. من المواضيع، مثلاً، الفن التشكيلي والمسرح والقصة القصيرة والشعر وحتى الحوارات واللقاءات السياسية والفنون الغنائية. الفسحة نسيج اجتماعي، الهدف منه كسر قوقعة الفن، والخروج به إلى النور في مدينة عانت من نكبات كثيرة بهذا المجال. كما تهدف أيضاً إلى جمع كافة أطياف الثقافة والسياسة والشعر وأجناس الفن للخروج بأفكار وتطويرها.

ويرى عبد الرحمن عيسى، عضو اتحاد المثقفين السوريين، أن الوجود في "فسحة حوار" هو فرصة حقيقية لاستقطاب الفنانين. ويقول لـ"العربي الجديد": "تواجدنا اليوم في (فسحة حوار) التي استطاعت استقطاب جميع الأدباء والرسامين والنحاتين والسياسيين. هذه مبادرة جميلة جامعة في مدينة وصل الدمار إلى 80 في المائة من بنيتها التحتية. واستقطبت الفسحة قامات أدبية وفعاليات مميزة، واستطاعت خلق مناخ يعطي المثقف حقه".

و"فسحة حوار" هي فرصة لإبراز مواهب وإظهار أعمال فنية وثقافية، كانت لتبقى دفينة في مدينة بطش بها تنظيم داعش ولا تزال إلى اليوم تعاني من تبعات الدمار والخراب اللذين حلّا بها خلال العملية العسكرية التي جرت والتي تسببت ببقاء جثث عالقة تحت أنقاضها لسنوات، لتتعافى المدينة تدريجياً بعد نحو 5 أعوام على خروج التنظيم منها، وبدء تنفس أهلها الصعداء ورؤية فنانيها النور بعيداً عن زخم الحياة.

الممثل المسرحي ورئيس لجنة الثقافة في الرقة فراس رمضان، وأحد مؤسسي "فسحة حوار"، تحدث لـ"العربي الجديد" عن هذه المبادرة، لافتاً إلى أنه من بين فنون الشعر التي يجرى تناولها الشعر الشعبي. وأضاف: "الشعر الشعبي أو المحكي له مكانة خاصة عند أهالي الرقة، وكون (فسحة حوار) مكاناً لكل فناني ومثقفي الرقة، فإنها سعت لإبرازه". ولفت رمضان لوجود مساحة كافية لكافة أنواع الفنون، منها الفن التشكيلي، مضيفاً: "رواد الفن التشكيلي وجدوا مساحة في هذا المكان بلوحاتهم وألوانهم ورواد القراءة، أيضاً المسرحيون لهم مكان هنا، في هذه المدينة التي عانت 12 سنة من غياب الفن والثقافة. نرجو أن تعمم التجربة في كافة مناطق شمال وشرق سورية، المساحة حرة ومفتوحة وهي (فسحة حوار)".

وتابع رمضان: "أعلنا عن مسابقة باسم مصطفى الحسون، شاعر الرقة، وأيضاً مسابقة القصة القصيرة للحميدي القاص على مستوى سورية تخليداً لذكرى الكاتبين، والمسابقة للهواة وليست مفتوحة. للهواة في مجال الشعر والقصة، والجوائز قيمة، وقريباً ستكون هناك مسابقات أخرى، للمسرح مثلاً. تطمع (فسحة حوار) لتشجيع الأدب والفن في المدينة. وهناك فريق سيكون نواةً لأعمال مسرحية في المستقبل، وكلها من ولادة أفكارهم، ونحن نقدم الدعم المادي واللوجستي والدعم بالتدريب".

أما عبد القادر موحد، عضو المكتب السياسي لـ"مجلس سوريا الديمقراطية"، فقد تحدث لـ"العربي الجديد" عما تقدمه "فسحة حوار"، قائلاً: "هي فكرة من حيث المبدأ لنَقْل الحوار من أطر رسمية برعاية السلطات إلى حوارات بين أفراد المجتمع مباشرة، وذلك بهدف فتح قنوات غير رسمية دائمة وفعالة وفق محاور متعددة. هناك حوارات على المستوى السياسي والفكري والاجتماعي والجندر. وتُستخدم كافة أدوات الحوار من لقاءات وحوارات فنية وأدبية، إذ تُعرض أنواع مختلفة من الفنون لخلق حالة من التكامل بين الأفراد، ويُركّز على طرح أفكار جديدة".

المساهمون