"ريف للأفلام 2" في لبنان: العالم إن أعدنا ابتكاره

08 أكتوبر 2020
من فيلم "موج" للمخرج المصري أحمد نور (الملف الصحافي للمهرجان)
+ الخط -

تُقام النسخة الثانية من "مهرجان ريف للأفلام" (لبنان) بين 8 و21 أكتوبر/ تشرين الأول 2020، وفقاً لشروط السلامة العامة المتعلّقة بالوضع الصحّي الطارئ، جرّاء تفشّي وباء كورونا المستجدّ. فبحسب بيانٍ صادر عنها، قالت إدارة المهرجان إنّ كورونا وانهيار الاقتصاد وسقوط مشروع سدّ بسري تضافرت معاً لتنظيم نسخة مختلفة، بعد نسخة أولى أُقيمت العام الفائت في عكّار (شمال لبنان) "بنجاح كبير"، محدثةً وقعاً إيجابياً، ما أدّى إلى اختيار معمل تراثي قديم للحرير في القبيّات (شمال لبنان أيضاً)، "مع عروضٍ سينمائية في الهواء الطلق، وندوات ونشاطات بيئية نهاراً، بالإضافة إلى يوم "سليق" يُطلِق دورة "الغداء في الطبيعة"، التي ستدوم عاماً كاملاً".

لكنّ تطوّر انتشار كورونا في القبيّات نفسها "ألغى التجمّعات كلّها"، دافعاً إدارة المهرجان "إلى تعديل مساره، لينطلق "افتراضياً" بعروض سينمائيّة "أونلاين" تُبثّ على منصّة "أفلامنا" (www.aflamuna.online)، إلى عروض حيّة في مرج بسري". أضاف البيان، الموزّع مؤخّراً على الصحافة، أنّ ندوة ستُقام "في الهواء الطلق، بين أشجار الصنوبر المعمّرة، بعنوان: "مرج بسري بعد الانتصار، إلى أين؟"، بحضور أهالي المنطقة، ومختصّين قانونيين وبيئيين، وناشطين مدافعين عن المرج، يليها عرض "المرج" لمحمد صباح.

إلى ذلك، ذكر البيان أنّ هناك مسابقة لأفلامٍ قصيرة، "تتناول تأثير كورونا فينا وفي الطبيعة"، تتضمّن 20 فيلماً تُعرض بدورها على منصّة "أفلامنا" أيضاً، على أنْ يُعلن عن الأفلام الفائزة في حفلة الختام، في مركز "جمعيّة بيروت دي" سي."، في بيان للجنة تحكيم مؤلّفة من المغنية ريما خشيش والممثلة كارول عبود والمخرج أحمد غصين، تمنح جائزتين اثنتين، علماً أنّ للجمهور جائزته، "لذا، يُرجى التصويت على الموقع بين 8 و14 أكتوبر/ تشرين الأول الجاري". وبحسب البيان، فإنّ كورونا، والأزمة التي تلتها، دفعت إدارة المهرجان إلى "إعادة التفكير في تصوّرنا الكامل للعالم، وتحديداً علاقتنا بالبيئة والطبيعة". لهذا، أُطلقت مسابقة للشباب اللبنانيين، "طلبنا فيها منهم إنتاج أفلام قصيرة تترجِم مشاعرهم، وانعكاس الأزمة على يوميّاتهم".

مسابقة للشباب اللبنانيين لإنتاج أفلام قصيرة تترجِم مشاعرهم وانعكاس الأزمة على يوميّاتهم

كما تُعرض على المنصّة الرقمية نفسها أفلام أخرى، "تنضوي على 3 عناوين: الريف وشخصيّاته، الأرض كفضاء سياسي، والعالم إن أعدنا ابتكاره":
الريف وشخصيّاته: "الحياة في أنحاء مختلفة من العالم، في زمن الأزمات؛ والنضال الاقتصادي ضد النيوليبرالية ونضوب الفرص؛ والنضال الاجتماعي والسياسي لترسيخ وجود الإنسان وهويّته: من يغادر؟ من يبقى؟ بأيّ ثمن؟". أضاف البيان أن الأفلام مختارةٌ من لبنان والجزائر والمغرب وفلسطين وإيران ومقدونيا وفرنسا وإيطاليا، وأنّها تروي "قصصاً فريدة من نوعها، لنساء ورجال وأطفال ومسنّين، يتحدّون كلّ شيء من أجل حقّهم في البقاء".

الأرض كفضاء سياسي: "بيمنا نحتفل بالذكرى الأولى لـ"انتفاضة 17 أكتوبر" (2019) اللبنانية، يعرض المهرجان أفلاماً تسلّط الضوء على النضال السياسيّ من أجل الأرض وعبرها، طارحاً تساؤلات عدّة: ما المعارك التي يخوضها الناس للمحافظة على أراضيهم، والنضال من أجل حقوقهم؟ ماذا حقّقوا؟ ماذا خسروا؟". من لبنان وفلسطين وتونس ومصر والصحراء وفنزويلا، "اختار المهرجان قصصاً تصّور أناساً يتحدّون القمع والفساد، لاستعادة بعض العدالة والكرامة في هذا الزمن الظالم". 

العالم إن أعدنا ابتكاره: "ما البدائل الاقتصادية والبيئية ونمط الحياة المتاحة لنا، في السعي الدؤوب إلى عالمٍ أفضل وأكثر إنسانية؟". في هذا الإطار، اختير فيلمان من سويسرا، "لمساعدتنا على إعادة تصوّر العالم كما نعرفه".

يُذكر أنّ "مهرجان ريف" عبارة عن "أيّام بيئية وسينمائية"، ويُعتبر أول تظاهرة من نوعها في لبنان والعالم العربي، متخصّصة بالطبيعة والحياة الريفية وقضاياها. انطلقت في القبيات، في إحدى المحافظات النائية وأكثرها إهمالاً في لبنان: عكار. محافظة متعدّدة الطوائف والأعراق، يعيش فيها أكثر من 40 ألف مواطن: "مع ذلك، لا تزال هذه المنطقة الشاسعة إلى يومنا هذا خاليةً من أيّ صالة سينمائية، ومن كلّ نشاط سينمائي".

وبحسب البيان نفسه، فإنّ "ريف" يسخّر "قوّة الفن والسينما لاستكشاف تنوّع هذه المنطقة، وكلّ ما يكتنزه باطنها من غنى وإمكانيّات، عبر عروض أفلامٍ من العالم، وتدريبات على صناعة الأفلام القصيرة، ومناقشات، واكتشاف الموارد البيئية والتراث الثقافي في عكار". ويُنظِّم المهرجان "مجلس البيئة في القبيّات"، بالشراكة مع "الجمعية الثقافية بيروت دي. سي."، اللذين ينظران معاً إلى الثقافة والسينما كـ"مُحرّك للتغيير الاجتماعي والبيئي، بإفساح المجال أمام الناس لبلوغ الفنّ والثقافة، والتعبير من خلالهما".

ريف" يسخّر قوّة الفن والسينما لاستكشاف تنوّع الموارد البيئية والتراث الثقافي في عكار

وتعرض النسخة الثانية من المهرجان أفلاماً عدّة، هذه بعضها: "أرض بيّي (أبي)" لموريال أبوالروس و"المرج" لمحمد صبّاح و"ميّل يا غزيّل" لإليان الراهب (لبنان)؛ و"روشميا" لسليم أبو الجبل و"المطلوبون الـ18" لعامر الشوملي (فلسطين)؛ "موج" لأحمد نور (مصر)؛ و"يلعن بو الفسفاط" لسامي تليلي (تونس)؛ و"سمير في الغبار" لمحمد أوزين (الجزائر ـ فرنسا)؛ و"السلاحف لا تموت بسبب الشيخوخة" لسامي مرمر وهند بن شقرون (المغرب)؛ و"حمادة" لإيلوي سيرين (إسبانيا والصحراء)؛ و"الحبيب" لياسر طالبي (إيران)، و"أرض العسل" (مقدونيا)؛ و"كان يا ما كان فنزويلا" لأنابيل رودريغز (فنزويلا)؛ و"جينيف غداً" لغريغوري شوليه وإليزابت فيرناندز و"الطبيعة الكريمة" لكارول مسمر (سويسرا)؛ وNoci Sonanti لداميانو جياكوميلي ولورنزو رابوني (إيطاليا).

المساهمون