"تأثير نتفليكس": أميركيات وأوروبيات يفتشن عن الحب في كوريا الجنوبية

لندن

العربي الجديد

لوغو العربي الجديد
العربي الجديد
موقع وصحيفة "العربي الجديد"
15 اغسطس 2022
نتفليكس
+ الخط -

تتجه النساء في الغرب نحو كوريا الجنوبية من أجل العثور على الحب. ما السبب؟ مسلسلات الدراما الكورية التي تعرضها منصة نتفليكس، وفق ما بيّن بحث جديد. 

تتبعت الباحثة مين جو لي نساء في أوائل العشرينات من العمر يزرن كوريا، لكنهن غير مهتمات بالمواقع السياحية هناك. إذ بقين معظم الأيام داخل الفنادق نائمات، أو يشاهدن الأعمال التلفزيونية الكورية، ويغامرن بالخروج بعد حلول الظلام فقط.

وزارت الباحثة في سياسة الجنس والعرق في كوريا في جامعة إنديانا بلومنغتون ثمانية نُزُل، وأجرت مقابلات مع 123 امرأة، معظمهن من أميركا الشمالية وأوروبا.

استنتجت الباحثة، من المقابلات، أن النساء انجذبن إلى البلاد بسبب ما أسمته "تأثير نتفليكس".

تعرض الأعمال الكورية رجالاً ذوي وجوه جميلة وأجساد منحوتة، وشخصيات رومانسية وصبورة.

وقالت لي إن النساء اللواتي قابلتهن كن مفتونات بالرجال الكوريين الذين ظهروا في التلفزيون كأشخاص غير منفصلين عن مشاعرهم ومستعدين لاحتضان "جانبهم الأنثوي". واعتبرن أن الرجال الكوريين مثقفون ورومانسيون، بينما اشتكين من أن نظراءهم في بلدانهن الأصلية غالباً ما يتجاهلون مظهرهم ولديهم عقول ذات أفق محدود.

وفقاً لموقع شبكة سي أن أن، تزامنت شعبية المسلسلات التلفزيونية الكورية لدى الجماهير العالمية مع زيادة مطردة في عدد السائحات النساء إلى كوريا الجنوبية. فعام 2005، زارت 2.3 مليون امرأة البلاد، مقارنة بـ 2.9 مليون رجل، وفقاً لبيانات حكومية. بحلول عام 2019، العام الأخير قبل أن يتسبب فيروس كورونا في شل حركة السياحة، زارت البلاد نحو 10 ملايين امرأة، مقارنة بـ6.7 ملايين رجل فقط.

في الوقت نفسه، كان هناك انفجار في محتوى وسائل التواصل الاجتماعي الذي يركز على الأزواج الذين يظهرون رجالاً كوريين مع نساء غير كوريات. ففي آلاف مقاطع الفيديو على "يوتيوب"، يظهر رجل كوري مع شريكة أميركية أو أوروبية. 

وفي بعض الأحيان، تعرض هذه المقاطع أزواجاً يمزحون بعضهم مع بعض، وتلعب على الاختلافات الثقافية، وأحياناً تصور ببساطة الأزواج وهم يمارسون حياتهم اليومية.

وفي هذا السياق، يدير هيو غون وزوجته الأسترالية نيكولا مدونة عنوانها "زوجي الكوري"، تناقش الزواج العابر للثقافات وتعكس كيف تتغير المواقف تجاه مثل هذه العلاقات.

وتقول نيكولا إن صورة الرجال الكوريين قد تغيرت منذ أن التقت بزوجها قبل 10 سنوات في سيدني.

في ذلك الوقت، اعتادت سماع تعليقات متحيزة، مثلاً يقول أقرانها إن زوجها كان حسن المظهر "رغم أنه آسيوي". ومع ذلك تنبه النساء الجديات في الاستقرار مع زوج كوري إلى الاختلافات الثقافية التي يجب التكيف معها، مثل العيش في مجتمع معروف بساعات العمل الطويلة، والأعراف الذكورية بين الجنسين.

كما تحذر الباحثة مين جو لي من بعض الرجال في كوريا الجنوبية، الذين يشعرون بأنهم يستطيعون الإساءة للنساء الأجنبيات والإفلات من العقاب.

أما منصة بث المحتوى الترفيهي والأفلام نتفليكس فقد تلقفت هذا التأثير بعد النجاح الضخم الذي حققه مسلسلا "لعبة الحبّار" Squid Game و"الطريق إلى الجحيم" Hellbound. وأعلنت، في يناير/كانون الثاني الماضي، أنها ستصدر 25 مسلسلاً وفيلماً كورياً هذا العام، في المشروع الأضخم الذي يركز على هذا البلد الآسيوي.

عام 2021، استثمرت "نتفليكس" أكثر من نصف مليار دولار في المحتوى الكوري، وستتجاوز قائمة مشاريعها لهذا العام هذه الميزانية بسهولة، رغم أن الشركة نفسها لم تصدر أرقاماً محددة. وكانت قد أصدرت 15 عملاً كورياً العام الماضي.

وكانت المنصة قد كشفت عن بعض التفاصيل التي تعكس هذا الصعود للمحتوى الكوري فيها، إذ أفادت مطلع العام الحالي بأن ساعات المشاهدة لعروضها الكورية ازدادت 6 أضعاف في 2021 مقارنة بعام 2019، إذ أصبح "لعبة الحبّار" المسلسل الأكثر مشاهدة في تاريخ "نتفليكس"، علماً أن 95 في المائة من مشاهداته كانت من خارج كوريا الجنوبية. ولاحظت الشركة أن "كثير من هؤلاء المشاهدين توجهوا نحو استكشاف محتوى كوري آخر".

تضمنت المسلسلات التي حققت نجاحاً واسعاً على "نتفليكس"، بعد "لعبة الحبّار"، مسلسل الخيال المظلم "الطريق إلى الجحيم" الذي احتل قائمة المنصة للأعمال العشرة الأكثر مشاهدة في 34 دولة. كما صعد مسلسل الخيال العلمي "بحر السكون" The Silent Sea إلى المركز الأول في قوائم الأعمال العشرة الأفضل أسبوعياً، والمخصصة للمحتوى بلغة غير الإنكليزية.

وأبدى نائب رئيس المحتوى الكوري في "نتفليكس"، دون كانغ، سروره بهذا الصعود، وقال خلال العام الحالي: "نحن متحمسون لمواصلة التعاون مع رواة القصص الكوريين لنحمل الموجة الكورية إلى آفاق جديدة".

ثبتت "نتفليكس" مكانتها لدى عشاق المحتوى الكوري، إذ أطلقت أكثر من 130 عنواناً كوريا إلى الآن، لكنّ المنافسة العالمية في هذا المجال إلى تصاعد. إذ كشفت ديزني بلس النقاب عن سبع أعمال كورية أصلية، وذلك تزامناً مع طرح المنصة في كوريا الجنوبية ودول أخرى في آسيا خلال الخريف الماضي. ولا شك أنّ منصة إتش بي أو ماكس، المملوكة لشركة وارنر ميديا، ستستثمر بكثافة في هذا النوع من المحتوى حين تطلق رسمياً في شرق آسيا خلال العام الحالي.

ذات صلة

الصورة
شعار منصة نتفليكس (رافائيل هنريكي/Getty)

منوعات

انتشرت عبر مواقع التواصل الاجتماعي حملة تحت وسم #BoycottNetflix تدعو إلى مقاطعة "نتفليكس". وتأتي الحملة بعد حذف 19 فيلماً عن فلسطين.
الصورة
صراع أصحاب حقوق الملكية الفكرية والمخترقين (العربي الجديد)

تحقيقات

يقرصن مخترقون يعملون في دول مثل إيطاليا والصين واليونان محتوى تلفزيونياً وسينمائياً خاضعاً لحقوق الملكية الفكرية، ويباع في مصر عبر الإنترنت
الصورة
صناع اللحظات السعيدة (نتفليكس)

منوعات

بعد إثارة المسلسل الكوري "صالة اللحظات السعيدة" King the Land الجدل على مواقع التواصل الاجتماعي، قدم صنّاعه، الأربعاء، اعتذاراً رسمياً عن أحد المشاهد الذي تضمن إساءة للعرب.
الصورة
راكب فتح باب الطائرة خلال التحليق (رويترز)

مجتمع

علّل الراكب الذي فتح مخرج الطوارئ لطائرة أثناء وجودها في الجو قبيل هبوطها، فعلته للشرطة الكورية الجنوبية بأنه كان يشعر بـ"الاختناق والضيق"، وأراد الخروج "سريعاً" من الطائرة، وفق ما ذكرت شركة طيران "أسيانا إيرلاينز" لوكالة "فرانس برس" السبت.
المساهمون