"الخماسي السري"... مايك مايرز القادر على أداء كلّ الأدوار

12 مايو 2022
يشير مسلسل "الخماسي السري" إلى ضرورة التنوع الهوياتي (نتفليكس)
+ الخط -

ما زال الممثل الكندي مايك مايرز قادراً على جذب انتباه الجمهور، رغم اكتفائه في السنوات الأخيرة ببعض الأدوار البسيطة. لكن الواضح أن "نتفليكس" تمكنت من استعادته؛ إذ بثت أخيراً مسلسل "الخماسي السريّ" (The Pentaverate)، المستند إلى نظرية مؤامرة كان قد طرحها مايرز في فيلم سابق له عام 1993، يحمل عنوان So I Married an Axe Murderer.

مايرز هو المنتج التنفيذي للمسلسل، وصاحب فكرته، ويلعب فيه سبع شخصيات، مستعرضاً مهاراته المعروفة بالتنكر وتغيير صوته، إلى حد أننا لا نستطيع تمييزه عن نفسه، ليكون هو الممثل الأفضل والأسوأ في الوقت ذاته، حسب الشخصية التي يلعبها. ففي هذا المسلسل، نتعرف إلى الصحافي الكندي، شبه المتقاعد، الذي يجد نفسه متورّطاً مع جماعة معروفة باسم "الخماسي السري". تريد هذه الأخيرة حلّ مشاكل العالم، لكنها تكتشف خيانة أحد أعضائها ورغبته في السيطرة على العالم، أو بيع تكنولوجيا الخماسي السري إلى دولة ما كي تستخدمها للسيطرة على العالم.

يستضيف المسلسل كيغان ــ مايكل كي، الممثل الذي عرف بثنائيات "كي وبيل"، بوصفه مرشحاً جديداً للأخوية. لكنه لا يلبث أن يقتل، ليستبدل بكين جيونغ، الممثل الآسيوي الذي أطلقت سلسلة The Hangover شهرته، ليلعب الاثنان أمام شخصيات مايك مايرز أدواراً تلفت الانتباه، لكنها لا تستطيع الطغيان على مايرز، كونه يلعب كل الأدوار، ليبدو ظهور الممثلين وكأنهم ضيوف، مهددون بالرحيل أو القتل في أي لحظة.


يسخر المسلسل من الاختلاف بين كندا والولايات المتحدة على المستوى البصري؛ إذ تظهر كندا كما لو أنها تنتمي إلى التسعينيات من القرن الماضي، في حين أن الولايات المتحدة تنتمي إلى الألفية الجديدة. يترافق ذلك، وهذا أكثر ما يثير الاهتمام في المسلسل، مع السخرية من منصة "نتفليكس" نفسها، ونظام الرقابة فيها، في ما يخص الشتم أو العري الذي يتكرر في بعض الحلقات بوصفه لعبة، إذ نرى مشهداً كله سُباب وشتائم، ثم يتدخل منتج من "نتفليكس" ليحذف السباب، ما يغير معنى كل ما نراه، في إشارة إلى ضرورة التخفّف من الرقابة والصوابية السياسية، والتأكيد على أن الشتم جزءٌ درامي من الحوار، ومن دونه قد يتحول ما نراه إلى شكل أشد بذاءة، كما نرى في "الخماسي السرّي".

لا يقدم المسلسل جديداً، ويراهن على نظريات المؤامرة التقليدية، وحماقات جماعة Qanon، سواء إيمانهم بأن الأرض مسطحة، أو أن الدولة العميقة تتحكم بكل شيء، أو أن وحش الغابة Bigfoot حقيقي، لكن السلطة أخفته، ناهيك عن الإحالة إلى مؤيدي الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب ونظرياتهم التي تلاشت حالياً.

كما يشير مسلسل "الخماسي السري" إلى ضرورة التنوع الهوياتي. وهنا، تبرز قيمة هذه المنظمة السريّة، على الرغم من أنها تتألف من رجال بيض عجائز، لكنها منفتحة على التغيير. وبعد التخلص من الخائن، يقتل الأعضاء الباقون أنفسهم، متيحين المجال لمجموعة سرية جديدة، أكثر انفتاحاً وتنوعاً، واهتماماً بمستقبل العالم.

سينما ودراما
التحديثات الحية

ينتهي "الخماسي السرّي" من دون أن نطرح أي تساؤلات؛ تسلية بسيطة، واضحة، تحاول كسر التقليدي، من دون النجاح بذلك، أداء مايرز لا يمكن الحكم عليه كونه يؤدي كل الأدوار. بصورة ما، ينجح في بعضها ويخفق في الأخرى، حتى المواضيع التي يتناولها المسلسل عولجت كوميدياً سابقاً بصورة أشد عُمقاً.

مع ذلك، يخاطب "الخماسي السري" فينا النوستالجيا؛ إذ يظهر الغول "شريك" مثلاً، الذي نعلم أن مايرز أيضاً سبق أن أدى صوته، ليهزم وحش الغابة، في لقطة سريعة أشعلت حماسة وسائل التواصل الاجتماعي، وكأن منصة "نتفليكس" تراهن على مايرز نفسه، وتاريخه الفني وأوجهه المتعددة، تلك التي لم يبخل علينا بها، بل استعرضها حد الإشباع.

المساهمون