"إن إف تي": ما هي؟ من يشتريها؟ وما مخاطرها؟

21 ديسمبر 2021
استخدام أصول "إن إف تي" يبقى معقداً لغير الضليعين في هذا المجال (Getty)
+ الخط -

أدخلت تكنولوجيا "إن إف تي" للتوثيق الرقمي تغييرات عميقة في سوق الفنون والثقافة، واستحالت محركاً رئيسياً في عالم المزادات، لكن استخدامها يبقى معقداً لغير الضليعين في هذا المجال.

وفي ما يأتي جولة أفق على هذه "المقتنيات الرقمية"، في وقت تباع اليوم في مزاد فرنسي أول رسالة نصية قصيرة في التاريخ، على شكل "إن إف تي".

ما هي "إن إف تي"؟

تسمية "إن إف تي" اختصار للعبارة الإنكليزية Non-Fungible Token، ومعناها "الرموز غير القابلة للاستبدال"، وترمز إلى عدم القدرة على استبدال أي قطعة بأخرى موازية لها (على سبيل المثال استبدال ورقة نقدية قيمتها 5 دولارات بأخرى من الفئة نفسها).

ويمكن تعريف "إن إف تي" بأنها "مقتنيات رقمية" يمكن تعقب مصدرها. وبصورة ملموسة، هي عبارة عن عقد تُحدّد بنوده عبر شفرة معلوماتية لسلعة افتراضية أو حقيقية. ويمكن هذه القواعد الحد من عدد النسخ المتوافرة للبيع والسماح بـ"إعادة إصدار"، أو تنظيم نظام لتوزيع العائدات يتيح حصول صاحب العمل الأصلي على إيرادات عن كل عملية.

وباتت "إن إف تي" نوعاً جديداً من الأصول الرقمية، على غرار العملات المشفرة مثل "بيتكوين" التي تستعين بتكنولوجيا سلسلة الكتل (بلوك تشين)، أي إنها مرجع توثيقي يتشاركه عدد كبير من الأفراد من دون سلطة مركزية.

من يشتريها؟

الشراة هم خصوصاً هواة جمع، أو مضاربون يأملون تحقيق أرباح من خلال إعادة بيعها لاحقاً بسعر أعلى.

شكّلت "إن إف تي" محور مزادات كثيرة أحدثت ضجة عالمية، بينها على سبيل المثال بيع أول تغريدة لمؤسس "تويتر" جاك دورسي مقابل 2.9 مليون دولار أميركي.

كما تُستخدم في ألعاب الفيديو والسينما والموسيقى، كذلك شكّلت محور مبادرات غير اعتيادية، بما يشمل مثلاً شراء أرض افتراضية أو تربية خيول سباقات افتراضية.

ما طريقة استخدامها؟

كما هو الحال مع العملات المشفرة، من الممكن شراء وبيع "إن إف تي" على منصات متخصصة.

وخلال العملية، لا يحصل الشاري بالضرورة على القطعة المحددة، يل يُمنح فقط شهادة أصالة مسجلة بتقنية "بلوك تشين" لتغيير الملكية.

للحفاظ على الحقوق في هذه الشهادة، تُعد المحفظة الرقمية ضرورية، سواء كانت برنامجاً في شكل امتداد لمتصفح إنترنت، أو قطعة متصلة آمنة على شكل ناقل "يو إس بي".

قبل الشراء، يجب الدفع بعملة مشفرة، لكن من الممكن أيضاً "إنشاء" قطعة "إن إف تي" بصورة ذاتية، بالاعتماد على بعض المهارات في مجال المعلوماتية.

أي مخاطر تترتب عنها؟

لا يزال شراء وبيع واستخدام "إن إف تي" أمراً تقنياً، وأحياناً غير مفهوم بصورة جيدة، ما قد يعرّض المستثمرين للخطر. لكل تفاعل مع "بلوك تشين"، ثمة حاجة لدفع نفقات للأشخاص الذين يهتمون بالتحقق من المعاملات.

سوشيال ميديا
التحديثات الحية

وأوضح تقرير حديث نشرته منصة "تشين أناليسس" المتخصصة أن شراء "إن إف تي" أنشئت حديثاً من مجموعة منتظرة للغاية هي عملية تنافسية جداً، إذ يأمل آلاف المستخدمين الشراء في الوقت نفسه. في هذه الحالة، تبوء معاملات كثيرة بالفشل، لكن تظل الرسوم مستحقة، وتكون مرتفعة في بعض الأحيان، اعتماداً على سعر العملات المشفرة التي غالباً ما تُستخدم لدفعها.

لكنّ بعض المشترين يبدون تصميماً على النجاح، وقد يستخدمون روبوتات (برمجيات قوية لتقديم الطلبات)، ما يجعل المعاملة أكثر غموضاً بالنسبة إلى مستثمر المبتدئ.

وخلصت الدراسة إلى أنه في 2021 "استحوذت مجموعة صغيرة جداً من المستثمرين ذوي الخبرة على الجزء الأكبر من أرباح" مجموعات "إن إف تي".

(فرانس برس)

المساهمون