"أوميغا 3"... فوائد صحيّة لا تُحصى

ينصح دائما بتناول مكملات "أوميغا 3" لفوائدها الصحية الكثيرة، وهي متاحة تجارياً في شكل سائل أو كبسولات مشتقة، إما من زيت السمك أو من زيت بذور الكتان فما الفرق بينهما وهل أحدهما أكثر فائدة من الآخر؟

تخفيض خطر الإصابة بأمراض القلب

وجدت العديد من الدراسات أن زيت بذور الكتان وزيت السمك قد يفيدان صحة القلب، لكن زيت السمك يحسن بشكل ملحوظ صحة القلب والأوعية الدموية لأنه يحتوي على مزيج من نوعين مختلفين من أحماض "أوميغا 3" الدهنية، وهي الإيكوسابنتينويك (EPA) والدوكوساهيكسانويك (DHA) بينما يحتوي زيت بذور الكتان على نوع واحد فقط من الأحماض الدهنية "أوميغا 3" وهي حمض الفالينولينيك (ALA). وقد ثبت أن هذه المكملات تخفض مستويات ضغط الدم لدى البالغين حتى في الجرعات الصغيرة، كما أنها قد تكون فعالة في تقليل الكوليسترول الضار (LDL) وتعزيز الكوليسترول الجيد (HDL)، وقد تخفض نسبة الدهون الثلاثية في الدم بنسبة تصل إلى 30٪.

تعزيز الصحة العقليّة والاضطرابات السلوكيّة

تساعد أحماض "أوميغا 3" الدهنية عموماً في زيت السمك وبذر الكتان في تحسين الصحة العقلية والمهارات المعرفية. ولكن يعتبر زيت السمك خيارًا أفضل من زيت الكتان، ويرجع ذلك إلى وجود الحمض الدهني DHA الذي يساعد في تحسين أعراض بعض اضطرابات الصحة العقلية، بما في ذلك الاكتئاب والاضطراب ثنائي القطب والفصام، وخفض خطر الإصابة بالخرف والزهايمر. علاوة على ذلك، فإن وجود EPA يساعد في تخفيف التوتر وإرخاء الأعصاب، مما يحسن وظائف الدماغ. إذاً يمتلك زيت بذور الكتان خصائص أقل في تعزيز الدماغ عند مقارنته بزيت السمك، ولكن الخصائص المضادة للالتهابات لزيت بذور الكتان قد تساعد في تحسين الظروف المزاجية في حالات اضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه.

لايف ستايل

التحديثات الحية

كم وجبة يجب أن تتناول في اليوم لخسارة الوزن؟

خسارة الوزن

يعزز كل من زيت السمك وبذر الكتان خسارة الوزن، إذ يحتوي زيت بذر الكتان على كمية جيدة من الألياف مما يساعد في تحسين عملية الهضم، كما أن له تأثيرات ملينة تساعد في طرد السموم والتخلص المنتظم من الفضلات من الجسم الذي بدوره يساعد في تحسين التمثيل الغذائي ويؤدي إلى فقدان الوزن. أما بالنسبة لزيت السمك فقد لاحظت الدراسات أنه يزيد الشعور بالشبع ويساعد في تعزيز عملية التمثيل الغذائي وزيادة نسبة حرق الدهون مما يعني حرق المزيد من السعرات الحرارية وإنقاص الوزن.

تعزيز صحة الجلد

تعتبر زيت بذور الكتان وزيت السمك مفيدة للبشرة بفضل محتواها الكبير من الأحماض الدهنية. وقد أظهرت العديد من الدراسات، ومنها دراسة نشرت في مجلة Marine drugs، أنَّ مكملات زيت السمك كان لها دور في تحسين عدد من الاضطرابات الجلدية، بما في ذلك التهاب الجلد والصدفية وتلف الجلد الناتج عن التعرض للأشعة فوق البنفسجية. وبالمثل يساعد زيت بذور الكتان أيضاً في علاج اضطرابات الجلد المتعددة، حيث أظهرت دراسة أجريت على 13 امرأة أن تناول زيت بذور الكتان لمدة 12 أسبوعًا قد حسن خصائص البشرة وأدى إلى ترطيبها وزيادة نعومتها.

التقليل من الالتهابات

أثبتت الدراسات البحثية أن زيت السمك له خصائص مضادة للالتهابات بسبب محتواه من الأحماض الدهني. وقد أشارت العديد من الدراسات ومنها دراسة نشرت في مجلة Nutrients إلى الآثار المفيدة لزيت السمك على الالتهابات المرتبطة بالحالات المزمنة مثل مرض التهاب الأمعاء والتهاب المفاصل الروماتويدي والذئبة. أما عن تأثير زيت بذور الكتان على الالتهاب فلا تزال النتائج غير مؤكدة وتحتاج لإجراء المزيد من الأبحاث.

ختاماً يعزز كل من زيت السمك وزيت بذور الكتان الصحة، ولديهما أبحاث كثيرة تؤكّد فوائدهما الصحية، ومع ذلك فقد يتفوق زيت السمك على زيت بذور الكتان بفوائده الصحية لأنه يحتوي على الأحماض الدهنية النشطة EPA وDHA. بينما تحتوي بذور الكتان على الحمض الدهني ALA والذي يقوم الجسم باستخدام أنزيمات عديدة بتحويل كمية صغيرة جدًا منه فقط إلى EPA و DHA. وعملية التحول هذه لا تكون فعّالة كثيراً وخصوصاً مع تقدّم العمر، كما أنها تتم بفعالية أكبر في النساء مقارنة بالرجال.