محطة السيارات والإشارات... موظفوها يعانون الإعاقة السمعية

22 أكتوبر 2018
يواجه الصمّ مشاكل كثيرة في الأردن (تويتر)
+ الخط -
في إحدى مناطق شمال شرقي العاصمة الأردنية عمّان، توجد محطة لغسيل المركبات، لكنها ليست كباقي المحطات التي نعرفها، إذْ استطاعت أن تكون المحطة الأولى في الشرق الأوسط، بأن يكون جميع العاملين فيها من ذوي الإعاقة السمعية. 

تحت اسم "محطة لغة الإشارة لغسيل السيارات"، استطاع الشاب سامر عباس، وهو من ذوي الإعاقة السمعية، التفكير في مشروع يدرّ عليه الربح المادي، ويوفر فرص عمل لأشخاص من ذوي الإعاقة السمعية، ممن لم يستطيعوا إكمال دراساتهم، بسبب قدراتهم الصحية. وقرر أن تكون المحطة والعاملون فيها من أصحاب الإعاقة، ليوجه رسالة مهمة، أن صاحب الإعاقة كأي إنسان قادر على العطاء والإنجاز، إذا وجد فسحة أمل في طريقه. وقال عباس، في تصريحات لـ"العربي الجديد"، من خلال مترجم متواجد في المحطة، إنه استطاع أن يكون رجل أعمال أردنيا "متواضعا" رغم إعاقته السمعية. وأثبت للمجتمع أنه شخص طبيعي لا ينقصه شيء، ويدير المحطة بشكل مهني ومحترم، وينافس المحطات المجاورة بكل أخلاقية، ويتعامل مع العمال، وهم 6 أشخاص من ذوي الإعاقة، بكل محبة وتقدير، وضمن قوانين العمل والعمال المعمول بها في الأردن.

وتختص المحطة في تنظيف وتلميع المركبات من خلال أجهزة حديثة ومتطورة، بالإضافة إلى غسيل "السجاد والموكيت" وتغيير زيوت المركبات، وصيانة إطارات المركبات. وعند الدخول إلى المحطة، تستطيع أن تلاحظ حجم التعاون بين العمال في الداخل، وسهولة التواصل مع الزبائن الذين باتوا يفضلون زيارة المحطة لدعم مشروع وطني شبابي، والمساهمة في توسيع الفكرة وانتشارها. وتتواجد في المحطة لوحات إرشادية وترحيبية خاصة بلغة الإشارة التي تنتشر في المكان، بالإضافة إلى توفير مترجم مختص في ترجمة لغة الإشارة بين الزبائن والعمال، في حال وجد الزبون أي صعوبة في التواصل. ورحبت وزارة العمل الأردنية بالفكرة، موضحة أنها خطوة في الاتجاه الصحيح لإدماج أصحاب الإعاقات بشكل عام في المجتمع الأردني، والذي يكون دوماً مصدر إلهام ودعم للجميع.



وتتفاعل المحطة مع متابعيها على صفحتها على موقع التواصل الاجتماعي فيسبوك. ويتم نشر العروض وساعات الدوام، وبالإضافة إلى نشر التهاني في الأعياد والعطل الرسمية. وتبلغ نسبة انتشار صعوبات السمع بين الأشخاص ذوي الإعاقة في الأردن 8.4%، حسب دراسة نفّذها المجلس الأعلى لشؤون الأشخاص المعوقين بالتعاون مع دائرة الإحصاءات. كما أظهرت النتائج أن صعوبات السمع تنتشر لدى الذكور أكثر منها عند الإناث؛ حيث شكلت عند الذكور 56.3% ولدى الإناث 43.7%.

مدرس ومترجم لغة الإشارة في الجامعة الأردنية، حسن الشدوح، يقول "إن الأشخاص ذوي الإعاقة السمعية يواجهون العديد من التحديات للتواصل مع مجتمعهم، الأمر الذي تنتج عنه مشكلات أسرية أو أكاديمية". مشيراً إلى أن "الصمّ يواجهون مشاكل كثيرة، منها ارتفاع نسبة الأمية بين الجنسين بسبب عدم معرفة الكادر التعليمي بلغة الإشارة. كما أن المناهج الخاصة بهم غير مناسبة، علاوة على ارتفاع أسعار السماعات، وقلة عدد مترجمي لغة الإشارة في المؤسسات الرسمية والأهلية الذين يسهلون التواصل مع الصم". ويوجد في الأردن حوالي 30 مؤسسة تعنى بالإعاقة السمعية، منها مدارس الصم والبكم ومراكز السمع والنطق، كمؤسسة الأراضي المقدسة للصم ومؤسسة الملكة علياء للسمع والنطق، بالإضافة إلى نواديهم الاجتماعية الخاصة التي يترددون عليها، منها نادي "سمو الأمير علي" و"نادي الأردن" في عمان.
دلالات
المساهمون