بينما يلتزم كُثر من سكان العالم منازلهم، في ظل الحجر الإلزامي المفروض عليهم، في محاولة للحدّ من تفشي فيروس كورونا، تبرز الشرفات كمساحة آمنة جديدة، لخلق حياة شبه طبيعية: على الشرفات يتواصلون مع الجيران والمارّة. عليها يمارسون الرياضة، ويغنون ويرقصون.
في البدء كانت إيطاليا، استمع العالم وشاهد سكان الشمال وهم يغنون لمدنهم ولبلدهم على الشرفات والشبابيك. ومن إيطاليا، تحوّلت الشرفات إلى رمز عالميّ للتمسّك بالحياة والفرح والتضامن.
في باليرمو، وميلانو، وسيينا، وغيرها من المدن والبلدات الإيطالية، شاهدنا مغني الأوبرا ماوريزيو ماركيني، يغني عبر شرفة منزله، كما فعل الدي جي في باليرمو مقدماً موسيقى صاخبة مجانية طيلة الليل.
في إسبانيا، وعلى شرفة صغيرة في برشلونة، خرج عازف البيانو ألبيرتو غيستوزو ليعزف أغنية "ماي هارت ويل غو أون" لسيلين ديون، فلاقاه سريعاً جاره في المبنى المجاور عازف الساكسوفون ألكسندر ليبرون تورنت ليعزفا الأغنية معاً، على وقع تصفيق سكان المباني المجاروة، الذين خرجوا بدورهم إلى الشرفات للاستمتاع بالموسيقى.
Instagram Post |
وفي إشبيلية الإسبانية، قام مدرّب لياقة بدنية بالصعود إلى سطح المبنى الذي يقطنه وطلب من الجيران الخروج إلى شرفاتهم أو النظر عبر شبابيك البيوت، وبدأ حصة تمرين رياضية، انضمّ إليها العشرات.
في مونتريال الكندية، قبل يومين، خرج سكان أحد الأحياء لأداء أغاني الأسطورة الكندية، الراحل ليونارد كوهين.
Twitter Post
|
أما في البرازيل، فبدل الساحات، خرج الملايين في ساو باولو وريو دي جانيرو إلى شرفاتهم للتعبير عن غضبهم من أداء الرئيس جايير بولسونارو في التعامل مع تفشي فيروس كورونا، مطالبين إياه بالرحيل.
وفي الهند، تماماً كما حصل في الصين، خرج المواطنون إلى شرفات منازلهم للتصفيق وقرع الطناجر، في لفتة موجّهة إلى العاملين في مجال الرعاية الصحية الذين يحاربون فيروس كورونا في المستشفيات، والشوارع.