في الآونة الأخيرة، شهد العالم العربي ظهور عدد كبير من الـ"يوتيوبرز". هناك من أصبحوا منهم نجوماً لهم قنواتهم على منصة يوتيوب، وبرامجهم التي تحظى بنسبة مشاهدة عالية تتخطى نسب المشاهدة للبرامج التلفزيونية أحياناً، وكان للسوريين تجارب عدة في هذا المجال، ولكن تلك التجارب لم تكن ناضجة لعدة أسباب. في البداية، لا يزال مصطلح "اليوتيوبر" غير جدي بالنسبة للجمهور وصناع المحتوى السوريين، إذ يلاحَظ أن أغلب الـ"يوتيوبرز" السوريين الذين نالوا شهرة محلية، تركوا منصاتهم واتجهوا إلى التلفزيون لتقديم برامج تشبه، إلى حد ما، برامجهم على الـ"يوتيوب". إضافة إلى ذلك، فإن عدد الـ"يوتيوبرز" السوريين قليل، وليس هناك تنوع في المحتوى الذي يقدمونه، فأغلبهم اتجهوا نحو تقديم برامج سياسية، على عكس الـ"يوتيويرز" العرب الذين تجد في محتواهم تنوعاً كبيراً، ما بين تقديم برامج عن ألعاب الفيديو، والطبخ، والصحة والموضة، وغيرها.
من الملاحظ أيضاً أن أغلب الـ"يوتيوبرز" السوريين هم من فئة الشباب، إذ تفتقد الفئات العمرية الأكبر، الجرأة للظهور على منصات التواصل الاجتماعي. لكن هناك من كسر القاعدة، مثل الطباخ السوري ثابت عنيني الذي أسس قناته "شام الأصيل" على يوتيوب، وها هي تضم أكثر من مليون متابع. يعلّم عنيني الطبخ للمبتدئين، ويعطي وصفات لعدد كبير من الأكلات في المطبخ الدمشقي.
كذلك، في الأشهر الأخيرة، بدأ السوريون بتداول فيديوهات لبرنامج "حكايا الخال"، الذي يقدمه محمود الأيوبي، وهو رجل ستيني يرتدي طربوشه الأحمر وبدلته الشبيهة ببدلة الحكواتي الدمشقي، وخلفه صور لحديقة قصر العظم في دمشق. يقدم الأيوبي نفسه باسم "الخال"، ليروي قصصاً وحكايات عاشها في دمشق منذ بداية الستينيات وحتى التسعينيات، قبل أن يهاجر من سورية، ليقدم حكايته وهو يضع إلى جانبه فنجان القهوة العربية، أو مجموعة من الورد الجوري البلدي والياسمين.
بلهجته الشامية، يسرد قصصه التي يكون هو بطلها، وينسجها من خلال صورعن طبيعة الحياة في تلك المرحلة الزمنية. تنتقد حكاياته بشكل غير مباشر عدداً كبيراً من المشاكل الاجتماعية والسياسية في تلك الحقبة، حيث تحدث في إحدى الحلقات عن مغامرته مع جدته التي كانت تدّعي بأنها تستحضر الجان، وكيف صدقها أفراد أسرته وتعاملوا معها.
وفي إحدى الحلقات، ينتقد الخال فساد أولاد المسؤولين، ويسرد حكايته مع أحد طلابه عندما كان يعمل مدرساً خصوصياً، والطالب كان ابن مسؤول كبير، على حد تعبيره، ليسرد كيف استطاع أن يقدم امتحان الثانوية العامة بدلاً منه بتغطية أمنية.
تبدو حكايات الخال متأثرة بشكل كبير بمسلسل "مرايا". لكن البرنامج عانى من عدد كبير من المشاكل، فطريقة تقسيم الحلقات تبدو غير جذابة درامياً، فهناك حكايات مقسمة على عدد كبير من الحلقات من دون أي مبرر، مثل حكاية الخال مع ابن المسؤول، التي يقسمها إلى ست حلقات، مع العلم أن الحكاية من الممكن أن توجز وتسرد خلال حلقة واحدة. إضافةً إلى ذلك، في بعض الحلقات يخرج الخال عن حكاياته القديمة في دمشق، ويبدأ بطرح مواضيع آنية ومواضيع عن مشاكل الهجرة والاغتراب، الأمر الذي أفقد البرنامج هويته المميزة كحكواتي يتناول مواضيع قديمة في دمشق.
اقــرأ أيضاً
رغم ذلك، فإن أهمية برنامج "حكايا الخال" تنبع من كونه تمكن من توظيف منصات "يوتيوب" لإحياء شكل فني عربي أصيل، هو فن "الحكواتي"، ربما هو بحاجة للمزيد من النضج، ولكن هذا الشكل أثبت فعاليته، فتمكن من اجتذاب عدد كبير من المتابعين بفترة وجيزة.
من الملاحظ أيضاً أن أغلب الـ"يوتيوبرز" السوريين هم من فئة الشباب، إذ تفتقد الفئات العمرية الأكبر، الجرأة للظهور على منصات التواصل الاجتماعي. لكن هناك من كسر القاعدة، مثل الطباخ السوري ثابت عنيني الذي أسس قناته "شام الأصيل" على يوتيوب، وها هي تضم أكثر من مليون متابع. يعلّم عنيني الطبخ للمبتدئين، ويعطي وصفات لعدد كبير من الأكلات في المطبخ الدمشقي.
كذلك، في الأشهر الأخيرة، بدأ السوريون بتداول فيديوهات لبرنامج "حكايا الخال"، الذي يقدمه محمود الأيوبي، وهو رجل ستيني يرتدي طربوشه الأحمر وبدلته الشبيهة ببدلة الحكواتي الدمشقي، وخلفه صور لحديقة قصر العظم في دمشق. يقدم الأيوبي نفسه باسم "الخال"، ليروي قصصاً وحكايات عاشها في دمشق منذ بداية الستينيات وحتى التسعينيات، قبل أن يهاجر من سورية، ليقدم حكايته وهو يضع إلى جانبه فنجان القهوة العربية، أو مجموعة من الورد الجوري البلدي والياسمين.
بلهجته الشامية، يسرد قصصه التي يكون هو بطلها، وينسجها من خلال صورعن طبيعة الحياة في تلك المرحلة الزمنية. تنتقد حكاياته بشكل غير مباشر عدداً كبيراً من المشاكل الاجتماعية والسياسية في تلك الحقبة، حيث تحدث في إحدى الحلقات عن مغامرته مع جدته التي كانت تدّعي بأنها تستحضر الجان، وكيف صدقها أفراد أسرته وتعاملوا معها.
وفي إحدى الحلقات، ينتقد الخال فساد أولاد المسؤولين، ويسرد حكايته مع أحد طلابه عندما كان يعمل مدرساً خصوصياً، والطالب كان ابن مسؤول كبير، على حد تعبيره، ليسرد كيف استطاع أن يقدم امتحان الثانوية العامة بدلاً منه بتغطية أمنية.
تبدو حكايات الخال متأثرة بشكل كبير بمسلسل "مرايا". لكن البرنامج عانى من عدد كبير من المشاكل، فطريقة تقسيم الحلقات تبدو غير جذابة درامياً، فهناك حكايات مقسمة على عدد كبير من الحلقات من دون أي مبرر، مثل حكاية الخال مع ابن المسؤول، التي يقسمها إلى ست حلقات، مع العلم أن الحكاية من الممكن أن توجز وتسرد خلال حلقة واحدة. إضافةً إلى ذلك، في بعض الحلقات يخرج الخال عن حكاياته القديمة في دمشق، ويبدأ بطرح مواضيع آنية ومواضيع عن مشاكل الهجرة والاغتراب، الأمر الذي أفقد البرنامج هويته المميزة كحكواتي يتناول مواضيع قديمة في دمشق.
رغم ذلك، فإن أهمية برنامج "حكايا الخال" تنبع من كونه تمكن من توظيف منصات "يوتيوب" لإحياء شكل فني عربي أصيل، هو فن "الحكواتي"، ربما هو بحاجة للمزيد من النضج، ولكن هذا الشكل أثبت فعاليته، فتمكن من اجتذاب عدد كبير من المتابعين بفترة وجيزة.