أفلام الفانتازيا العربية

09 يوليو 2018
مشهد من فيلم "الحرب العالمية الثالثة" (فيسبوك)
+ الخط -
الخوف من التعامل مع الأمور الدينية، منع التعامل مع القصص الدينية في إطار فانتازيا، فقدمت آلة الزمن في فيلم "الرقص مع الشيطان" 1993، بطولة نور الشريف، لكنها لم تقترب من قصة الإسراء والمعراج والبراق، أو حتى قصص الأنبياء. وهنا يفتح تساؤل كان قد تم طرحه في عدد من أعداد مجلة "الهلال" عام 1970، عن فكرة التعامل مع القصص الدينية، كما تعاملت الكنسية مع قصص المسيح. وتمت إعادة تقديمها في أشكال أدبية كثيرة، بداية من الغناء والرسم والمسرح والدراما والأدب، ربما لو كان حدث ذلك، لكان أرضاً خصبة لأفلام فانتازيا، تكشف أكثر ما تؤرخ لوضع معين.

ويرى الناقد، محمد المصري، أن الدين لم يكن عائقاً أمام هذه النوعية من الأفلام. لكن يعتقد أن العائق الحقيقي هو المخرج أو الكاتب، الذي يظل حاملاً هموم مجتمعه، الاقتصادية والسياسية. وعندها لا يكون "حراً" كفاية للتخيّل أو لطرح تصورات عن العالم والإنسان والمستقبل خارج دائرة الهموم والواقع. نحن نعيش في مجتمع أول سؤال يوجه إلى المخرج؛ "أنتَ عايز تقول إيه؟"، وأغلب مخرجيها الكبار (كلهم باستثناءات قليلة جداً) ارتبط منجزهم الحقيقي بالقدرة على تجسيد الواقع، هذا هو العائق الأكبر، أن تصنع أفلاماً أو تكتب أدباً لجمهور غير مهتم بهذا الشكل من الخيال.

من الأسباب الأخرى التي لا يمكن إنكارها أيضاً ضعف وقلة البحث العلمي في الوطن العربي، كلما نجحت الدولة في البحث العلمي، نجحت أفلام الخيال العلمي، لأن أفلام البحث العلمي أرضها الأم، تتحرك منها، لتبحر بعيداً بسرعة الخيال والسينما، لا بسرعة العلم والتجارب. لكن لا توجد أرض خصبة في الوطن العربي، توجد أرض خصبة لأفلام مثل الأنس والجن والتعويذة، أرض خصبة لمواد تخاطب الجهل الذي توقن به، من دون بحثه في رحلة خيالية، حتى ولو من باب التخيل فقط والفن. طبعاً، لفقر البحث والإنتاج العلمي سبب. فعند التحدث عن السفر إلى مجرة أو كوكب آخر مثلاً، مستحيل تخيل ساكنيها أنهم مصريون، لأنه غير متاح وغير معقول.

مع بداية الألفية الثالثة، ومع جيل أحمد مكي وبعده الثلاثي هشام ماجد وأحمد فهمي وشيكو، كانت أفلام الخيال العلمي والفانتازيا بشكل كوميدي جديد وجيد. اختفت كل محاولات أفلام خيال علمي، وصارت الفانتازيا جزءاً من الكوميديا، وبدأت مساحة لم يقترب منها أحد بهذا الشكل من الكوميديا. فكان "الحاسة السابعة" عام 2005، و"سمير وشهير وبهير" عام 2010، "وبنات العم" عام 2012، ومسلسل "الرجل العناب" عام 2013، و"الحرب العالمية الثالثة" عام 2014، و"حملة فريزر" عام 2016. يعتقد المصري أننا كمجتمع غير مهيئين للتعامل مع "الخيال العلمي" بجدية كافية، إلى جانب المشاكل الاقتصادية، ومن غير المُتاح في مصر عمل فيلم خيال مثل هوليوود مثلاً. لأن التفكير والطموح محدودان.
المساهمون